لندن/ الاستقلال
قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحويل قطاع غزة إلى ما وصفتها بـ"مناطق إبادة"، في إطار خطة أوسع لإجبار السكان على مغادرة مدنهم نحو الساحل.
وذكرت المجلة أن العملية العسكرية التي بدأت مطلع نيسان/أبريل الجاري، نفّذها الاحتلال بهدوء لتأمين مواقع تمركز قواته، لكن مسؤولين سياسيين سارعوا إلى الترويج لها، وعلى رأسهم وزير جيش الاحتلال "إسرائيل كاتس" الذي وصفها بعملية تهدف إلى سحق المنطقة وضمها لمناطق السيطرة الأمنية.
وفي تسجيل مصوّر، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اسم العملية وموقعها: "ممر موراغ" بين خانيونس ورفح، مما أثار انزعاج القيادات العسكرية.
وأشارت المجلة إلى أن سلطات الاحتلال أجبرت سكان رفح على التوجه إلى مناطق ضيقة قرب الساحل، موضحة أن هذه الخطوة جزء من خطة لإخلاء رفح بشكل دائم، وهي منطقة تشكل نحو 20% من مساحة القطاع.
كما أوضحت أن هناك تحركاً مشابهاً يجري شمال غزة، في سياق خطّة لإحكام السيطرة على القطاع، عبر حصر السكان في مناطق ساحلية، على أن تُقدَّم لهم المساعدات عبر ممر موراغ، مع سحب إدارة الإمدادات من يد الفصائل.
وبيّنت المجلة أن هذا التوجه يُعد تغييراً جذرياً في السياسة الإسرائيلية، إذ كان الاحتلال يتجنب سابقاً تحمل مسؤولية الوضع الإنساني في غزة، ويفضّل التنسيق مع منظمات دولية.
وتحدثت عن ضغوط سياسية أجبرت الجيش على الانخراط في الملف الإنساني، خاصة في ظل تدهور الأوضاع، مع إغلاق برنامج الغذاء العالمي 25 مخبزاً، ونقص حاد في الوقود والدقيق، واختفاء مواد أساسية من الأسواق.
كما تراجعت قدرة محطة تحلية المياه إلى 15% فقط، بعدما توقفت "إسرائيل" عن تزويد غزة بالكهرباء، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن معظم سكان القطاع لا يحصلون سوى على 6 لترات من الماء يوميًا.
وخلصت المجلة إلى أن سكان غزة لا يواجهون خطر الجوع فقط، بل تهديداً شاملاً للحياة.
التعليقات : 0