إدارة بايدن تختبر أسلحتها الجديدة في قطاع غزة

إدارة بايدن تختبر أسلحتها الجديدة في قطاع غزة
أقلام وآراء

 غزة/الاستقلال

 

بفارق 7 ساعات بين واشنطن وقطاع غزة، استيقظت الولايات المتحدة الأميركية  صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول، على وقع صدمة عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال الصهيوني، والتي أماطت اللثام عن حقيقة أن الولايات المتحدة ليست حَكَماً محايداً في صراع "الشرق الأوسط" كما يطيب لها أن تدّعي وأعادتها إلى دورها المألوف باعتبارها الداعم المطلق "لإسرائيل". برز ذلك خلال خطاب للرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي أكد فيه دعم بلاده "لإسرائيل" في حربها على غزة "صلب كالصخر" والـ"راسخ"، وأعلن عن إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط.

 

الدعم العسكري

 

التحرك الأخير لحاملة الطائرات ليس الأول من نوعه الذى تتخذه الإدارة الأمريكية لدعم ‏"إسرائيل" عسكريًا، فالقصة بدأت منذ أكثر من 70 عامًا؛ حيث بدأت المساعدات العسكرية ‏الأمريكية "لإسرائيل" عام 1949، والتي حركت أسطولها 4 مرات لدعم تل أبيب، ولتطويرها ‏القبة الحديدية والتوطين الأبرز. والفاتورة بلغت مليارات الدولارات الأمريكية، متخطية عتبة الـ300 مليار دولار، أي تمثل ‏‏55% من مساعدات واشنطن للعالم. إلّا أن التعاون العسكرى بينهما بدأ ‏فعليا في العام 1952 بتوقيعهما اتفاقًا للدعم اللوجستى الثنائى تلاه اتفاق حول تعاونهما السياسى ‏والأمني.

 

حاملات الطائرات

 

الأولى، يو إس إس جيرالد ر. فورد، ترسو اليوم شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي الأكثر تطورًا في الأسطول الأميركي، وتحمل مع مجموعتها المقاتلة أكثر من 5000 من مشاة البحرية، وتضم قوات خاصة أميركية إضافية، ومعدات لجمع المعلومات الإستخبارية، وطائرات هجومية.

 

والثانية، يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، التي نُشرت في الخليج العربي، بهدف توجيه رسالة لإيران، بعد أن كانت الأوامر الأولية صدرت بإبحارها نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، أيضا.

 

قنابل "جدام"

 

كشفت وحدة التحقق من خلال المصادر المفتوحة في التلفزيون "العربي"، دلائل جديدة على ضلوع "إسرائيل" بمجزرة مستشفى المعمداني في غزة والتي راح ضحيتها المئات غالبيتهم من الأطفال والنساء. وعرض التلفزيون  "العربي" الدلائل التي جمعها وعرضها على ديلان غريفيث وهو جندي سابق في الجيش الأميركي وله خبرة في التعامل مع هذا النوع من القنابل بالتحديد. الذي شرح قنابل JDAM أو ما يعرف بـ"قذائف الهجوم المباشر المشترك"، ومواصفاتها وتابع بأن "عددًا كبيرًا من قنابل JDAM، تم إسقاطها أثناء الحرب، لها مواصفات مماثلة"، مؤكدًا أن جميع الأدلة "تشير إلى كونها قذائف إسرائيلية".

 

أما JDAM فهي أميركية الصنع، قنابل مزودة بنظام توجيهي يحولها من قنابل حرة إلى ذخائر دقيقة وذكية موجهة، وتعتمد هذه القنابل على أنظمة تحديد المواقع "جي بي إس" وهو الأمر الذي يتوافق مع المشاهد التي وثّقت قصف المستشفى في مساحة صغيرة ومكتظة بالنازحين بشكل دقيق. ويعتمد ذلك النظام أيضًا، على إنتاج مجموعات هائلة من الشظايا والتي بدورها تتجه للأهداف البشرية دون التأثير الكبير على المباني أو البنية التحتية المحيطة، وهو ما حدث تمامًا في قصف مستشفى المعمداني.

