تحدثت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025، عن توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو اتخاذ قرار باحتلال كامل لقطاع غزة، في خطوة وصفت بأنها مخاطرة محفوفة بالفشل على المستويين العسكري والسياسي.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن حالة الجمود الطويل التي تعيشها القوات الإسرائيلية داخل غزة، تضع معيارًا واقعيًا لاختبار جدية نوايا نتنياهو، ويتمثل ذلك في السعي للسيطرة على ما تبقى من أراضي القطاع. غير أن هذا يتطلب مناورة داخل مناطق مكتظة بنحو مليوني فلسطيني، وهو أمر يستدعي تعزيزات ضخمة وزيادة كبيرة في عدد القوات.
وأضافت الصحيفة أن الوحدات النظامية المتوفرة غير كافية على الأرجح، خاصةً بعدما قرر رئيس الأركان هرتسي هاليفي (زامير) مؤخراً سحب عدد كبير منها من غزة لمنح الجنود فترة راحة. ونتيجة لذلك، يبدو أن لا مفرّ من حملة تجنيد احتياط جديدة، ما يخالف التصريحات الحكومية السابقة. إلا أن نقل هذه القوات إلى القطاع قد يستغرق أسبوعين، بينما قد تمتد عملية السيطرة الكاملة وتطهير المناطق من المسلحين، وفقاً لتقديرات الجيش، إلى عام أو عامين.
ورغم التصريحات السياسية، شددت هآرتس على غياب أي تحرك فعلي أو تغييرات ميدانية ملموسة على الأرض، ما يثير شكوكًا كبيرة بشأن نوايا التنفيذ الحقيقية. وفي حال فشلت الخطة، يُتوقع أن يوجّه نتنياهو أصابع الاتهام إلى رئيس الأركان زامير، محمّلاً إياه مسؤولية الفشل، خاصةً بعد إخفاق الائتلاف الحاكم في تحقيق وعده بـ"نصر مطلق".
وأبرزت الصحيفة العبرية أن زامير يعارض منذ أكثر من شهر فكرة الاحتلال الكامل، ليس فقط لخطره المباشر على حياة الأسرى والجنود، ولا لاعتبارات ردود الفعل الدولية، بل لأنه يرى أن الجيش يواجه أزمة بنيوية في قدراته القتالية، تتجلى في انخفاض حاد في دافعية القوات النظامية، وتراجع التزام جنود الاحتياط بشكل غير مسبوق.
من جانبها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الحديث بات أكثر وضوحاً حول مصير الأسرى، مشيرة إلى أن "المس بهم لم يعد احتمالاً نظرياً، بل خيارًا مطروحًا للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر". واعتبرت الصحيفة أن هؤلاء الأسرى الذين صمدوا في أقبية العذاب والجوع باتوا يُنظر إليهم من قبل بعض الجهات كـ"خسارة مقبولة"، ما يكشف حجم الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي بلغته القيادة الإسرائيلية.
وأضافت أن الحكومة قد تسلك طريق إعلان قرار كبير بشأن احتلال غزة، لكنها قد تفشل في التنفيذ على أرض الواقع، لتعود لاحقًا وتحمّل المسؤولية للأطراف الخارجية، سواء كانت واشنطن، أو المجتمع الدولي، أو حتى رئيس الأركان نفسه، متذرعة بتقصير "الدولة العميقة".
واختتمت الصحيفة بالتحذير من الثمن الباهظ الذي قد يُدفع في حال تم تنفيذ القرار: "كم جندي سيلقى حتفه؟ كم أسير سيدفع حياته؟ كم انقسامات ستتفاقم داخل المجتمع الإسرائيلي؟ وكيف سينجو الإسرائيليون من هذه التجربة؟".
وترى الصحيفة أن النهاية ستكون على الأرجح إعادة إنتاج لفصول سابقة: حرب بلا خطة تنتهي بلا نصر، ثم تُسوّق لاحقًا كمسرحية انتصار في خطاب سياسي بارد لا يعكس شيئاً من الحقيقة.
التعليقات : 0