سلوك ارتبط بها منذ إنشائها

اعتقال أجهزة السلطة للمقاومين.. طعنة غادرة لا تُغتفر

اعتقال أجهزة السلطة للمقاومين.. طعنة غادرة لا تُغتفر
تقارير وحوارات

غزة / سماح المبحوح:

استدعاء وملاحقة ومن ثمّ اعتقال للمقاومين والمطاردين للاحتلال، بات هو الدور اللافت للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، رغم عديد المطالبات التي تم توجيهها لها برفع يدها عن المقاومين وعدم ملاحقتهم والتضييق عليهم وزجهم في السجون، إلا أنها ماضية في ذلك وبقوة.

 

ومؤخراً، حمّلت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الأجهزة الأمنية الفلسطينية المسؤولية عن حياة مقاوميْن اعتقلتهما وأضربا عن الطعام بعد ذلك.

 

وقالت "كتيبة جنين"، في بيان صحافي: "قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال الأخ المجاهد مراد ملايشة، والأخ المجاهد محمد براهمة، والاعتداء عليهما هما وثلّة من إخوانهما المجاهدين الذين كانوا في طريقهم لمساندة إخوانهم في كتيبة جنين، وما زال التوتر قائماً بمواصلة اعتقالهما من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية".

 

وتابعت الكتيبة أن "الاعتقال السياسي بحق إخوتنا وأبنائنا المجاهدين لهو وصمة عار، ومن المخجل أن نخوض المعارك مع الاحتلال، ونطعن من الخلف"، داعية قيادة "حركة فتح" للوقوف عند مسؤوليتهم في كبح هكذا تصرفات، وقالت: "لقد نهضنا لقتال العدو وما دون ذلك هوامش".

 

وتواصل الأجهزة الامنية الفلسطينية اعتقال ملايشة ومرافقه إثر توقيفهما على حاجز طيار للأمن الوطني قرب طوباس شمال شرقيّ الضفة الغربية، خلال توجههما لدعم المقاومين في جنين، ثم نُقلا إلى سجن أريحا "المسلخ".

 

وبعد اعتقال ملايشة (34عاما) المطار للاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عدة، كونه مؤسس "كتيبة جبع"، وهو أسير محرر أمضى 12 عاماً في سجونه، زادت المخاوف من قيام السلطة بتسليمه للاحتلال.

خدمة الاحتلال

المحلل والكاتب السياسي ذو الفقار سويرجو أكد أن اعتقال أجهزة السلطة للمطاردين من المقاومين للاحتلال يأتي في سياق تحقيق مطالب الولايات المتحدة و"إسرائيل" في السيطرة على شمال الضفة وكسر شوكة المقاومين.

 

وأوضح سويرجو لـ "الاستقلال" أنه على الرغم من عدم وجود أفق سياسي أو أي تقدم من الولايات المتحدة باقتراحات ومحاولات للضغط على الحكومة "الإسرائيلية" لعودة العملية السياسية، إلا أنها مازالت تراهن على أوهام كبيرة.

 

وشدد على أن السلطة الفلسطينية تقوم بدورها الوظيفي الذي أوكلت به بعد اتفاق "أوسلو" وهو خدمة مشاريع الاحتلال، دون مقابل سياسي من أي الأطراف "الإسرائيلية" أو الأمريكية، سوى بعض الامتيازات المالية والاقتصادية التي تحظى بها، وباتت رهينة لها.

 

وأشار إلى أن اشتداد قبضة أجهزة السلطة على المقاومين، وقيامها بملاحقتهم واعتقالهم، جاء تلبية لمخرجات اجتماع العقبة الأخير بالأردن.

 

وانعقد في مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن في شهر شباط/فبراير الماضي اجتماع بحضور فلسطيني متمثلا بالسلطة الفلسطينية ومسؤولين أمنيين "إسرائيليين" ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك، إضافة لمسؤولين مصريين وأردنيين.

 

وتعهد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون في البيان الختامي للاجتماع بـ "خفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف"، والتزامهم بجميع الاتفاقات السابقة المعقودة بينهما، والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم. وفق تعبيرهم.

 

وقال سويرجو، إن ما تقوم به السلطة لا يخدم سوى دولة الاحتلال والمشروع الأمريكي بالمنطقة، وشريحة محدودة منها التي ارتهنت لمصالحها والامتيازات التي وعدت بها، متوقعاً أن تستمر في ذلك، لأن تراجعها هو بداية نهايتها، وبذلك لم يعد لديها دور آخر سوى أن تكون الوكيل الأمني لدولة الاحتلال بالضفة.

 

وأضاف:" بلا شك أن السلطة تتحول لشريك ووكيل أمنى للولايات المتحدة و"إسرائيل" بفرض السيطرة على الضفة وحماية المستوطنين، ولا يوجد تفسير آخر للسلوك المعيب والإصرار الغريب للقيام بالدور المشبوه الذي تقوم به".

عمل مدان

بدوره، دان النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة اعتقال أجهزة السلطة لمطاردين للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن ذلك عمل مرفوض جملة وتفصيلا، وعلى السلطة أن تطلق سراحهم فورا.

 

وقال خريشة لـ "الاستقلال" السبت: لا يعقل التعدي على مقاومين وهم في طريقهم لمقارعة الاحتلال والدفاع عن أبناء شبعهم والتضحية بأرواحهم"، مشددا على أن المستفيد الأول والأخير من وراء هذه الأفعال المسيئة هو الاحتلال فقط".

 

وأضاف:" ما حدث في جنين من صمود وثبات للمقاومين في وجه الاحتلال مؤخراً، هو تعزيز لكرامة المواطن الفلسطيني وشرف للأمة العربية التي لوثها التطبيع، لذلك يجب أن يوضعوا على الرؤوس لا أن يُزجّ بهم في السجون".

 

وشدد على أن أفعال السلطة من ملاحقة واعتقال بحق المقاومين مرفوضة، فهي ضد القيم الإنسانية والأخلاقية والنضالية والتاريخية، ومن مارسها عليه أن يكف يده عنهم ويعتذر لشعبه المناضل.

تاريخ أسود

ولم يكن اعتقال أجهزة أمن السلطة للمطاردين لجيش الاحتلال ملايشة وبراهمة، الجريمة الوحيدة التي اقترفتها أجهزة السلطة بحق المقاومين، بل سبقها سلسلة اعتقالات واسعة مماثلة طالت مقاومين في مختلف مدن الضفة.

 

ومنذ تأسيس السلطة عام 1994، بموجب اتفاق "أوسلو"، نفذت الأخيرة حملات  اعتقال طالت كبار قادة المقاومة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة لاعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، والمشاركين في عملية قتل وزير السياحة في حكومة الاحتلال عام 2002 رحبعام زئيفي، قبل أن يختطفهم الاحتلال لاحقًا من سجن السلطة في أريحا ويزج بهم في سجونه.

التعليقات : 0

إضافة تعليق