كيفَ تُحرِجُ صواريخُ اليَمَنِ الكيانَ وتكشفُ عن هشاشتِه؟
بقلم/ يونس الديدي
تحت وطأة التحديات وفي قلب العاصفة، حيث تتكشّف معارك التاريخ وتتحدّد مصائر الأمم، تبرز اليمن كقوة صامدة وشجاعة، تتعامل مع دورها التاريخي بثباتٍ استراتيجيّ وميزانٍ دقيق في مواجهة الكيان الإسرائيلي، الذي طالما تباهى بقدرته على جمع المعلومات وتوجيه ضربات جوية دقيقة، تظهر الجبهة اليمنية كحاجزٍ غامضٍ يصعب اختراقه، ليست المسألة هنا مجرّد منسوب التدمير الذي تُحدِثه الصواريخ اليمنية، بل التبِعَات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتركها هذه الصواريخ، والتي تُحرِج الكيان وتدفعه إلى حافة الجنون.
اليمن.. جبهة استراتيجية غامضة
الكيان الإسرائيلي، الذي اعتاد على الاعتماد على تفوّقه المعلوماتي والتكنولوجي، وجد نفسه أمام معضلة حقيقية في التعامل مع الجبهة اليمنية، البعد الجغرافي وقلّة المعلومات جعلت اليمن لغزًا يصعب حله. في حين أن الكيان يعتمد على بيانات دقيقة وخرائط مفصّلة لتوجيه ضرباته، فإن الجبهة اليمنية تتحرك في ظلّ غموضٍ يجعل من الصعب تحديد أهدافها أو توقع تحركاتها.
هذا الغموض ليس ضعفًا، بل قوة، ففي عالم يعتمد على المعلومات تصبح القدرة على التخفِّي والتحرك بسِّرية سلاحًا استراتيجيًا، اليمن، بفضل بُعدها الجغرافي وتضاريسها الصعبة نجحت في تحويل هذا الغموض إلى درعٍ يحميها من ضربات العدوّ.
الصواريخ اليمنية: ليست مجرّد تدمير.. بل إحراجٌ وغضب
الصواريخ التي تُطلقها اليمن ليست مجرّد أسلحة تسبّب الدمار المادي؛ بل هي رسائل قوية تمسّ كبرياء الكيان وتُلجم غطرسته، كلّ صاروخ يصل إلى أراضي الكيان ليس مجرّد انفجار، بل صفعةٌ قوية على وجه أناه المتضخمة.
الكيان الذي اعتاد على التفوُّق العسكري والسيطرة على ساحة المعركة، وجد نفسه في موقفٍ محرِج، الصواريخ اليمنية لا تدمِّر المباني فحسْب، بل تدمِّر الثقة بالنفس التي طالما تباهى بها الكيان، كلّ صاروخ يصل إلى هدفه هو تذكيرٌ بأن القوة العسكرية ليست كافية لتحقيق النصر، وأن الغطرسة قد تكون نقطة الضعف الأكبر.
التَبِعَات النفسية والاجتماعية.. حربٌ من نوعٍ آخَر
الأثر الحقيقي للصواريخ اليمنية لا يُقاس بكمية الدمار الذي تُحدِثه، بل بالتَبِعَات النفسية والاجتماعية التي تتركها، كلّ صاروخ يصل إلى الكيان يزيد من حالة القلق والخوف بين السُكّان، ويُضعِف ثقتهم في قدرة دولتهم على حمايتهم.
هذه الحرب ليست حربًا عسكرية فحسْب، بل حربٌ نفسية واجتماعية؛ تهدف إلى زعزعة استقرار الكيان من الداخل، الصواريخ اليمنية تُذكِّر الكيان بأنه ليس منيعًا، وأن قوته العسكرية ليست كافية لتحقيق الأمان.
الاقتصاد.. الضربةُ الأكثرُ إيلامًا
لا تقتصر تَبِعَات الصواريخ اليمنية على الجانب النفسي والاجتماعي، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي، كلّ صاروخ يصل إلى الكيان يتسبّب في خسائرَ اقتصاديةٍ كبيرة، سواء من خلال تدمير البُنية التحتية أو تعطيل الأنشطة الاقتصادية.
الكيان الذي يعتمد على اقتصاد قويّ ومستقر، يجد نفسَه في موقفٍ صعب أمام هذه الضربات، الصواريخ اليمنية تُذكِّر الكيان بأن قوته الاقتصادية ليست منيعة، وأن الحرب قد تكون سببًا في إضعافها.
الرُوحُ اليمنية.. الصّمودُ والشجاعة
في مواجهة كلّ هذه التحديات، تبرز الروح اليمنية كقوةٍ صامدة وشجاعة، اليمن التي تعاني من حربٍ داخليةٍ وحصارٍ اقتصادي، تمكّنت من تحويل هذه التحديات إلى قوةٍ تمكِّنها من مواجهة الكيان.
هذه الروح ليست مجرّد قوة عسكرية، بل هي إرادة شعبية ترفض الاستسلام وتُصرّ على النضال، اليمن تُذكِّر العالَم بأن القوة الحقيقية ليست في الأسلحة والتكنولوجيا، بل في الإرادة والتصميم.
الخُلاصَة: جبهةٌ تُحرجُ الكيانَ وتُلجِمُ غطرستَه
الجبهة اليمنية ليست مجرّد ساحة معركة، بل هي درسٌ في الصمود والشجاعة، في مواجهة الكيان الإسرائيلي، الذي طالما تباهى بقوته وتفوقه، تظهر اليمن كقوةٍ غامضة يصعب اختراقها.
الصواريخ اليمنية ليست مجرّد أسلحة تسبِّب الدمار، بل هي رسائلُ قويةٌ تمسُّ كبرياء الكيان وتُلجِم غطرسته، في النهاية، اليمن تُذكِّر العالم بأن القوة الحقيقية ليست في الأسلحة، بلّ في الإرادة والتصميم.
التعليقات : 0