"عصيان الجنود".. أزمة تنخر عصب جيش الاحتلال

القدس واللاجئين

غزة / معتز شاهين:

تواصل الاحتجاجات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد التعديلات القضائيّة، إذ أعلن قرابة 200 طيار حربي إسرائيلي و150 ضابطا وجنديا في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أمس الجمعة، أنهم سيتوقفون عن خدمتهم العسكرية في قوات الاحتياط، مما يشكل ذلك أزمة كبيرة بدأت تنخر عصب جيش الاحتلال.

 

وبحسب القناة 12 العبرية، فإن الطيارين الذين أعلنوا عن تجميد خدمتهم في الاحتياط بالآونة الاخيرة، هم طيارون حربيون كبار ويقودون غارات جوية "لا تعترف إسرائيل علنا أنها هاجمتها"، مثل سورية، ويعتبرون "طيارون نشطون جدا ويشاركون في تدريبات وعمليات عسكرية أسبوعيا".

 

وأضافت القناة ذاتها، أن الطيارين جمدوا خدمتهم لأسبوعين، وبعدها سيبحثون استمرار تجميد الخدمة، بسبب أن "نتنياهو" لا يعتزم وقف تشريعات الخطة وأنه يقود "إسرائيل" إلى نظام ديكتاتوري ولذلك لا يمكنهم الاستمرار في الخدمة العسكرية.

 

في السياق، حذر رئيس أركان جيش الاحتلال "هيرتسي هليفي"، المستوى السياسي من أن عدد جنود الاحتياط الذين حضروا لـ"خدمة الاحتياط" هذا الشهر انخفضت لدرجة أن الجيش على وشك الإضرار بنطاق عمليات معينة.

 

ويرى مختصان بالشأن الإسرائيلي، أن وصول حالة الانقسام في الشارع "الإسرائيلي" إلى صفوف جيش الاحتلال، سيؤثر على قدرات الجيش على المدى البعيد، الأمر الذي يضعف قدرات "إسرائيل" على مواجهة التحديات.

 

وبين المختصان في حديثين منفصلين مع "الاستقلال"، أن هناك خشية "إسرائيلية" حقيقية من ظاهرة رفض الخدمة واتساع رقعتها، وانضمام ضباط ووحدات أخرى إليها، احتجاجاً على الانقلاب القضائي الذي يقوده "نتنياهو".

 

تداعيات سلبية

الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، أكد أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" الأخيرة والذي أكد من خلالها الاستمرار بإجراء ما أسماه التعديلات القضائية، فاقمت الأزمة أكثر ما هي عليه الآن، الأمر الذي دفع عدد من ضباط وقادة في جيش الاحتلال للانضمام لخطوات الاحتجاج.

 

وقال أبو غوش في حديث لـ "الاستقلال"، السبت، إن تجميد نحو 350 طيار وضابط وجندي في جيش الاحتلال خدمتهم في الاحتياط حتى الآن، هي رمزية ولا تمس بشكل مباشر في قدرات الجيش، لكنها ستؤثر على المدى البعيد، وستضعف قدرة "إسرائيل" على مواجهة التحديات.

 

وأَضاف، أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤثر على وتيرة التدريبات في الجيش، والروح المعنوية للضباط والجنود الذين هم جزء من المجتمع ولهم دور مركزي، حيث أكدوا من خطوتهم الاحتجاجية أنهم ليسوا أداة بيد السياسيين.

 

واتفق الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عدنان الأفندي، مع سابقه بالقول إن تجميد عدد من الطيارين والضباط خدمتهم في الاحتياط لدى جيش الاحتلال، سينعكس سلبا على "إسرائيل" من الناحية العسكرية والأمنية.

 

وأضاف الأفندي لـ "الاستقلال"، السبت، أن السياسيين والعسكريين في "إسرائيل" لديهم خشية حقيقة من اتساع رقعة الانقسام داخل صفوف الجيش، وانضمام ضباط ووحدات أخرى لرفض الخدمة العسكرية.

 

تعمق الأزمة

وذكر الأفندي، أن إصرار "نتنياهو" على المضي في الانقلاب القضائي، في ظل إصرار المعارضة عل المضي بالاحتجاجات، سيزيد من ظاهرة "تجميد الاحتياط" لتشمل اعداد أكبر، وسيدفع قطاعات كبيرة في دولة الاحتلال إلى الدخول في الاحتجاجات.

 

وأشار الأفندي، أن مشهد المواجهات والقمع والسحل من قبل شرطة الاحتلال الذي بات يتصدر الاحتجاجات "الإسرائيلية"، يُشير إلى تعمق الأزمة "الإسرائيلية"، وانجرارها إلى حرب أهلية لا يمكن لأحد تنبأ شكلها كيف سيكون.

 

ولفت المختص بالشأن "الإسرائيلي"، أن "نتنياهو" يرى مصلحته مع المتطرفين "بتسلئيل سموتريتش" و"إيتمار بن غفير"، الذين يهددانه بالاستقالة إذا تراجع عن الانقلاب القضائي، ولذلك هو يتماهى مع هؤلاء، متجاهلاً الاهتمام لأصوات الشارع "الإسرائيلي" الذي يواصل احتجاجه لأكثر من شهرين.

 

هل يذهب نتنياهو للحرب؟

وبالعودة إلى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش وبعد سؤال "الاستقلال" له، حول احتمالية ذهاب نتنياهو إلى التصعيد مع المقاومة للهروب من موجة الاحتجاجات، استبعد أبو غوش ذلك، معتبرًا أن نتنياهو سيكون أمام حرب ضاربة إذا توجه نحو هذا الخيار.

 

وقال أبو غوش، إن "نتنياهو" لن يفتح معركة عسكرية، خاصة في الجبهة الشمالية، في ظل حالة الانقسام بصفوف الجيش، لأنه يدرك أنه سيجلب حرب ضارية، ولا يمكن قراءة ما الذي يمكن أن تواجهه "إسرائيل" إذا فتحت المعركة مع المقاومة في لبنان وإيران.

 

وذكر أبو غوش، أن خطوة الاحتلال في التراجع عن التنكيل بالأسرى، والانصياع لمطالبهم قبل يومين، هي خطوة "إسرائيلية" جدية، وجاءت بعد ورود إنذارات ساخنة وحقيقة، الامر الذي دفع الاحتلال إلى التراجع من أجل خفض حدة التوتر خشية من اندلاع حرب بالفترة الحالية.

 

وتتواصل المظاهرة الاحتجاجية داخل كيان الاحتلال للأسبوع الثاني عشر على التوالي، ضد خطة "إصلاح القضاء" المدعومة من حكومة "بنيامين نتنياهو".

 

ومع استمرار الاحتجاجات، أكد "نتنياهو"، إصراره على طرح قانون "الإصلاحات القضائية" أمام الكنيست للتصديق عليه الأسبوع المقبل.

التعليقات : 0

إضافة تعليق