الاستقلال / خاص:
تحل اليـــوم االثنيـــن 15مايو الذكـــرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، في ظل عدوان إسرائيلي جديـــد على قطـــاع غزة، راح ضحيته عشـــرات الشهداء والجرحى. كما، تأتي هذه الذكـــرى الأليمة، فيما تواصل ســـلطات الاحتلال عمليـــات التطهير العرقي والتهجير القســـري للفلسطينيين في الضفة الغربيـــة والقـــدس المحتلتيـــن، وتنكرهـــا لحقوقهـــم الوطنية والإنسانية، وحقهم في إقامة دولتهم المســـتقلة وعاصمتها القدس، ديارهم.
تشـــهد الأراضي الفلســـطينية المحتلـــة تطـــورات مفصليـــة فـــي مواجهة أحداث الاحتلال والتصدي لمخططاته الاستيطانية في مدينـــة القدس والتهويديـــة، وتحديـــداً في الداخل المحتـــل، ومحاولته طمـــس الهوية الفلســـطينية العربيـــة، وتشـــويه النضـــال الفلسطيني.
علـــى النكبـــة، إلا أن ورغـــم مـــرور 75 ســـنة فصولهـــا ومآســـيها ال تـــزال مســـتمرة، في ظل مخططـــات االحتـــالل التـــي ينفذها من اســـتباحة الدم الفلسطيني وســـرقة الأراضي وهدم البيـــوت، واالعتـــداء على المقدســـات اإلسالمية والمسيحية، وغيرها من االعتداءات واالنتهاكات المتواصلة.
ويستذكر الفلسطينيون وفي هذا اليوم تهجير أجدادهم على يد العصابات الصهيونية من أرضهم قسر عام 1948 ،ومـــا رافقه من جرائم قتل وتشريد، وسط إصرار على تمسكهم في حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.
وشكل الخامس عشر من أيار/ مايو، عالمة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني بكل ما تختزنه الذاكرة من صور أليمة جســـدت بشاعة وحجم الجريمة التي اقترفتها العصابات الصهيونية، وكل األطـــراف التـــي وقفت معهـــم لتهجير شعبنا من أرضه، ألجل تحقيق المقولة األكذوبة "شعب بال أرض ألرض بال شعب".
مارســـت العصابات خالل احتاللها فلســـطين أســـاليب عنيفة بحق األرض والشجر، إذ حرقت قـــرى زراعية، ودمرت منازل ومراكز داخل القرى المحتلة. وخسرت فلســـطين في نكبة 1948 جزءا من تراثها وآثارها التي دمرتها العصابات الصهيونية، فيما يحاول االحتالل حتى يومنا هذا القضاء على معالم تاريخية فلسطينية، أو سلبها بالقوة.
وســـنت حكومـــات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبـــة عدة قوانين منذ النكبة، لشـــرعنة الســـطو على التراث الفلسطيني، وتهميش ما تـــم تدميره، أو ما قد ينهار في أي لحظة بوضع قوانين تمنع أعمال الترميم. وعلـــى أنقـــاض جـــل القـــرى، أقـــام االحتالل اإلسرائيلي مســـتوطنات ســـكنية، وحدائق، ومحميـــات طبيعيـــة، وغابات، منكـــرا أي إرث تاريخي للفلسطينيين فيها.
وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني حكومـــي، شـــردت "النكبة" نحـــو 800 ألف فلســـطيني، من أصل نحو مليـــون و400 ألف، إلـــى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة. وفـــي "النكبـــة"“، أقيمت دولـــة االحتالل على أكثر مـــن 85 بالمئة من مســـاحة فلســـطين التاريخية، البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وجـــرى تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية. ونفـــذت العصابـــات الصهيونيـــة أكثـــر من 70 مجـــزرة بحـــق الفلســـطينيين، ليقدر عدد شـــهدائها من الفلســـطينيين بنحو 15 ألفا، إضافة إلى تشـــريد قرابة 200 ألف فلسطيني، فيما تعرض قرابة 4700 فلسطيني لالعتقال. وبحسب سجالت وكالة غوث وتشغيل الالجئين الفلســـطينيين "أونروا"، فقد بلغ عدد مخيمات ً رسميا تابع الالجئين الفلسطينيين 58 مخيم للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في األردن، و9 مخيمات في ســـوريا، و12 فـــي لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
التعليقات : 0