غزة/ دعاء الحطاب:
في إطار مبادرة شبابية، تنطلق مجموعة من الفتيات في رحلة توثيق لأكثر الأماكن عراقة في مدينة القدس المحتلة وقطاع غزة، عبر فيديوهات مصورة بتقنية تصوير "360 درجة"، الأمر الذي يتيحُ للمشاهِد السفر إليها افتراضيًا والتجولَ عبر كنوزها من خلال هاتفه، وبعيداً عن القيود الإسرائيلية.
صاحبة فكرة مشروع ""PAL VR، سجى أبو دلال، تقول: "كنا نحلم بأن نزور ونأخذ جولة بالأماكن السياحية والتراثية كافة الموجودة في فلسطين، لكن مع القيود المفروضة علينا من الاحتلال الإسرائيلي أصبح صعبًا زيارتها".
يُزيل الحواجز
وأضافت أبو دلال خلال حديثها لـ "الاستقلال": "في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي وصلنا إليه، أصبح بإمكاننا أن نزور أي مكان في العالم باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، بحيث نعمل على تصوير الأماكن التراثية الموجودة عبر تقنية تصوير 360 درجة".
وأوضحت أن مشروع PAL VR"" يُتيح فرصة التجول افتراضيًا بمدن وقرى فلسطين المحتلة، والربط بين البلدة القديمة في القدس، والبلدة القديمة في غزة، من خلال توثيق هذه الأماكن بتقنية ثلاثية الأبعاد.
ويعتمد الفريق على تقنيات الواقع الافتراضي من خلال التصوير بزاوية 360 درجة؛ لإبراز المكان والمحيط من جميع الاتجاهات، لتبدأ بعدها مرحلة إضافة التعليق الصوتي على الفيديوهات لسرد قصص وتاريخ الأماكن المستهدفة، تمهيداً لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وفق أبو دلال.
وأشارت إلى أن الفريق يتكون من "مصور ومونيتير ومعلق صوتي وكاتبة محتوى وشاعرة"، كما يضم الفريق مجموعة أشخاص من القدس؛ لتتم تغطية الأماكن الأثرية فيها كما في القطاع.
وذكرت أبو دلال أن فكرة المشروع لاقت رواجاً كبيراً من الأشخاص، حيث تم التفاعل مع الفيديوهات التي يتم نشرها بشكل كبير، لكونها أتاحت التجول افتراضيًا داخل المدينتين، بعيداً عن الحواجز والقيود الإسرائيلية.
وتطمح أبو دلال أن يستطيع الفريق زيارة وتصوير جميع المدن الفلسطينية المحتلة، لإبراز المعالم الأثرية؛ ليصل هذا العمل إلى كل شخص يحلم بزيارة فلسطين المحتلة.
الأولى من نوعها
وبدورها، أكدت كاتبة المحتوى في فريق PAL VR""، آلاء حمادة، أنها تُركز في كتابة المحتوى على إبراز جمال المكان الأثري وتاريخه؛ للتعرف على العناصر البارزة فيه.
وأضافت حمادة (30 عاماً)، أن هذا العمل يساعد الأشخاص على زيارة الأماكن التي يصعب الوصول إليها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، بشكل افتراضي ولكنه أشبه بالواقع.
ولفتت إلى أن فكرة PAL VR هي الأولى من نوعها في غزة، وأهم ما يميزها أنها أتاحت للفلسطينيين في الجانب الآخر من الوطن رؤية وزيارة أهم المعالم في القطاع المحاصر.
وأشارت الى أن عدم توفر بعض المعدات، وارتفاع أسعار الأجهزة اللازمة للعمل، خاصة في ظل الاعتماد على التمويل ذاتي، جميعها تُعد من أهم التحديات التي تواجه فريق العمل.
فائدة كبيرة
ومن جهتها، تري المعلقة الصوتية في PAL VR، رنا أبو دلال، إن عملية إسقاط الصوت على الأماكن الأثرية والتاريخية في فلسطين يتطلب خامة صوت قريبة من المستمعين؛ لتكون رفيقة لهم في رحلتهم الافتراضية.
وأوضحت أن المشروع يقدم فائدة كبيرة للشعب الفلسطيني المحتل سواء في الضفة الغربية أو القدس والقطاع؛ لكونه يكسر حواجز الاحتلال الإسرائيلي ويمكنهم من رؤية الأماكن كما لو أنهم يزورونها حقًا.
وتطمح أبو دلال، أن تصل أعمال PAL VR إلى جميع أنحاء العالم بعد ترجمتها للغات عديدة، ليتمكن المغتربون من زيارة البلدات الفلسطينية المحتلة، ويتعرف الأشخاص من الجنسيات المختلفة على أهم المعالم التاريخية التي احتلتها "إسرائيل".
التعليقات : 0