يصادف اليوم الخميس مرور 77 عامًا على نكبة الشعب الفلسطيني، وهي الذكرى التي يحييها الفلسطينيون سنويًا في 15 أيار عبر فعاليات متنوعة تعبّر عن التمسك بالحقوق الوطنية.
وتتزامن هذه الذكرى مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويتسم بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين، وسط كارثة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار والتشريد الجماعي لمئات الآلاف من السكان.
ووفق وزارة الصحة، فقد ارتقى نحو 53 ألف شهيد منذ اندلاع العدوان، فيما تجاوز عدد الجرحى 119,846، غالبيتهم من النساء والأطفال الذين يشكلون ما نسبته 72% من الضحايا.
وفي ظل القصف المستمر، خرجت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، إما نتيجة الاستهداف المباشر أو بسبب نفاد الوقود.
بالتوازي، يمضي الاحتلال في سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري في الضفة الغربية والقدس، ويواصل إنكاره لحقوق الفلسطينيين السياسية والإنسانية، وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، إضافة إلى حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
وتشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدًا متواصلًا ومواجهات مستمرة ضد مخططات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية، خصوصًا في القدس والداخل الفلسطيني المحتل، حيث يسعى الاحتلال لطمس الهوية العربية وتشويه النضال الوطني الفلسطيني.
ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على النكبة، ما تزال آثارها مستمرة، إذ يواصل الاحتلال جرائمه من قتل وتهجير وسرقة للأراضي، وهدم للمنازل، وتعدٍ على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وفي هذه المناسبة، يستحضر الفلسطينيون مأساة التهجير القسري الذي تعرّض له أجدادهم على يد العصابات الصهيونية عام 1948، وما رافقها من مجازر وجرائم تهدف إلى محو وجودهم، في ظل تمسكهم الثابت بحق العودة.
وفي الخامس عشر من أيار، تُستعاد مشاهد النكبة، بما تحمله من ألم ومرارة، وتُستحضر جريمة تهجير الشعب الفلسطيني لتحقيق رواية استعمارية زائفة تدّعي أن "فلسطين أرض بلا شعب".
ويكشف هذا العام حجم الغطرسة الإسرائيلية التي تتجلى في محاولات إلغاء الهوية الفلسطينية وفرض الطابع اليهودي، لا سيما في القدس، ضمن مساعٍ لمحو الوجود الفلسطيني وتزوير التاريخ.
وفي جميع أماكن تواجدهم، يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى من خلال فعاليات تؤكد تمسكهم بأرضهم وحقهم المشروع في العودة.
وتُعد النكبة واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في القرن العشرين، إذ هجّر الاحتلال قسرًا ما يزيد على 950 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقطنون فلسطين التاريخية، ليُستبدل وجودهم بالاستيطان اليهودي.
وسيطرت إسرائيل على أكثر من 85% من مساحة فلسطين البالغة نحو 27 ألف كم²، بما فيها من موارد وسكان، ما يشكل أكثر من ثلاثة أرباع الأرض التاريخية.
كما استولت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 بلدة ومدينة فلسطينية، دمرت 531 منها بالكامل، فيما خضعت البقية لسيطرة الاحتلال وقوانينه.
وقد ارتُكبت خلال تلك الفترة أكثر من 70 مجزرة موثقة بحق المدنيين، تُصنف كجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وتشير مصادر تاريخية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في معارك النكبة بلغ قرابة 15 ألف، بينما تراوح عدد الشهداء العرب بين 3,500 و7,000.
وتُظهر بيانات وكالة الأونروا أن عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية بلغ 58 مخيمًا، موزعة بين الأردن (10)، سوريا (9)، لبنان (12)، الضفة الغربية (19)، وقطاع غزة (8)، وهو ما يعكس حجم المأساة المستمرة منذ عام 1948.
التعليقات : 0