 

"أم القنابل"

 

قنبلة تسمى "GBU-57" تزن 14 طنًا، وتتمتع بقدرة تمنحها اختراق عمق يصل حتى 60 مترًا تحت الأرض، وهي أكبر قنبلة غير نووية في الترسانة الأمريكية، يمكنها إلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية.

 

حيث أفادت القناة الـ"12"، مساء اليوم التاني من عملية "طوفان الأقصى" ، بأن أعضاء من الكونغرس الأميريكي، من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، تقدّما بطلب تغيير مشروع القوانين التي تحذر بيع قنابل لتدمير المخابئ والأقبية (خارقة للتحصينات) خارج الولايات المتحدة والسماح ببيعها "لإسرائيل" فقط، دون غيرها حول العالم، بهدف الحفاظ على التفوق النوعي لها في الشرق الأوسط. بعد أن أشارت القناة على موقعها الإلكتروني إلى أن لدى "إسرائيل" طائرات تحت إسم "هرقل"، يمكنها حمل مثل هذه القنابل.

 

الفوسفور الأبيض

 

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنّه تم التحقق من استخدام الجيش "الإسرائيلي" الفوسفور الأبيض من مقاطع فيديو تم التقاطها في غزة ولبنان، يومي 10 و11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على التوالي. بعد أن  حددت منظمة العفو الدولية رموز وزارة الدفاع الأميركية بشأن الذخائر "الإسرائيلية" التي تحتوي على الفوسفور. وأضافت "بأنها مستوردة من الولايات المتحدة" مشيرةً إلى أنّ "استخدامها ينتهك القانون الإنساني الدولي، المعروف أيضًا بقانون النزاع المسلح والذي يعرض المدنيين لخطر الإصابة بجروح (خطيرة وطويلة الأمد)".

 

وتمثل قنابل الفوسفور الأبيض المحرّمة دوليًا، أحد أنواع الأسلحة المميتة، التي ينتج عن انفجارها حرارة شديدة وأعمدة من الدخان الأبيض الحارق، تؤدي إلى إذابة جلد الإنسان وفصله عن العظام، كما أن الجزيئات الحارقة يمكن أن تبقى داخل الجسم حتى بعد انتهاء القصف لتسبب أضرارًا مميتة.

 

لماذا تساعد الولايات المتحدة إسرائيل؟

 

قال جو بايدن في مؤتمر صحفي له عام 2013، حين كان يشغل منصب نائب الرئيس (باراك أوباما): "إن وجود إسرائيل مستقلة وآمنة على حدودها ومعترف بها من قبل العالم هو في المصلحة الاستراتيجية العملية للولايات المتحدة الأمريكية (...) إذا لم تكن هناك "إسرائيل"، فسيتعين علينا أن نخترع "إسرائيل" للتأكد من الحفاظ على مصالحنا (في منطقة الشرق الأوسط)".

 

 إنّ علاقة التحالف الأميركي- "الإسرائيلي" وثيقة واستراتيجية؛ إذ أن الولايات المتحدة تنظر إلى "إسرائيل" على أنها قاعدة عسكرية متقدمة لها في المنطقة، وهي تشكّل حجر الزاوية في مقاربتها الأمنية في الشرق الأوسط. إلا أن الهشاشة الأمنية والعسكرية التي بدت عليها "إسرائيل" والتي استنفر من أجلها الغرب الإستعماري صباح يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فاجأهم وزعزع ثقتهم بهذا الكيان الاستعماري، فخافوا على مصيرهم في ظل صراع المحاور الذي يشهده العالم، وما قد يترتب عليه من هجرة معاكسة قد تدفع بعشرات آلاف الصهاينة لترك الكيان والعودة إلى بلدانهم الأصلية، كما نشهد في هذه الأيام، فأوروبا التي تخلّصت منهم في الماضي تسعى جاهدة لعدم عودتهم إلي القارة العجوز.

 

وبهذا المعنى، يهدف التدخل الأميركي المباشر إلى منع حدوث انهيار "إسرائيلي" محتمل في حال توسّع الصراع، وما قد يجرّ من تداعيات على الحسابات الإستراتيجية للولايات المتحدة وحلفها الغربي الإستعماري.

 

بقلم: أسماء بزيع

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق