يديعوت: الحرب في غزة "عبثيّة" وأثمان باهظة من دماء الجنود بلا جدوى

يديعوت: الحرب في غزة
اسرائيليات

القدس المحتلة/ الاستقلال:

أقرّت قطاعات واسعة لدى الاحتلال، بأنها تواصل حرباً عبثية دون جدوى في قطاع غزة، تدفع فيها أثماناً باهظة من القتلى والجرحى في صفوف الجنود، خاصة أن الجيش يُخلي مناطقَ ويدمّرها ثم ما تلبث المقاومة تعود لتفرض سيطرتها عليها.

عميحاي أتالي الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكّد أن "العام 2024 شهد ثلاث مرات حاول فيهنّ الجيش احتلال مدينة ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، وفي كلّ مرّة تمّ فيها الاستيلاء عليها يسقط العديد من الجنود، بلغ عددهم 40 جندياً وضابطاً في العملية الثالثة الجارية حاليًّا".

فيما سقط أكثر من 110 آخرين في العمليات الثلاث السابقة من جنود وضباط المُشاة والهندسة والمدرّعات النظاميّين والاحتياطيّين، في المدينة التي خرج منها للمرّة الأولى العديد من مقاتلي حماس الذين نفذوا هجوم السابع من أكتوبر 2023 في مستوطنات غلاف غزة.

وأضاف في مقال ترجمته "عربي 21" أن "المحاولات الثلاث للاستيلاء على جباليا، المدينة والمخيم، شهدت إصابة وسقوط العشرات من الجنود والضباط، لكن الجيش سُرعان ما تراجع بأمر قادته الكبار، وهو ما حدث أيضاً في بلدة بيت حانون، حيث وجود جنود وضباط لواء "كافير"، دخلوا وغادروا البلدة عدة مرّات، ورغم ذلك فقد أُطلِقَت منها صواريخ باتجاه القدس المحتلة ومحيطها، وكذلك باتجاه مستوطنة سديروت؛ ممّا يدعو للتساؤل فعلًا: ما الذي يحدث هنا؟".

وأشار أنه "بعد مرور 15 شهراً تقريباً على بدْءِ الحرب على غزة، ما زال الاحتلال يواصل (رقصة التانغو) مع حماس، التي تُعدّ أضعف جبهات القتال قياساً بسواها من الجبهات العسكرية، حيث يتقدم الاحتلال خطوة للأمام، ويدفع أثماناً باهظة من الجرحى والقتلى، وبعد ذلك مباشرة دون أن يفهم أحدٌ السبب حقاً يتراجع خطوتين للوراء، حيث يُخلي الجيش المنطقة؛ ممّا يفسح المجال للمسلحين بالعودة إليها، والغريب أن هذه الخطوات تتكرّر مرحلة بعد أخرى، ممّا يعني تكبُّد الجيش تكاليف بشرية باهظة من جنوده وضباطه".

وأكّد أن "هذا الوضع له سوابق عديدة تمثلت في احتلال الجيش للعديد من المناطق داخل قطاع غزة، وتواجدت فيها قواته ثماني مرات، لكنه ما يلبث أن يغادرها؛ ممّا يعني دخولها من قِبَل المسلحين الفلسطينيين، إذن ما الذي يحدث خلف الكواليس، ولِمَ يتسبّب الجيش بهذه المجازفة المكلِفَة لجنوده؟".

وأوضح أنه "بعد 15 شهراً من بدْءِ الحرب أثبت الاحتلال لنفسه ولعدوّه في غزة وللشرق الأوسط برُمّته، ورغم ما حققه من إنجازات عسكرية، لكنه في الوقت ذاته أعلن أمام الجميع فشله في وضع اللمسة النهائية وإكمال المهمة، وقد بات الأمر الأكثر وضوحاً لجميع الإسرائيليين من أهالي جنود الاحتياط والنظاميين، أن الجيش يفشل في الحصول على إجابات واضحة، ولا أحد منهم يعلم مَنْ الذي يقرّر طريقة عمله العبثية هذه، بل إن هناك شعوراً بالغموض غير الواضح بين المستويين السياسي والعسكري، فلا أحد يتحمّل المسؤولية، ولا أحد يضع سياسة منطقية بشأن المساعدات الإنسانية في غزة".

وأكّد أن "الجيش في هذه الأثناء، يتصرّف بشكل يتعارض تماماً مع مبادئه المعلَنَة؛ الأمر الذي يدفع الإسرائيليين للتساؤل: كيف يمكن أن ينتصر الجيش بهذه الطريقة، وهو يتسبّب بسفك دماء جنوده في المعارك مع حماس؛ لأنه تبيّن من الواضح لكلّ إسرائيلي عاقل أن هذه الاستراتيجية ليست مُستدامَة، وإلّا فليس معقولاً أن يكرِّر الجيش إخلاءاته للمناطق الفلسطينية في قطاع غزة، ويزعم بأنه تمّ تنظيفها من المسلحين، ثم يُفاجَأ الجميع بأنهم عادوا إليها مجدّدًا".

وأشار أن "الجيش دأب في الكثير من الأحيان على الزعم بأن مشكلته تكمُن في نقص الأسلحة اللازمة، لكن الجريمة الماثلة أمام نواظرنا أن المستويين السياسي والعسكري يرسلان جنود الاحتلال مِراراً وتكراراً؛ لسفك دمائهم في البلدات نفسها والمدن والمخيمات الفلسطينية من خلال معارك لا تنجح بدفع المقاومين الفلسطينيين لأيِّ مكان".

وختم بالقول: إن "كلّ هذه المؤشّرات تؤكّد أن دولة الاحتلال يقودها قادة وجنرالات على المستويين السياسي والعسكري، لا يعرفون تحمُّل المسؤولية، ولا رسم السياسات، بل الاختباء دائماً خلف الأعذار والتبريرات، ويفتقرون للحدّ الأدنى من تحديد الأهداف والتصميم والتنفيذ، وكل ذلك يُعيق فعلياً تحقيق النصر "المزعوم".

التعليقات : 0

إضافة تعليق