بقلم / أ. خالد أبو حيط
مرَّت في السابع والعشرين من شهر آب الجاري، الذكرى الـ 22 لاستشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى، الذي قضى بصاروخ صهيوني أطلق على مكتبه بمدينة رام الله المحتلة في العام 2001، إبان انتفاضة الأقصى.
وقد ردت الجبهة الشعبية على اغتيال أمينها العام باستهداف وزير السياحة "الإسرائيلي" رحبعام زئيفي، يوم الأربعاء الموافق 17\10\2001 في فندق حياة ريجنسي في القدس المحتلة.
ونحن نستذكر ذكرى استشهاد المناضل الكبير أبو علي مصطفى الذي كان واحدا من أبرز مؤسسي الجبهة الشعبية الى جانب جورج حبش ووديع حداد وأبو ماهر اليماني، نشير الى دوره البارز والمميز في قيادته العمل المقاوم منذ بداياته الأولى، على طريق تحرير فلسطين.. كل فلسطين.
وليس صدفة أن تجيء ذكرى أبو علي مصطفى هذا العام وكتائب المقاومة الفلسطينية، تنتشر على امتداد الضفة والقدس المحتلتين، تشعل الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين، الذين يؤكدون عجزهم وفشلهم في وضع حد لأعمال المقاومين الذين وحدوا ساحات المواجهة، وفرضوا على العدو الصهيوني، معادلات المواجهة..
فمن الضفة والقدس المحتلتين إلى غزة المحاصرة، إلى الأراضي المحتلة عام 48، إلى بلاد اللجوء، أجمع الفلسطينيون على خيار المقاومة المسلحة، وعلى وحدة الميدان التي تجمع كل المناضلين والمجاهدين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والتنظيمية، على هدف مواجهة العدو الصهيوني، على طريق تحرير كل فلسطين.
وقد ضمت هذه الكتائب المقاومة التي انطلقت من جنين، وباتت اليوم تغطي معظم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين، مناضلين ومجاهدين من سرايا القدس والأقصى والقسام وأبو علي مصطفى وغيرها، مؤكدة أن خيار المقاومة وحده الذي يشكل حاضنة الوحدة التي أربكت العدو وأفشلت مخططاته، وعرت عجزه وفشله في ضرب المقاومة واجتثاثها كما كان يعتقدّ ويتوهم!
ففي ظل معادلة "وحدة الساحات" التي أطلقها وخاض غمارها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد المجاهد زياد النخالة، لم يعد أي عدوان "إسرائيلي" على أي مدينة أو مخيم فلسطيني، أو أي تدنيس للمسجد الأقصى والمقدسات يمر بدون مواجهة، تنزال الخسائر بجنود العدو ومستوطنيه وآلياته، وتربك العدو وتقلق قادته السياسيين والأمنيين والعسكريين، الذين ما انفكوا يعترفون بعجزهم وفشلهم عن وضع حد لأعمال المقاومة، التي تشهد تطورا ملحوظا بتوسع قاعدتها وتطوير قدراتها ومعداتها القتالية، وفوق كل ذلك اتساع حاضنتها الشعبية.
هذه هي أجيال المقاومة الصاعدة التي اتخذت من استشهاد القادة الكبار عبرا بأن هذا العدو، الذي يطلق اليوم كل أشكال التهديد باستهداف قادة المقاومة في الداخل الفلسطيني والخارج، لا يفهم سوى لغة المقاومة المسلحة، التي تخوضها اليوم كتائب جنين ونابلس وطولكرم وجبع وأريحا، وغيرها!
في ذكرى أبو علي مصطفى، نؤكد مع كل المناضلين والمجاهدين على أهمية الوحدة التي تترسخ في ميادين المواجهة، والتي تجاوزت موضوعياً كل لقاءات المصالحة، المتواصلة بدون أية نتيجة منذ 16 عاما، حتى آخرها الذي جرى في "العلمين".. كما نؤكد على وحدة الساحات التي تتسع اليوم لتشمل قوى وبلدان عربية وإسلامية تتخطى المساحة الفلسطينية، وبوصلتها تتركز على فلسطين والقدس والأقصى.
التعليقات : 0