أقرّ ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بإتلاف عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية التي كانت مخصّصة لسكان قطاع غزة، وتشمل أكثر من 1000 شاحنة مساعدات تُركت لتتعفن في العراء قرب معبر كرم أبو سالم، بعد منع دخولها وتوزيعها داخل القطاع.
ونقلت قناة "كان" العبرية، مساء الجمعة، أن الشاحنات كانت محمّلة بآلاف الطرود من المساعدات الإنسانية، تُركت لأيام وأسابيع طويلة تحت أشعة الشمس، حتى تلفت بالكامل، في وقت يعاني فيه القطاع من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاتلة مع حرب إبادة جماعية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي اعتراف صريح، قال أحد ضباط الاحتلال للقناة: "دفنا كل شيء في الأرض، وبعض المواد أحرقناها"، مشيرًا إلى أن آلاف الطرود لا تزال حتى اللحظة تحت أشعة الشمس، وإذا لم يتم إدخالها لغزة، سيتم إتلافها أيضًا.
وبحسب القناة، ادعت مصادر عسكرية أن الاحتلال لا يسمح بدخول أكثر من 100 إلى 150 شاحنة يوميًا إلى غزة، وأن معظم هذه الشاحنات لا يتم تفريغها بسبب تعطل آلية التوزيع، وسط اعتراف ضابط آخر بأن "الآلية لا تعمل، الشاحنات تتوقف، الطرق غير صالحة، والتنسيق لا يتم"، وأضاف: "لدينا هنا أكبر مخزن حبوب في العالم، وإذا لم تُسحب البضائع، سنقوم بدفنها".
في المقابل، يتفاقم الوضع الإنساني داخل القطاع بشكل متسارع، حيث ارتفعت حصيلة وفيات الجوع وسوء التغذية منذ أكتوبر إلى 122 شهيدًا، بينهم 83 طفلًا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو في القطاع أطفالاً ونساء تحولوا إلى هياكل عظمية بفعل الجوع، وسط حالات إعياء وفقدان للوعي، في مشهد يعكس كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام بسبب استمرار الحصار وإغلاق المعابر، في وقت تواصل فيه إسرائيل التهرب من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى منذ 2 مارس/ آذار الماضي، وتُغلق كافة المعابر أمام دخول المساعدات.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية أسفرت عن أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف وسط مجاعة مستمرة تحصد الأرواح يوميًا.
التعليقات : 0