- "تسهيلات" الاحتلال لقطاع غزَّة "رشوة" لإسكات مقاومته
- استشهاد قادة "الجهاد" في غَزَّة لم يُحدث إرباكًا بالبنية العسكريَّة للحركة
- التفاهم "السعودي – الإيراني" أعاد المنطقة إلى وضعها الطبيعي وتداعياته ستكون "إيجابية" على القضيَّة الفلسطينية
- التطبيع مع الاحتلال "خيبة ثقيلة" والعرب مطالبون بدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني
- دعم إيران للمقاومة "غير مشروط"
غزة/ الاستقلال:
أكَّد القائد زياد النَّخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنَّ "الصاروخ الذي ضرب (تل أبيب) ووصل إلى القدس المحتلة خلال معركة ثأر الأحرار، هو يُغطِّي كل مساحة فلسطين، من صناعة وإبداع المختصِّين بالعمل الميداني في سرايا القُدس، الجناح العسكري للحركة.
وقال القائد النَّخالة، في حوار مع موقع "حياة واشنطن" يُنشر على جزءَين: "إنَّ استشهاد قادة سرايا القُدس لم يُحدث إرباكًا في البُنية العسكريَّة للحركة"، مشيرًا إلى "تسلُّم نُوَّابهم المسؤولية فورًا بُعيد ارتقائهم شُهداء".
وشدَّد الأمين العام القائد أنَّ "حركة الجهاد الإسلامي في المعركة الأخيرة كانت بوضعٍ أفضل من أيَّة معارك سابقة"، متوعدًا بقصف قلب الكيان الصهيوني ومدنه، حال تجرَّأ رئيس حكومته "بنيامين نتنياهو" على استهداف قادة الجهاد الإسلامي في ساحات أخرى".
وفيما يلي نصّ الجُزء الأول من حوار "حياة واشنطن" مع القائد زياد النَّخَّالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:
س: كيف ترى تصاعد الاستفزازات "الإسرائيليَّة" في القُدس والمسجد الأقصى، وتوالي انتهاكات الاحتلال من تنفيذ "مسيرة الأعلام"، وبعدها عقد اجتماع الحكومة "الإسرائيليَّة" تحت "حائط البراق" في الأنفاق أسفل المسجد الأقصى ؟.
ج: القدس تاريخنا وحضارتنا وديننا وهويتنا. القدس تحت الاحتلال منذ العام 1967، وتنظيم (مسيرة الأعلام) يأتي في إطار الانتهاكات المستمرَّة في القدس. في غربيّ مدينة القدس المحتلة هنالك نحو 300 ألف مستوطن، ويوميًّا تُهدم البيوت والمنشآت، فالقدس مثل الضفَّة محتلتَّان، لذلك أنا أحيانًا اجتهد وأقول إنَّه ليس بالضرورة كلَّما تحدث مشكلة صغيرة نقول هذا خط أحمر، وهذا خط أخضر، هل مسموح مثلًا لـ (الإسرائيليين) أن يحتلُّوا القدس؛ لكن لا يحملوا علمًا، مَنْ الأخطر الاحتلال أم علمه ؟؛ لكن لا يجب في لحظة ما ألَّا يكون هذا الفعل (رفع علم الاحتلال) استفزازي.
في الجوهر، يجب أنْ نُدرك جميعًا أنَّ القُدس تحت الاحتلال، ويجب أنْ نُقاوم ونقاتل؛ من أجل تحريرها ونُوفِّر كلَّ الوسائل لشعبنا لأنْ يُقاتل، ويمكن أنْ نأخذ سببًا أو مبرِّرًا لنوضح موقفنا تجاه القدس عبر المقاومة أو من خلال موقف سياسي؛ لكن يجب ألَّا ننتقل من "الجوهري" إلى "التفصيلي"، فمسألة "مسيرة الأعلام" تفصيلة من تفاصيل احتلال القدس، والاحتلال قائم في القدس والانتهاكات موجودة فيها وفي الضفة المحتلَّة، عندما نتحدث عن أكثر من 600 حاجز للاحتلال بالضفة المحتلَّة؛ يجب أن نسأل: أين السلطة، وأين "السَّلام"، وأين اتفاقيَّة أوسلو؟.
