بقلم / المختص بالشأن الاسرائيلي اسماعيل مسلماني :
الازمة داخل اسرائيل ا ليست وليدة اليوم بسبب وجود اسرائيل بالمنطقة اولا ولعدم وجود دستور لأسباب سياسية وايدلوجية والتصدعات في اسرائيل منذ قيام اعلان الكيان, فالتصدعات كثيرة علماني / متدين / قومي / اشكنازي/ شرقي واقليات/ طبقات ..الخ, اي المركبات الاجتماعية غير متجانسة, وخلال الفترات السابقة عملت على الحد من التوتر للتصدع من خلال الانتخابات والتعددية والتفضيل المصحح للخروج من الإشكالية, وبالتالي مع خمس مرات توجهت للانتخابات بسبب طبيعة الخارطة الحزبية فان اكبر الاحزاب يمين متطرف متشدد ديني مع يمين المركز الوسط الليبرالي وفي نهاية الامر نجح, ائتلاف نتنياهو مع الاحزاب المتدينة الفاشية الصهيونية بامتياز, وكان انجاز عظيم عودة الملك نتنياهو الى الحكم وتوقيع اتفاقات مع الاحزاب مثل درعي وايتمار وسموتريش من اجل تشكيل حكومة, وهنا صعد الى قمة الشجرة وبدأت المعارضة بقيادة يائير لابيد الاحتجاج من البرلمان الى الشارع, بان الائتلاف يود السيطرة على السلطة القضائية من اجل تمرير القوانين والهروب من السجن, وطوال الوقت الاعلام كان مع المعارضة, بل هجوما ادى الى شحن الشارع وحالة غليان تتصاعد بشكل تدريجي, واتهامات من الائتلاف ان المعارضة تحصل على دعم امريكي, وبدأت اصوات حتى ابن نتنياهو اتهم الادارة الامريكية بإسقاط حكومة نتنياهو.
العلاقات في الفترة الاخيرة بين امريكا واسرائيل ادت الى توترات، اهمها ملف الايراني الذي كان حاضر بالخطاب الإعلامي، والحملات على إيران، والتحريض لمنع امتلاك تخصيب اليورانيوم، والجولات المكوكية في الوقت امريكا منشغلة في ازمة اوكرانيا وروسيا والنفط والطاقة والاقتصاد.. وشكل شبة فراغ في منطقة الشرق الأوسط, ومشاحنات بين امريكا والسعودية والصين, بدأت القمم تتحرك لخلق ناتو بقيادة نفتالي بينت ولم ينجح المشروع , واخر قمة كانت في شرم الشيخ برعاية أمريكية, ومنها الاستيطان في الضفة الغربية, وثاني يوم يتم التصويت في الكنيست على ضم المستوطنات شمال الضفة الغربية, يعني صفعة للإدارة الامريكية والتراكمات حول الامم المتحدة ومجلس الامن, والتصريحات النارية هنا تحركت امريكا من جديد لتبدا برفض تصريحات ايتمار وسموتريش, وقبلها ازمة من يكون وزير دفاع للجيش حيث العالم يترقب هل فعلا امريكا تتدخل في شؤون الدول ومنها اسرائيل؟ الجواب نعم تتدخل وخاصة من يكون وزير للدفاع للجيش الإسرائيلي، لها علاقات حساسة عالميا، اي لوجستي أمنى وعسكري.
فان اقالة يؤاف غالانت وزر الدفاع هي القشة التي قصمت ظهر البعير, لان غالانت مقرب جدا لها, فأمريكا تحركت على الفور لتوسيع رقعة الاحتجاج, وتفجرت الاحداث بكل المدن حول النوايا لتغيير الاصلاح القضائي المرفوض ض امريكيا ..على الفور نتنياهو استجاب للإدارة الامريكية, وهذا ينسجم مع المعارضة التي هي قريبة من الادارة الامريكية, واعلان الخطاب للبحث عن مخرج ارضاءا لايتمار بتشكيل الحرس الوطني, وسموتريش بملف الاستيطان فاستخدم كلمة (تعليق ) للخروج والنزول عن الشجرة, لان ماما امريكا زعلت كثيرا, والرئيس الامريكي قال بشكل واضح نتنياهو غير مرغوب الان للزيارة, وهذا يعني علية انهاء شكل الحكومة....فقام بإقالة كبش الفدا كان غالانت وهو من الليكود, اي هذه مقدمة لإقالة كل من لاحقا ايتمار وسموتريش وحتى لفيين وزير العدل المتشدد لتغيير النظام القضائي ان لزم الامر.
وهذا يعني انه لن يتم التصويت على التشريعات القضائية للوصول الى حل يرضي امريكا اولا، تحت شعار تصحيح الديمقراطية، ولا تريد التوجه الديني المتطرف، لان الامر ينعكس عربيا ودوليا، ولا ننسى ان 70% من يهود امريكا ضد تغيير النظام القضائي.
نعم نتنياهو محنك سياسي في نهاية الامر نزل عن الشجرة ولا يستطيع ان ينفذ مخطط الحركة الصهيونية الان، مع الوضع العالمي والاقليمي والمحلي، وخصوصا ان اسرائيل غير جاهزة بالدخول الى حرب باي ساحة من الساحات.
ماما امريكا تقرر ما تشاء وتتحكم من خلال المال والقوة بالدول، واسرائيل لا تستطيع ان تكون مستقلة, ولا تقدر ان تقول لا حاليا, لأنها تحصل على مساعدات سنويا في مجال الامن, والحقيقة تقول انه لا يمكن لإسرائيل مواجهة التهديد الايراني وحدها, ولهيك لازم تسمع كلام ماما امريكا
التعليقات : 0