غزة/سماح المبحوح:
رأى المختص بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أن المفاوضات بشأن عقد تهدئة أو إنهاء الحرب على قطاع غزة معقدة جدا، مشيرا إلى أنه من الممكن التوصل لصفقة تبادل سيكون فقط من خلال ممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطاً كبيرة على الاحتلال. وقال أبو العدس في حديثه لـ»الاستقلال» إنه لحد الآن من غير الواضح ما هي النقاط العالقة أو النقاط التي من الممكن أن تشكل لحظة انفجار بالمفاوضات، فالاحتلال يرى أنه في قمة انتصاره خاصة بعد ما حققه على الساحة الإيرانية».

وأظهرت نتائج استطلاع حديث للرأي العام، تأييد 67% من الإسرائيليين لإنهاء الحرب على قطاع غزة وتوقيع اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة.
وقال موقع “واللا” الإخباري العبري، أمس الأربعاء: “يُبدي الجمهور إصرارا أكبر على إنهاء الحرب في غزة وتوقيع اتفاق لإطلاق سراح الاسرى في غزة، حيث يؤيد ذلك 67%” من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم.
وأشار إلى أن 52% من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون وقف إطلاق النار مع إيران، بينما يعارضه 33%، فيما لم يبدِ 15% رأيهم بشأن ذلك.
من جهة ثانية، ذكر الموقع أن حزب الليكود الحاكم يشهد “تعزيزا ملحوظا في أعقاب الحرب مع إيران” التي استمرت 12 يوما.
معادلة صعبة
وأشار أبو العدس إلى وجود معادلة صعبة في ملف المفاوضات ، لكون المقاومة لديها خطوط حمراء وهي غير مقبولة لدى الاحتلال، مثل مسألة الانسحاب من غزة وهو امر لم يتقبله الشارع الاسرائيلي بعدما سقط أعداد كبيرة من القتلي بين صفوف الجنود بالإضافة إلى الأضرارالكبيرة التي وقعت بجيشهم وما دفعوه من أثمان باهظة.
ولفت إلى أن المسألة الأخرى تتعلق ببقاء حركة حماس بالحكم وهو أمر غير مقبول لدى الاحتلال ، فكل ما يطرح اسرائيلا هو ابعاد قيادات وعناصر حماس كما حدث مع منظمة التحرير بعد حصار بيروت، مؤكدا على وجود ضغوطات كبيرة على حركة حماس لتقديم تنازلات كبيرة لا تستطيع تقديمها لأن ذلك أمر صعب بالنسبة لها.
وشدد على وجود توجه ومزاج إسرائيلي نحو إنهاء الحرب على قطاع غزة، خاصة بعد كمين خان يونس الذي حدث قبل أيام وتسبب بقتل 7 جنود، فالشارع الإسرائيلي وأهالي الجنود يتسائلون ماذا يفعل جنودنا بغزة، كما أن المعارضة صعدت من مواقفها ضد نتنياهو.
وتوقع حدوث اختراق في ملف المفاوضات والتوصل لصفقة تهدئة أو انهاء الحرب بشكل تام عن غزة، بضغط أمريكي وطلبهم بشكل مباشر إنهاء الحرب، مهما كان الثمن، مبينا أن نتنياهو أصبح في وضع أفضل بكثير انتخابيا خاصة بعد الضربة الإيرانية، وهو ما يشجعه لإنهاء الحرب.
يأتي توقعات المختص الإسرائيلي، في ظل تصريحات القيادي في حركة حماس طاهر النونو:» إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تكثفت في الساعات الأخيرة»، مضيفا:» أن التواصل مع إخواننا الوسطاء المصريين والقطريين لم ينقطع أبدًا».
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال إن مصر وقطر على اتصال مستمر مع إسرائيل وحركة (حماس)، لمحاولة إيجاد صيغة توافقية وأرضية مشتركة، بناء على الورقة الأميركية، لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال الوزير القطري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، الثلاثاء: “حققنا العديد من الإنجازات في الأسابيع الماضية، لكن التصعيد الإسرائيلي والاعتداء على إيران عطل تلك الجهود لفترة”.