تحذير من أثر الحروب التجارية على أسعار الغذاء عالميا

تحذير من أثر الحروب التجارية على أسعار الغذاء عالميا
القدس واللاجئين

وكالات/الاستقلال: 

حذر تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" من الأثر الذي يمكن أن تركه الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، على إمدادات الغذاء، الأمر الذي سينعكس بارتفاع أسعار الغذاء عالميا.

 

وتشهد الأسواق العالمية اضطرابات متزايدة مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، وسط توقعات بتأثيرات واسعة على سلاسل التوريد وأسعار الغذاء.

 

وتُظهر البيانات أن التجارة الزراعية العالمية أصبحت أكثر تكاملا وتشابكا من أي وقت مضى، ما يعني أن أي تعطيل في التدفقات التجارية يمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الأمن الغذائي العالمي.

 

وحسب التقرير، فإن التوترات التجارية التي تصاعدت بين الولايات المتحدة وكل من كندا والمكسيك والصين منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد للبيت البيض، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة كبيرة بأسعار الغذاء، وتعطيل تدفق المنتجات الزراعية.

 

وكان ترامب لوح بإمكانية فرض رسوم جمركية على شركاء آخرين مثل اليابان، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي.

 

وتعد المكسيك وكندا الشريكين التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة في القطاع الزراعي، وتستحوذان على نحو نصف صادرات المنتجات الزراعية الأميركية، ومع إعلان إدارة ترامب خططا لفرض تعرفات جمركية على الواردات من الدولتين، حذر خبراء من أن يؤدي ذلك إلى اضطراب أسواق الغذاء وزيادة التضخم.

 

ويتوقع الخبراء أن هذه الخطوات قد تؤثر على أسعار الخضراوات والفواكه والذرة وفول الصويا ولحوم الخنزير، ما سيخلق أزمة في الإمدادات، ويثقل كاهل المستهلكين بأسعار أعلى.

 

كما تُعَد المكسيك وكندا الموردين الرئيسيين للخضراوات الطازجة للولايات المتحدة، وفي عام 2023 صدرتا إلى الولايات المتحدة 90% من إجمالي وارداتها من الخضراوات الطازجة، وأكثر من نصف وارداتها من الفواكه الطازجة.

 

وفي حال استمرار التوتر التجاري، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار الأفوكادو والطماطم والتوت، إذ تعتمد السوق الأميركية بشكل شبه كامل على المكسيك في استيراد هذه المنتجات، وتصدر المكسيك أكثر من 90% من إجمالي استهلاك الأميركيين من الأفوكادو.

 

ومن شأن فرض تعرفات جمركية على كندا، يتوقع الخبراء أن يشكّل ذلك ضربة قاتلة لصناعة عصير البرتقال في فلوريدا، التي تواجه بالفعل تراجعا حادا في الطلب منذ التسعينات، بسبب التغيرات في العادات الغذائية وزيادة وعي المستهلكين بمحتوى السكر في العصائر.

 

وفي حين، تُعد المكسيك أكبر مستورد للذرة الأميركية، وهي المنتج الزراعي الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة، فإن فرض المكسيك تعرفات انتقامية، قد يضر بشركات "تايسون فودز" و"سميثفيلد فودز"، والتي تعتمد على تصدير اللحوم إلى الأسواق المكسيكية.

 

وقد تجد المكسيك صعوبة في إيجاد بديل للذرة الأميركية، لكن التعرفات قد تدفعها إلى البحث عن موردين جدد في أميركا الجنوبية، ما يزيد عزلة المزارعين الأميركيين ويضر بمبيعاتهم.

 

وكان فول الصويا في قلب الحرب التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين، وتراجعت مشتريات بكين من فول الصويا الأميركي بنسبة 79% خلال أول عامين من ولاية ترامب السابقة.

 

وإذا تكررت هذه الأزمة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض حاد في دخل المزارعين الأميركيين الذين يعانون بالفعل من ضغوط اقتصادية بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 

كما يخشى المزارعون من أن تؤدي الحروب التجارية إلى زيادة تكاليف الأسمدة والطاقة، ما سيؤثر سلبا على الإنتاج الزراعي.

 

ويتسبب النزاع التجاري بمزيد من عدم اليقين إلى أسواق الحبوب العالمية، حيث توقعت شركة "بونغيه"، إحدى أكبر الشركات التجارية الزراعية في العالم، انخفاض أرباحها هذا العام إلى أدنى مستوى منذ ما قبل جائحة "كوفيد-19.

التعليقات : 0

إضافة تعليق