س: ما تقييمك للتَّقارب "السعودي – الإيراني"، وانعكاساته على مِلفَّات المنطقة ؟.
ج: هذا التَّفاهم مُهمٌّ، وقيمته أنَّه ترك ظِلالًا إيجابيَّة على المنطقة، وأَخرجها من حالة التَّوتُّر الدَّائم الذي يُعدُّ استنزافًا مستمرًّا لحياة النَّاس والدول، وهذا التَّوتُّر كان سياسة أمريكيَّة، والعدو الصهيوني؛ في محاولة لخلق عدو آخر للعرب غير الكيان الصهيونيّ، عبر القول إنَّ إيران تُشكِّل تهديدًا؛ لكن يبدو بأنَّ الإخوة السعوديِّين والإيرانيين أدركوا أن هذا الطَّريق لا يخدم أحدًا.
إيران موجودة في الجغرافيا عبر آلاف السِّنين والمنطقة العربية موجودة من آلاف السِّنين، ولا خِيار إلَّا أنْ تتعايش النَّاس، سِواء اختلفنا بالسِّياسة أو بالتَّفكير نحن مُسلمون ويوجد بيننا قَواسِمْ مشتركة كبيرة؛ فإيران دولة مُسلمة كبيرة وحاضرة، والسُّعودية، وكل دول الخليج حاضرون، ولو وجدت بعض المشاكل، فهي ضئيلة مقارنة بالتَّاريخ المشترك في المنطقة، وهذا التَّفاهم "السعودي – الإيراني" أعاد المنطقة إلى وضعها الطَّبيعي بأنَّنا جيران، ويجب أن نتعايشَ بأخُوَّة ومَحبَّة والقواسم المشتركة بيننا هي أكبر بكثير من نُقاط الاختلاف؛ لذلك التَّفاهم ترك انطباعًا إيجابيًّا بالمنطقة، وأزال التَّوتُّر الموجود بغض النظر عن خلفيّته، وستكون له تداعيات إيجابية على القضيَّة الفلسطينية.
هناك إجماع عربي وإسلامي على حقِّ الشعب الفلسطيني في فلسطين، وهنا تتفاوت المواقف، فمثلًا الموقف الإيراني يتقدَّم على الكثير من المواقف العربيَّة، وفي كل الأحوال الموقف العربي على الأقل في خطابِه السياسي يتحدث عن حقِّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة بالضفة الغربية وكذا وكذا (...) إلخ، وهذا خِطاب نقبله وهو جيِّد؛ إلَّا أنَّه يترتب عليه الْتزامات، وليس فقط مُجرَّد خِطاب؛ نريد أنْ نرى كيف يمكن أنْ يدعم الموقف العربي الفلسطينيين، وكيف يمكن تجسيد ذلك على المستوى العملي، وليس عبر بيانات صحفيَّة فقط، فالشعب الفلسطيني يحتاج دعم ومساندة، فالصهيوني يرفض حتَّى الخِطاب والمواقف السياسيَّة، فماذا أنتم فاعلون ؟
المطلوب دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأن يتصرَّف العرب بمسؤوليَّة تجاه القدس والأقصى؛ لأنهما هويَّة العرب والمسلمين، إذن لابد أن يترتب على هذا الخطاب السياسي إجراءات عمليَّة، وليس وقف التطبيع فقط؛ لأنَّ التطبيع خيبة كبيرة.
