المرابطون بالأقصى.. شوكة في حلق الاحتلال ومستوطنيه

المرابطون بالأقصى.. شوكة في حلق الاحتلال ومستوطنيه
القدس واللاجئين

الاستقلال/ سماح المبحوح:

يشكل رباط المصلين في المسجد الأقصى المبارك، سدًا منيعًا في مواجهة اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ مخططاتهم، في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، وإقامة طقوسهم التلمودية بذبح القرابين وبناء هيكلهم المزعوم.

 

فمنذ أعوام طويلة يتصدى المرابطون في المسجد الأقصى بأجسادهم العارية لمخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد القدس، تمامًا كما جرى خلال الأيام الماضية حين تصدوا لاقتحامات الاحتلال خلال ما يسمى "عيد الفصح".

 

وحوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات مئات المستوطنين لساحات الحرم في اليوم الرابع من عيد "الفصح" اليهودي.

 

ومنعت قوات الاحتلال أمس الاحد دخول الشبان المسجد الأقصى وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط، في حين قام أفراد من "حرس الحدود" بالاعتداء على الشبان عند أبواب الأقصى ومنعهم من دخول المسجد.

 

وكان المئات من المصلين قد اعتكفوا الليلة قبل الماضية في المسجد القبلي بعد أن أغلقوا أبوابه في وجه قوات الاحتلال منعا لاقتحامه وتفريغه من المصلين كما اعتادت خلال الأيام القليلة الماضية.

 

اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية مشددة من قوات وشرطة الاحتلال، بعد تحويلها لثكنة عسكرية.

 

رباط على مدار الساعة

 

وعلى وقع الاقتحامات الأخيرة وتحضيرات المستوطنين لذبح القرابين داخل المسجد الأقصى، أضحى المقدسي أمجد عرفة أحد المرابطين فيه، يلازم خيمته التي نصبها بالقرب من عيادة المسجد، يفرش أرضها بالسجاد لينام عليه برفقة أصدقائه.

 

وأوضح عرفة لـ "الاستقلال" أن إصراره على التواجد الدائم داخل الأقصى يمثل " شوكة" في حلق قوات الاحتلال والمستوطنين، مشددًا على حرصه بالاتصال على زوجته يوميا لاصطحاب أطفالهم الأربعة لصلاة المغرب والعشاء والتراويح بالأقصى وتناول وجبة الإفطار في باحاته.

 

وبين أنه كان شاهدًا على إرهاب قوات الاحتلال، بحق المرابطات، مؤكدًا أنه وعدد كبير من المرابطين وقفوا سدا منيعا بوجه قوات الاحتلال بالدفاع عنهن، وصد أي هجمات بأجسادهم العارية.

 

وشدد على استعداده الدائم لمواجهة مخططات الاحتلال ومستوطنيه بالدفاع عن المسجد الأقصى، حتى لو وصل الأمر حد الإصابة أو الاعتقال أو الشهادة.

 

صمام الأمان للأقصى

مدير مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، رأى أن تواجد المرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى طيلة شهر رمضان الكريم، أفسد على سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها مخططاتهم الرامية لذبح القرابين وفرض سيطرتهم على الأقصى.

 

وأكد خاطر لـ "الاستقلال" أن المرابطين والمرابطات بالأقصى بمثابة صمام الأمان لحمايته والدفاع عنه، ومواجهة قوات الاحتلال التي تملك أقوى ترسانة عسكرية بأجسادهم العارية، مشددًا على أهمية الرباط وعدم التراخي فيه.

 

وأوضح أن الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى عبادة مهمة يقوم بها الفلسطينيون بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية في حماية قبلتهم الأولى المقدسة، مؤكدًا أن الرباط أربك حسابات الاحتلال بجانب عمليات المقاومة بـ "تل أبيب" والأغوار، ورد المقاومة من غزة ولبنان.

 

إجراءات مشددة

 

وتوقع مدير مركز القدس أن يعمل الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القادمة على إجراءات مشددة من شأنها ضمان عدم وصول أعداد كبيرة من المصلين للمسجد الأقصى، مستدركا:" لكن لن يجرؤ على استخدام القوة ضدهم كما فعل خلال الأيام الماضية، خوفا من عمليات المقاومة التي اتسعت لتشمل دولا ومناطق، أيضا تصدي المرابطين له".

 

وشدد على أن سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين أرادوا افساد فرحة المسلمين بأداء عباداتهم بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، لكن "انقلب السحر على الساحر"، حيث ارتد عليهم وأفسدوا ما يسمى عيدهم" الفصح" بأيديهم، مشيرا إلى شعور الخوف الذي ما يزال يهيمن على عدد كبير من المستوطنين في حيفا وشمال لبنان.

 

وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلية عرقلة وصول المصلين للأقصى بوضع متاريس حديدية ونصب حواجز على مفارق طرق وشوارع رئيسية.

 

 ورغم هذه الإجراءات، يستمر زحف المصلين إلى المسجد الأقصى من القدس والضفة الغربية وأراضي 1948.

 

وتسمح قوات الاحتلال للنساء من جميع الأعمار وللرجال الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما والأطفال الأصغر من 12 عامًا، القادمين من الضفة الغربية بالوصول إلى مدينة القدس من دون تصاريح لأداء صلاة الجمعة بمناسبة شهر رمضان، لكنها اشترطت الحصول على تصريح بالصلاة خلال رمضان على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و55 عاما.

 

ولا تشمل الإجراءات الجديدة سكان قطاع غزة، حيث يحظر الاحتلال الاسرائيلي وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.

التعليقات : 0

إضافة تعليق