الاستقلال/ وكالات:
قال مصدر في المقاومة الفلسطينية، إن المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي: "تسيرُ بشكلٍ إيجابيّ"، مشيراً في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أمس الجمعة، إلى أن حركة حماس قدّمت رسالة جديدة عبر الوسطاء لحكومة الاحتلال، طرحت خلالها تفكيك النقاط الخلافية، والتي لم يتمْ التوصُّل إلى صيغة نهائية بشأنها ويستغلها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تعطيل التوصُّل إلى اتفاق.
وبحسب القيادي نفسه، فإن الرسالة التي قدّمتها حماس ارتكزت على ترحيل الحديث عن بعض النقاط الخلافية للمراحل التالية من الاتفاق، مع التوافق على تواصُل تنفيذ المراحل تِباعاً من دون توقُّف عقب تنفيذ استحقاقات كلّ مرحلة، ودعم رسالة حماس الأخيرة، بحسب القيادي، تعهُّدٌ مصري قطري أميركي بضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق، مع تسهيلات من جانب مصر بشأن الموقف من الوجود الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة في محور صلاح الدين "فيلادلفي" الحدودي، والذي يمثّل انتهاكاً لاتفاق السلام الموقّع بين الجانبين، إذ أبدت مصر مرونة بشأن الانتشار الإسرائيلي وإرجاء الحديث عن الانسحاب من الممَر لِمَا بعد تنفيذ المرحلة الأولى.
وأوضح القيادي أن المفاوضات: "وصلت لنقطة هي الأقرب لإتمام الاتفاق منذ انطلاقها"، مشيراً إلى أن الوسطاء وحماس ينتظرون ردّاً إسرائيلياً خلال ساعات على الموقف الأخير للحركة.
في المقابل، علِمَ "العربي الجديد" أن هناك تحوُّلاً خلال الساعات الأخيرة في موقف نتنياهو "ربّما يكون ناتجاً عن ضغط قوي من إدارة الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب"، ووفقاً لِمَا اطّلع عليه "العربي الجديد" فإن هناك تحوُّلاً واضحاً في موقف نتنياهو إزاء عملية استكمال الحرب عقب المرحلة الأولى.
وبحسب مصادر مصرية مطّلِعَة على مفاوضات غزة، فإن "الطرح بصيغته المعدّلَة يتضمن مرحلة واحدة تتكون من ثلاث فترات زمنية، وليس ثلاث مراحل منفصلة كما كان في السابق"، وكشفت المصادر أنه "حال تمّ إقرار التصوّر بشكل نهائي، فإنه عقب أسبوعين من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ سيبدأ الحديث حول باقي المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة"، لافتاً إلى أن "محادثات جرت بين مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ومسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي المنتخَب ساهمت في نقل صورة كاملة بشأن ما يروِّجه نتنياهو حول رغبته في استئناف الحرب من أجل تأمين المستوطنات في غلاف غزة".
ووفقاً للمصادر فإن "رؤية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتمد على أن الجيش في استطاعته العودة لقطاع غزة في أيِّ وقتٍ يرى معه وجود خطر حقيقي".
وتشير المصادر إلى أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يدعم توجُّه نتنياهو لسببين رئيسيين، هما رغبتهم في إطلاق سراح المحتجزين العسكريين لدى المقاومة، والذين قد يعرِّض نهج رئيس الحكومة حياتهم للخطر حال واصل القتال عقب انتهاء المرحلة الأولى، وثاني الأسباب يتمثل في حالة الإنهاك التي لحقت بالجيش؛ بسبب طول مدة القتال المتواصل".
وكشفت المصادر أنه خلال المفاوضات الأخيرة، أشار وفد التفاوض الإسرائيلي إلى أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلُصَت إلى أن عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يراوح بين 45 و51 شخصاً، بينهم 15 عسكرياً ذكور برُتَب مختلفة، بخلاف المجنّدات الخمس اللواتي ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، في تصريحات صحافية الأربعاء الماضي، إن الوسطاء قريبون للغاية من التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى بين "إسرائيل" وحماس، وإن "الاتفاق مفروغٌ منه تقريباً".
التعليقات : 0