عندما نقول إنَّ مؤتمر القمَّة العرب تحدَّث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينيَّة، وترفض (إسرائيل)، وهي رافضة، إذا ما هي الخطة الثانية ؟، الشعب الفلسطيني هو امتدادٌ للشُّعوب العربية، تاريخيًّا ودينيًّا وعقائديًّا وجغرافيا، ماذا يترتب عليكم بعد ذلك؟، المطلوب هو احتضان الشعب الفلسطيني ودعم موقفه السياسيّ ومقاومته وتأييده، وبعد ذلك يجب أن يكون هناك موقف عملي جدّي يُعبِّر عن موقف العرب؛ وإلَّا لن تكون هناك قيمة لهذا الموقف، فالإخوة العرب عليهم واجبات كبيرة، ونُرحِّب بقرارات التَّأييد للشعب الفلسطيني؛ لكنَّ المطلوب منهم أكثر؛ لأنها دول كبيرة، فالدول العربيَّة تمتلك أسلحة واقتصادًا بالحجم الذي يتواجد عند (إسرائيل) أضعاف مضاعفة، والشعب الفلسطيني، لا سيَّما في قطاع غزة فقير وإمكانياته محدودة جدًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا؛ بيد أنَّه يستطيع الوقوف في وجه العدوّ الصهيونيّ، وهذه المُقاربة يجب أنْ يراها النِّظام العربي.
الفلسطينيون الذين لا يملكون قُوتْ يومهم، يستطيعون أنْ يواجهوا العدوّ الصهيوني، إذن المطلوب من العرب، أن يدعموا الفلسطينيين، ولا نريد منهم أن يُقاتلوا معنا.
س: هناك "اتِّهامات" لحركة الجهاد الإسلامي بأنَّها تتبع لإيران وتنفذ أجندتها في المنطقة ؟.
ج: إيران تتصدَّر الدعم للشعب والمقاومة الفلسطينيَّة، من مُنطلق أخلاقي، فُهم انطلًاقا من موقفهم الإسلامي يدعمون الشَّعب الفلسطيني، وأقول العرب من مُنطلق العروبة والإسلام والجغرافيا والتاريخ: تفضلوا ادعموا (شعبنا ومقاومته).
لا نريد من أحدٍ أنْ يقولَ نحن تابعين للإيرانيين، هذا كلام فارغ، ادْعموا الشعب الفلسطيني التَّابع للعرب. إيران تقوم بواجبها؛ لأنه واجب كل مسلم وعربي دعم الشَّعب الفلسطيني وقضيَّته؛ لأنها ليست قضية فلسطين وحدها، بل قضيَّة التاريخ والجغرافيا والالتزامات الدينيَّة والحضاريَّة، إذا كان الإيراني يتصَّدر المشهد ويدعمنا بما يستطيع، رغم حصار إيران والعُقوبات التي تدفعها ثمنًا لموقفها من القضيَّة الفلسطينيَّة؛ إلَّا أنَّها لا تزال تدعم الشعب الفلسطيني دون اشتراطات تُذكر؛ لأن فلسطين تحت الاحتلال، ودعم إيران لنا غير مشروط، فلا نتملك البترول لنعطيهم إيَّاه مجانًا، ولا قواعد عسكريَّة أو جغرافيا نعطيهم إيَّاها.
هُم (من يتهمِّون الجهاد الإسلامي بالتَّبعية لإيران) يريدون الشَّعب الفلسطيني مُستسلمًا أمام العدو الصهيوني دون أن تدعمنا أيَّة جهة ؟، نحن جاهزون لاستقبال أيِّ دعم وتأييد من أيِّ طرفٍ في العالم العربي والإسلامي دون أي حدود، وإذا كان العرب لديهم موقف من دعم المقاومة لحسابات تخصُّ علاقاتهم مع المجتمع الدولي الذي يرى المقاومة الفلسطينيَّة "إرهابًا"؛ فليدعموا الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفَّة المحتلتين أيضًا، وخصوصًا في القدس؛ لدعم صمود الإنسان الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
س: ما تقييمك لجولة المواجهة الأخيرة بين غزَّة و"إسرائيل"، وهل ترى أنَّه يمكن حلّ "الصراع" مع "إسرائيل" عبر "المفاوضات"، أو "التسوية السياسية" ؟.
