وقف إطلاق النار في غزة.. هل اقتربت المرحلة الثانية من الاتفاق؟

وقف إطلاق النار في غزة.. هل اقتربت المرحلة الثانية من الاتفاق؟
تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح:
يواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي الكثير من التحديات والتعنت نظير صعوبة حشد تعهدات دولية بالمشاركة في القوة الدولية للاستقرار في قطاع غزة، ومواصلة الاحتلال خروقاته قتلا وقصفا.
وتواصل الولايات المتحدة ممارسة ضغوط متزايدة على "إسرائيل للانتقال" إلى المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الذي أشار إلى أن واشنطن "تفقد صبرها" إزاء التأخير الإسرائيلي في تنفيذ بنود الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي ترامب، والتي تتضمن 20 نقطة أساسية لإنهاء الحرب الطويلة في القطاع.
إلا أن "إسرائيل" تصر على عدم المضي قدمًا قبل إعادة جميع جثث الرهائن المحتجزة لدى حركة حماس.
ويُتوقع أن يمهّد تسلّم الجثمانين المتبقية لبدء المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل إقامة سلطة انتقالية، ونشر قوات دولية أجنبية لحفظ في غزة بعد انسحاب إسرائيلي إضافي، وبدء إعادة الإعمار ونزع سلاح حماس، حيث في حال تسليم الجثمانين، تكون "إسرائيل" قد حصلت على جميع الرهائن الأحياء الـ 20 والأموات الـ 28 الذين احتُجزوا منذ 7 أكتوبر/تشرين أول .2023
وتتولى قطر إلى جانب مصر وتركيا والولايات المتحدة دور الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه كمرحلة أولى في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، بعد إبادة جماعية ارتكبها الأخير في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع دمار واسع، حيث قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار.
ومؤخرا، أعربت دولة قطر، عن أملها دفع حركة حماس و"إسرائيل" إلى بدء المباحثات بشأن المرحلة الثانية منه قريبا جدا.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري إن جهود الوساطة فيما يتعلق باتفاق غزة مستمرة، وإن خروقات الاتفاق مثيرة للقلق، مؤكدا استمرار بلاده في مراقبة اتفاق غزة، والعمل حتى لا تنهار الهدنة الحالية، وثقة بلاده بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودوره ودور الوسطاء.
كما أكد الأنصاري أن العمل جار على تحويل الهدنة الحالية إلى مسار للوصول للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشددا على أن كل خرق للهدنة في غزة يمثل تهديدا لها وإضعافا لأثرها، مشيرا إلى أنها تعتبر أطول هدنة رغم الخروق.
فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه نظيره الألماني يوهان فاديفول، أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية، وتمكين القوات الفلسطينية من تولي مهام إنفاذ القانون في غزة.
تفاءل حذر
الكاتب والمحلل الساسي ذو الفقار سويرجو يرى وجود مؤشرات حقيقية بدأت تظهر للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعد الانتهاء من تسليم قرابة جميع جثث الأسرى الإسرائيليين، ووجود ضغوط أمريكية حقيقية على جميع الأطراف.
وقال سويرجو في حديثه لـ "الاستقلال" حسب المفهوم الإسرائيلي فإن بنود المرحلة الأولى تم تطبيقها بشكل شبه كامل، لكن بالمفهوم الفلسطيني ما طبق منها إلا القليل، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات وفتح معبر رفح ووقف عمليات القتل المستمرة بمعنى وقف إطلاق النار"، مضيفا:" كتير من القضايا إسرائيل لم تلتزم بها، لكن بالمجمل اعتقد هناك بداية ظهور لنهايات المرحلة الأولى وإذا ما تم فتح معبر رفح سيكون المؤشر الأول للذهاب نحو المرحلة الثانية".
وتوقع أن أبرز المعيقات التي تقف أمام الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق تتمركز حول موقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من استمرار الحرب وعلى رأسها نتنياهو الذي يحاول استخدام أسلوب المماطلة لكسب الوقت، وعدم تحقيق استحقاقات جديدة، كإجبار جيشه للانسحاب وفتح المجال لدخول قوات دولية للقطاع.
وأوضح أن نتنياهو يريد الاستمرار بالحرب بما لا نهاية لضمان عودته للسلطة بعد قضايا الفساد المتهم بها واصراره على عدم الاعتذار لشعبه، نتيجة الجرائم التي ارتكبها خلال فترات حكمه، قائلا:" نتنياهو العقبة الوحيدة أمام الانتقال للمرحلة الثانية، ولكن بتنا قريبون جدا من تحقيقها مع بداية العام القادم في ظل حجم الضغوط الهائلة التي تمارس على جميع الأطراف".
وشدد على وجود تفاءل حذر خاصة ان نتنياهو يتلاعب داخل الساحة الإسرائيلية والفلسطينية، مستدركا:" لكن اعتقد الضغوط الأمريكية حقيقية وبالتالي سنذهب نهاية العام نحو المرحلة الثانية وبداية مرحلة جديدة".
وأشار إلى أنه إذا نجحت أمريكا والوسطاء في الضغط على "إسرائيل" لدخول قوات دولية لحفظ السلام كإعلان صريح لوقف الحرب، سيكون المؤشر الأول نحو بداية مرحلة جديدة وانتهاء المرحلة الاولى والذهاب نحو تغيرات دراماتيكية في الوضع بقطاع غزة.
أما فيما يتعلق بقضية نزع سلاح حماس، توقع أنه سيتم الالتفاف والتحايل حول هذه الفضية من خلال الوسطاء بإحياء الرأي العام بتسليم السلاح لطرق ثالث، كالقوة الدولية للحفاظ على الوضع بقطاع غزة، إلى حين وجود حكومة أو قوة فلسطينية قادرة على إدارة شؤون القطاع بالتواصل مع الوسطاء والقائمين على الاتفاق.
مسألة وقت
بدوره، توقع الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد انتهاء المرحلة الأولى وانسحاب " إسرائيل" من الخط الأصفر للخط الأحمر أي ما قبل المناطق العازلة، والانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار خلال أسبوعين.
ويرى العقاد لـ "الاستقلال" أنه كلما طالت مدة المرحلة الأولى وعدم الانتقال نحو المرحلة الثانية كان اتفاق وقف إطلاق النار "هش" ويحكم عليه بالفشل، مشددا على وجود ضغوط عربية وتركية وأمريكية قوية تمارس على حكومة نتنياهو للانتقال للمرحلة الثانية، بذلك تحقيقها " مسألة وقت".
ويوضح أن الإدارة الأمريكية تدرك أن نتنياهو يضع العراقيل، ويحاول إطالة أمد الحرب والتنصل من تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لضمان وجوده في منصبه وتحقيق مكاسب سياسية، حيث يعمل جاهدا على بقاء جميع الجبهات بما فيها جبهة غزة ساخنة.
ورجح المحلل ذهاب "إسرائيل" لانتخابات مبكرة في حال حصل نتنياهو على عفو من رئيس دولته مقابل أن يتنازل عن الحكم والتخلي عن العمل السياسي، وبالتالي تنتهي حالة الحرب في غزة وجبهات أخرى.
وبين أن الانتهاء من قضية تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، وأيضا الحديث عن فتح معبر رفح البري خلال أيام، يضع حكومة نتنياهو أمام استحقاق الانتقال للمرحلة الثانية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق