اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بالعمل الممنهج على تعطيل مستشفيات شمال قطاع غزة بالقوة من خلال القصف المباشر والحصار المشدد، إضافة إلى استهداف المرضى والطواقم الطبية. وأوضح في بيان صحفي، الجمعة، أن هذه الممارسات تهدف إلى القضاء على آخر مقومات الحياة في المنطقة.

وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال شنت هجمات عنيفة على منطقة مشروع بيت لاهيا شمال غزة فجر الجمعة، استهدفت خلالها منازل وشوارع قريبة من مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بشكل جزئي. وأضاف أن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى واستخدمت معتقلين فلسطينيين كدروع بشرية لإجبار الطاقم الطبي على إخلائه، واعتقلت عدداً من المرضى ومرافقيهم، بينما أجبرت الباقين على النزوح قسرًا إلى مناطق أخرى.

ووثق المرصد استهدافًا متكررًا لمستشفى كمال عدوان خلال الأيام الماضية، أسفر عن استشهاد الطفل محمود أبو العيش (16 عامًا) بقصف طائرة إسرائيلية أثناء توجهه إلى قسم الطوارئ. كما أصيب 12 آخرون، بينهم مرضى وطواقم طبية.

وتعرضت مستشفيات أخرى في شمال القطاع، بما في ذلك المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة في جباليا، لاستهداف مباشر تسبب بأضرار جسيمة وإصابات بين المرضى والطواقم الطبية.

وأكد المرصد أن الاستهداف المنهجي لهذه المنشآت الحيوية يعكس سعي الاحتلال إلى تعطيل النظام الصحي بالكامل في شمال غزة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، ومعاناة الطواقم الطبية من الاستنزاف بسبب الضغط المتواصل.

ودعا المرصد المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، مشددًا على ضرورة توفير الحماية للمستشفيات والمرضى والطواقم الطبية وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة. كما طالب بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن هذه الهجمات تأتي ضمن سياسة تهجير قسري ممنهجة تهدف إلى إفراغ شمال غزة من سكانه وتدمير بنيته التحتية بالكامل.