يا عرب ! لا فائدة من ملاطفة "إسرائيل" حتى لا تهجر مواطني قطاع غزة

يا عرب ! لا فائدة من ملاطفة
أقلام وآراء

بقلم : حماد صبح

تلاطف مصر والأردن إسرائيل في مواجهة عاصفة رغبتها المحمومة لتهجير مواطني قطاع غزة مستقوية بريح الإسناد التي يقدمها إليها السفيه ترامب بسخاء مرضي أذهل العالم . مصر تقول إن التهجير إلى سيناء سيفجر توترات ومشكلات أمنية بين الدولتين ، والأردن يقول إن حماس ستقيم حزاما للعمليات ضد إسرائيل يمتد من العقبة جنوبا إلى طبريا شمالا . وإسرائيل لا تأبه بهذه الملاطفات والتحذيرات الودية . إنها تعرف ما تريد ، وهي لا تريد أن يبقى مواطنو قطاع غزة في سيناء بقاء دائما . تريده بقاء مؤقتا يهاجرون بعده إلى بلدان أخرى ، ستنشط هي وأميركا وكثير من الدول الأوروبية إلى تشجيع تلك البلدان الأخرى على قبول تهجيرهم إليها . وذات الشيء يقال عمن تريد تهجيرهم إلى الأردن ، وستتبعهم بمواطني الضفة الغربية في حال نجاحها ، لا قدر الله ، في تهجير بعض مواطني قطاع غزة إليه . وبعد عودة نتنياهو من واشنطون مثقلا بوعود ترامب وتطميناته بمساعدته في إنجاز حلم التهجير الخيالي ؛ تجرأ وطلب تهجير الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية واقامة دولة لهم فيها! ورد عليه مسئولوها بعنف ، وهددوا بوقف خطوات التطبيع مع كيانه . والمؤكد المنعقد عليه إجماع الآراء العربية الرسمية والشعبية والإعلامية أن ملاطفة إسرائيل لا فائدة منها . إذن لماذا يلاطفونها ؟! خشية من أميركا الواسعة النفوذ والسطوة على الرسميات العربية . وهذه الخشية وبال ماحق على هذه الرسميات في النهاية وعلى الشعوب العربية والمصير العربي برمته . أميركا هي إسرائيل ، ولولاها ما استطاعت إسرائيل فعل شيء في المنطقة لا عسكريا ولا سياسيا ، وربما لاختفت تلقائيا من المنطقة . واختزل هذه الحقيقة جنرال إسرائيلي متقاعد بقوله في مطلع الحرب الحالية : « لولا أميركا ما عشنا يوما واحدا في المنطقة ولا حاربنا يوما . « . وتعرف مصر أن سيناء ضمن مخطط إسرائيل الكبرى ، ويعرف الأردن أنه ضمن هذا المخطط ، وتعرف المملكة العربية السعودية أن شمالها في خريطة هذا المخطط . إذن مقاومتهم لرغبة إسرائيل المجنونة لتهجير مواطني قطاع غزة مقاومة لصد الخطر المقترب من بلدانهم ، وقطاع غزة هو خط الدفاع الأمامي عن هذه البلدان . أبعد من هذا نوضح أن الإسرائيليين وحماتهم الغربيين أميركيين وأوروبيين يؤمنون أن أي وجود عربي خارج شبه جزيرة العرب هو احتلال لأرض شعوب أخرى ، وأن هذا الاحتلال أطول احتلال في التاريخ ، وأنه يجب أن ينتهي . وكان لورنس الجاسوس البريطاني الكبير الذي نظم القوات العربية التي حاربت العثمانيين مع البريطانيين يقول إن اسم سوريا لا وجود له في اللغة العربية . الأمة العربية تمتلك قوى هائلة لوأد أطماع إسرائيل المرضية الباطلة وأطماع حماتها الاستعماريين الغربيين . وأول هذه القوى هي عقيدتها الإسلامية التي تضمن لها النصر على أعدائها في دفاعها العادل المشروع عن ذاتها « وكان حقا علينا نصر المؤمنين « ، و « إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم « إن هي سلكت في مواجهة خطر إسرائيل الفاجرة وحماتها الغربيين الفاجرين سلوك المؤمنين . لا وجود في الدنيا لقوة لا تتراجع مخذولة متى وجدت من يقاومها صادقا مؤمنا بعدالة موقفه ، ومعدا لأعدائه ما يستطيع من عناصر القوة ، ومنظما سائر قواه تنظيما فعالا رادعا . وموقف أمتنا عادل في رفض تهجير مواطني قطاع غزة من أرضهم . وعوض ملاطفة إسرائيل وملاينتها ببيان مخاطر هذا التهجير على أمنها المؤسس على العدوان يجب القول لها بصراحة حاسمة صارمة وعين حمراء وقلب غاضب لاهب : « وأي حق لك في تهجيرهم ؟! من أولى بالتهجير ؟! مستوطنوك الدخلاء أم مواطنو قطاع غزة أهل الأرض الأصلاء ؟! « . المقاومة في قطاع وفي جنوبي لبنان أذلت إسرائيل ، وفضحت كل حقائق ضعفها الذاتي العميق المتنوع ، والعرب قادرون على فعل ما هو أضعاف إذلال المقاومة لإسرائيل وأضعاف فضحها لحقائق ضعفها . وليسوا في حاجة إلى الحرب لبيان هذه القوة . إنهم يمتلكون مصادر قوى سياسية واقتصادية هائلة متنوعة ، وروحا قومية شعبية ضاقت صدرا بجرائم إسرائيل وفواحشها الدموية وأطماعها ، كما ضاقت صدرا بمؤازرة الغرب لها في هذه الجرائم والفواحش والأطماع . المعركة أو الحرب الحالية يجب أن تكون عربية شاملة ، وليست مخصوصة بقطاع غزة ، والانطلاق في قناعاتنا وأقوالنا وأفعالنا من هذا المفهوم الحقيقي لها سيحمينا جميعا أمة وأرضا ومصيرا .

التعليقات : 0

إضافة تعليق