"لتزُل الحواجز!"

أقلام وآراء

بقلم: راغدة عسيران

هي الحملة التي أطلقتها "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) بالضفة الغربية المحتلة، لإزالة الحواجز الصهيونية المنتشرة في كافة انحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس. لقد أعلنت في بيانها الصادر يوم 7/4/2023: "حالة الاستنفار العام لاستهداف حواجز الاحتلال في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة والقدس المحتلتين وجعلها تعيش الرعب في حملة جهادية مباركة تحت عنوان: (لتزول الحواجز) تحت ضربات المقاتلين الأبطال". الحواجز الصهيونية هي أدوات قاتلة تضبط تنقّل الفلسطينيين بين المدن والبلدات وتراقبهم، وتميّز "الجيّد" من "المشتبه به" بالنسبة لكيان العدو وضباطه.

 

لقد زرع كيان الاحتلال ما يقارب من 700 حاجزا يقطّع الضفة الغربية، واعتبر بعضها معابر بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، لكن أغلبها داخلية، منها عسكرية ثابتة ومنها نقاط تفتيش متحرّكة. الحواجز هي نقاط إذلال وقهر، تعطّل حياة سكان البلاد الأصليين وطموحاتهم، ومصيدة للمناضلين والمجاهدين، حيث يتم اعتقالهم أو اغتيالهم بذرائع مختلفة، والأكثر شيوعا أنهم حاولوا طعن أحد الصهاينة المدججين بالسلاح.

 

تمثل الحواجز الصهيونية أولى الأدوات المادية لتجزئة الشعب الفلسطيني الى مجموعات بشرية، وتجزئة أرض فلسطين الى جزر محاطة بالمستوطنات اليهودية القابلة للتوسع، تمهيدا لإزالتها. لذلك، من البديهي ان يتم استهداف حواجز الاحتلال والعمل على إزالتها، كخطوة نحو توحيد نضال الشعب وتوحيد الأرض وساحات المقاومة، تطبيقا لما دعا اليه القائد زياد النخالة، قبل أشهر، عندما خاطب المجاهدين بالقول: "هاجموا الحواجز واقطعوا الطرق على المستوطنين".

 

منذ ذلك الحين، لا يمر يوم إلا وتهاجم "كتيبة جنين" حاجز الجلمة، الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 ومنطقة جنين، والذي يشهد يوميا إذلال المواطنين الذين يتوجهون الى فلسطين المحتلة للعمل، أو غيره (سالم أو يعبد) كما تهاجم "عرين الأسود" حاجز حوارة وغيره (عورتا، زعترة)، الذين يفصلون بين مدينة نابلس وسائر مدن الضفة الغربية، وتهاجم الكتائب المتشكلة في مدن ومخيمات الضفة الغربية حواجز أخرى (قبل أيام، هاجمت كتيبة طولكرم حاجزي جبارة والطيبة)، كونها تمثّل غطرسة كيان العدو وهمجيته.

 

الحواجز التي يضعها العدو في الضفة الغربية للضبط والمراقبة والإذلال والقتل هي حواجز مادية، لكن هنالك حواجز من نوع آخر، تقف أمام توحيد نضال الشعب الفلسطيني أولا، وتوحيد شعوب الأمة ثانيا، وهي حواجز معنوية وذهنية، يكرّس وجودها المجتمع الدولي والناطقين باسمه يوميا، والتابعون له في مختلف الدول العربية. فهي حواجز تكرّست بعد تجزئة المنطقة ورسم حدود مصطنعة وفقا لنفوذ الدول الغربية الامبريالية ومصالحها، يغذّيها الكيان الصهيوني الذي يحميها ويراقبها ويضبطها.

 

وبهذا المعنى، يكون الكيان الصهيوني الشرطي الذي يحمي أيضا المصالح الغربية الامبريالية بمنع الوحدة التي تسعى اليها الشعوب.

التعليقات : 0

إضافة تعليق