ج: الاحتلال يُسيطر على نصف الأراضي، والحديث عن المسجد الأقصى الآن يدور حول تقسيم جُغرافي، لذلك أنا أريد أنْ أقول إنَّه بالسياسة يُمكن أن نُقنع العالم؛ لكن يجب أنْ نكون أقوياء، ثم بالسياسة تُحدِّث كيفما شِئْت؛ لكن إذا كنت لا تملك أيّ وسيلة ولا تفرض أيَّة معادلة على العدو الصهيوني، لماذا دولة الكيان يقبل وقف إطلاق النَّار مع غزة ؟، وهو مُتضرِّر بوقف إطلاق النَّار، ويقبل بالشُّروط بقدر أو بآخر، والعدو الصهيوني الآن يقبل بغزَّة، ويخضع لضغوط ويُدخل بعض المُساعدات من هُنا أو هناك، من المساعدات القطريَّة. كما سمحوا للمصريِّين أنْ يُدخلوا خطًّا تجاريًّا معينًّا، لماذا ؟؛ لأنَّ له مصلحة، وبدأ يحسب حساباته، ويقول إنَّ غزة تُحدث له مشكلة، كي نُسكت غزَّة، بمعنى لعدم تفجير الأوضاع "ندفع رشوة"، فإذا غزَّة ضُغطت أكثر من اللازم؛ ستَخرج للقتال، وستفعل له مشكلة، وحتَّى يتجنَّب ذلك ويخلق حالة من التهدئة فإن هناك "تسهيلات".
على سبيل المثال، الاحتلال يسمح لحوالي 20 ألف عامل من غزَّة العمل في الداخل الفلسطيني المحتل، ويعطي فُرصة لـ قطر أنْ تدفع مساعدة شهريَّة اقتصاديَّة للقطاع تبلغ 30 مليون دولار، ومصر تفتح خطًّا تجاريًّا مع غزة، والسَّماح لها أنْ تشتري بضائع بقيمة 50 مليون دولار شهريًّا، وبالتالي الحكومة تستفيد من ربح هذه التِّجارة .. إلخ.
هو نوع من "محاولة الرشوة" لقطاع غزَّة؛ حتى لا تخلق مشكلة لـلكيان الصهيوني؛ بَيْد أنَّ محاولة الرَّشوة هذه ستصل لمرحلة معيَّنة وستكون غير كافية وستدفع أكثر، ونحن نستطيع أنْ نفرض عليهم تقديم "تسهيلات" أكثر على الأقل؛ لأنَّ العدوّ غير جاهز ليتعامل كل يوم مع مشكلة أو حرب، والمُستوطنون ينزلون في الملاجئ، وكل يوم تُهدِّد بوقف الاقتصاد الصهيوني، لا استطيع أن نقول إنَّنا ننتصر عليهم؛ لكن الآن نستطيع أنْ نخلق لهم مشكلة على مدار الوقت، وهم يريدون أنْ يتجنَّبوا هذه المشكلة ويدفعون ثمنًا؛ إلَّا أنَّه في النِّهاية الشعب الفلسطيني مدرك أنَّ الاحتلال يجب أنْ يزول ويجب أنْ نقاومَ هذا الاحتلال ولا نقبل به، بالرغم من كل "التسهيلات" التي يعطيها الاحتلال، لا يمكن أن يقبل شعبنا بالعدوّ الصهيونيّ مهما كانت التَّضحيات.
أَنا على يقينٍ وثِقة بشعبنا ومقاومينا وأنَّهم يخلقون كل يوم حقائق جديدة على الأرض ويضغطون ويفرضون على العدوِّ مُعادلات جديدة، هذه مثابراتنا وتضحياتنا ونستطيع فرض معادلات، وليس بالخطاب السياسي فقط.
س: "نتنياهو" كرَّر مهدِّدًا باستهداف قادة الجهاد الإسلامي في ساحات أخرى، ما ردُّك؟
ج: هم يستطيعون تكرار هجومهم في ساحات أخرى، ونحن أيضًا قادرون على قصف عاصمتهم (تل أبيب) ومُدنهم من ساحات أُخرى.
س: ارتقاء قادة الجهاد الإسلامي، هل يؤثِّر على أداء الحركة ؟.
