كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية النقاب، يوم الأربعاء، عن تشكيل المستوطنين قوة عسكرية في قطاع غزة، تقوم بعمليات هدم ممنهجة للمباني تحت إشراف الجيش.
وذكرت الصحيفة،أن فرقة من جنود الاحتياط القادمين من مستوطنات الضفة الغربية تشغل جرافات وآليات هندسية وتتركز جنوبي القطاع، تُسمى "قوة أوريه" ويديرها شقيق المرشح لرئاسة الشاباك "بتسلئيل زيني".
وقالت إن "زيني" يدير شركة مقاولات ومقرها مستوطنة "عوفرا" شمالي رام الله، وهو معروف بمواقفه المتطرفة، حيث نقل عن مقربيه قولهم إن هدف تدمير المباني في القطاع يعد "فريضة دينية".
وبيّنت أن القوة المذكورة تمت تسميتها على اسم مؤسسها الناشط اليميني "اوريه لوفربوم" والمقرّب من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وأضافت الصحيفة "تعمل (قوة أوريه) في قطاع غزة، وتشمل أسطول من المعدات الهندسية بواغر وجرافات وهدفها تسوية المباني في الأرض، وغالبية سائقي الآليات من المستوطنات والتحقوا بالعمل بهدف تسوية كل مبنى يعترضوه في الأرض".
وتابعت أن هؤلاء يعملون بشكل فوضوي ولا يبلغون الجيش في الكثير من الأحيان عن حركتهم.
وأردفت الصحيفة أن "هؤلاء بدأوا العمل بناءً على إعلانات يتم بثها على منصات اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنهم سائق الجرافة "أفراهام أزولاي" الذي قتل وكاد أن يخطف قبل أشهر جنوبي القطاع لعدم وجود تغطية من الجيش للمكان".
كما تعمل هذه القوة – وفقًا للصحيفة - على استخدام فلسطينيين كدروع بشرية وإدخالهم للأنفاق والمنازل المشتبه بوجود مسلحين فيها.
وقالت الصحيفة إن مشغلي الجرافات في القطاع يتقاضون أجورًا خيالية مقابل موافقتهم على العمل، حيث تصل يومية السائق 6 آلاف شيقل، بينما يزوّد الجيش هذه المعدات بالوقود على حسابه.
وأضافت أن الجيش يستخدم شركات مقاولات مدنية للعمل الهندسي في القطاع، وخاصة لغايات بناء المواقع وهدم المنازل وفتح الطرق.
وذكرت أن الفئة الأولى هي شركات مرخصة تعمل بشكل منتظم، أما الفئة الثانية فهي "قوة أورية" الموجهة من المستوطنين، والتي تعمل في القطاع لغايات التدمير فقط.
بدوره، قال جيش الاحتلال إن "قوة أوريه" قوة هندسية مكونة من جنود احتياط وتشغل آليات هندسية جنوبي القطاع، وهي غير مرتبطة بشركات المقاولات التي تعمل في القطاع.
ويأتي ذلك في ظل إقرار الجيش بفقدانه قرابة 40% من آلياته الهندسية خلال الحرب، عبر تفجير العبوات وإطلاق الصواريخ المضادة، حيث يستعين الجيش بشركات مقاولات مدنية لغايات الهدم وتسوية المناطق بالأرض.