طولكرم/ الاستقلال
شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الإثنين، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم طولكرم، ضمن عدوانها المستمر على المدينة والمخيم لليوم الـ162 على التوالي.
ووفق مصادر محلية، اقتحمت جرافات الاحتلال الثقيلة حارة "المربعة" داخل المخيم وبدأت تنفيذ عمليات هدم، في إطار مخطط جديد يستهدف 104 مبانٍ تضم نحو 400 منزل، استكمالًا لعمليات الهدم التي طالت حارات مختلفة خلال الأيام الماضية.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت، أمس الأحد، عزمها تنفيذ أوامر هدم واسعة النطاق في المخيم، متجاهلة قرارًا سابقًا صادرًا عن المحكمة العليا الإسرائيلية يقضي بتجميد هذه الأوامر.
وفي هذا السياق، أوضح مركز "عدالة" أن القرار المعدّل للمحكمة، الصادر في 3 تموز/يوليو، يجيز تنفيذ الهدم فقط في حال وجود "ضرورات أمنية واضحة واحتياجات عسكرية ملحّة"، وهو ما لا ينطبق على الوضع الحالي وفق المركز، الذي أكد أن إعلان الدولة يتناقض مع نص قرار المحكمة.
وقدّم "عدالة" اليوم مذكرة خطية إلى المحكمة، شدد فيها على أن المخيم بات شبه خالٍ من السكان، وهو ما يُسقط ذرائع الاحتلال بشأن الحاجة الأمنية العاجلة، بحسب المحامية سهاد بشارة، مديرة الوحدة القانونية في المركز.
وكان جيش الاحتلال قد استثنى أربعة مبانٍ من الهدم بموجب تحديث صدر في 4 تموز، بعد أن أعلن عن "إعادة النظر" في أوضاعها، وهو ما اعتبره مركز "عدالة" مؤشرًا على هشاشة الأساس القانوني لأوامر الهدم.
وأكد المركز أن تنفيذ هذه الأوامر دون منح السكان الفرصة للدفاع عن منازلهم يشكّل فرضًا لأمر واقع لا يمكن التراجع عنه، ويؤدي إلى تهجير قسري وفقدان كامل للممتلكات، محذرًا من التداعيات القانونية والإنسانية لذلك.
وطالب المركز المحكمة بالسماح بإرفاق رأي خبير أعدّته جمعية "بِمَكُوم – مخططون من أجل حقوق التخطيط"، لتقوية حجج الالتماس، خاصة في ظل المهلة الضيقة التي فرضها الاحتلال منذ 30 حزيران، والتي لم تتجاوز 72 ساعة.
وكان جيش الاحتلال قد سمح، أمس الأحد، لعدد من العائلات بالدخول إلى المخيم لإخلاء منازلها المُهددة بالهدم، وشمل القرار 54 منزلًا، إلا أن العملية جرت تحت إجراءات مشددة تخللها احتجاز وتنكيل، وإطلاق للرصاص الحي تجاه السكان.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سياسة ممنهجة تهدف لتفريغ المخيم من سكانه، عبر الإخلاء القسري والضغط النفسي، بالتزامن مع حصار مشدد وهدم واسع لعشرات المنازل، ما يفاقم معاناة الأهالي ويهددهم بفقدان مساكنهم ومقدراتهم بشكل نهائي.
التعليقات : 0