ج: لكل قائد بصمة خاصَّة وحضور خاص ومُهم، نحن لا نقول إنَّ ارتقاءهم لا يؤثر على أداء الحركة؛ لكن أقول أيضًا إنَّه لدينا هيكليَّة في مبنى الجهاز العسكري والتنظيمي، وكل شخص لديه نُوَّاب وأركان، وبالتالي إذا فقدنا شخصًا في تلك اللَّحظة لا نفقد العمل، والدَّليل على ذلك بقاء الأداء الميداني والعسكري لآخر لحظة (بمعركة ثأر الأحرار) رغم استشهاد الإخوة في بداية المعركة، حتَّى لو فقدنا قائدًا في إحدى المعارك؛ فإن نائبه يتسلَّم المسؤولية مكانه فورًا، ويوجد هيكليَّة عسكريَّة متكاملة تضبط تعبئة الفراغات على الفور.
القادة الذين فقدناهم كبار ومُهمِّون، أَبدعوا في العمل وأعطوه جهدًا وإخلاصًا كبيرِيْن، وهم يعدُّون الأعزّ من بين إخواننا؛ لكن هذه معركة مُتوقع أنْ تشهدَ خسائر، وأنْ ندفعَ ثمنًا وتضحيات، ونحن مُستعدُّون في كل لحظة لأنْ يُستشهد أيُّ أخْ وأنْ يكون هناك بدائل، فاستشهادهم ليس مُفاجئًا وعلى المستوى النَّفسي هم على قناعة بأنهم في دائرة الاستهداف بأيَّة لحظة، واستشهادهم لا يحدث إرباكًا في البُنية العسكريَّة، لكنَّه يُحدث حزنًا على فُقدانهم عند أُسَرِهم والمجتمع؛ إلَّا أنَّ الفقد المعنوي لا يعني أنْ يكون هناك شلَل في الأماكن المسؤولين عنها، هذا موضوع منفصل.
س: هل حققت الجهاد الإسلامي ما تريده في المعركة الأخيرة ؟.
ج: لا أقول إنَّنا انتزعنا ما نريد، نحن في مسيرة طويلة في الصِّراع مع المشروع الصهيونيّ؛ لكن أصْبَحنا في وضعٍ أفضل من السابق في مواجهاتنا مع العدوّ، أداء مقاتلينا الشُّجعان أفضل من السابق نتيجة الخبرة والتّجربة، ففي أيَّة مواجهة يكون هناك تقييم وأخذ بعين الاعتبار نُقاط القُوَّة والضّعف، ونحن نُعزِّز نقاط القوة ونتجنَّب نقاط الضعف.
في الصراع الطويل يجب دائما أنْ نُراكم نُقاط القُّوة والضعف؛ لذلك أقول في هذه المعركة كانت الجهاد الإسلامي في وضع أفضل من أيَّة معارك سابقة، وفي أيَّة معارك أخرى؛ سنكون قد استفدنا من نقاط الضعف التي واجهناها في معركة ثأر الأحرار، وسيكون أداؤنا وجهوزيّتنا بشكل أفضل.
س: هل حركة الجهاد استخدمت كلَّ إمكانياتها في معركة "ثأر الأحرار" ؟.
ج: أحيانًا لا نريد المُبالغة كثيرًا بما هو مُتاح على الجانب العسكري، الشيء المُهم الاستراتيجي الذي نملكه هو شعبنا الشُّجاع الصابر والمقاتلين في الميدان، وبعد ذلك نبدأ الحديث عن إمكانيات السِّلاح المتواضعة والتي هي جزء كبير وأساسيّ من صُنع الإخوة (بـ سرايا القُدس) في الميدان.
الصاروخ الذي يضرب "تل أبيب" ويصل إلى القدس المحتلَّة، ويغطي كل مساحة فلسطين من صناعة وإبداع الإخوة المختصين في العمل الميداني، ولو أُتيحت إمكانيَّات تصنيعيَّة أفضل؛ لكانت الأُمور مختلفة بشكل كبير؛ لكن أنْ نصنعَ شيئًا مثل هذا، فإنَّ الأمر يقترب من المُستحيلات، فما يفعله إخواننا في مجال التَّصنيع ويعطوننا هذا الأداء الكبير رغم الحصار والظُّروف الصَّعبة وعدم توفر الإمكانيات، فهذا أمر شبه مستحيل.
التعليقات : 0