المقاومة ردعت الاحتلال في جنين وعدوانه فشل بتحقيق أهدافه
لندن – غزَّة/ قاسم الأغا:
أكَّد رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا البروفيسور كامل حواش، أنَّ حرب التَّهجير والإبادة التي يشنُّها الاحتلال "الإسرائيلي" على الشَّعب الفلسطيني ومقدَّساته وحقوقه كافَّة على امتداد جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة؛ تستدعي سرعة تحقيق وَحدة وطنيَّة شاملة، وعلى رأسها الوحدة بين كل قُوى المقاومة في الميدان.
وشدَّد البروفيسور "حواش" في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، أمس الاربعاء، على أهميَّة وسرعة إعادة بناء وإصلاح منظّمة التحرير الفلسطينيَّة؛ لتكون بيتا جامعا يمثّل الكل الوطني الفلسطيني، بعيدًا عن مخلفات اتِّفاق أُوسلو"، لافتًا إلى أنَّ ذلك يُعدُّ المدخل الحقيقي للمصالحة.
وقال: "نحن لا نتحدَّث عن إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التَّشريعي، المطلوب اليوم الشُّروع فورًا بإعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها، وهذا يكون بانتخاب مجلس وطني لها، يشارك فيه 14 مليون فلسطيني في كل أماكن تواجدهم".
وأوضح أنَّ مهمَّة المجلس المُنتخب فرْز قيادة جديدة تعيد البوصلة إلى التحرّر والعودة، وتكون قادرة على التصدي للاحتلال ولجم كل إجراءاته العدوانية وإجهاض كل مخطَّطاته القائمة.
وبيَّن أنَّه لم يعُدْ هنالك جدوى للمراهنة على أيَّة مسارات سياسيَّة مع الاحتلال، متسائلًا: "مع من سيجلس المراهنون على هذه المسارات العقيمة؟، مع المتطرّفين أمثال (نتنياهو) و(بن غفير) و(سموتريتش)؟".
وحول اجتماع "الأمناء العامِّين" للقُوى والفصائل الوطنيَّة المقرَّر في القاهرة نهاية الشهر الجاري، عبَّر عن عدم تفاؤله لمخرجات الاجتماع؛ لجهة طيّ صفحة الانْقسام بين حركتيّ "فتح" و"حماس"، والوصول إلى استراتيجية عمل موحَّدة لمقاومة الاحتلال وإجهاض كل مخططاته الهادفة لتصفيَّة القضية الفلسطينيَّة.
ونبَّه إلى أنَّ "اجْتماعات ولقاءات وطنيَّة عدَّة جرى انعقادها في أكثر عاصمة؛ إلا أن مخرجاتها لم تُترجم على أرض الواقع حتى حينه، والتي من بينها على الأقل تشكيل القيادة الوطنية الموحدَّة للمقاومة الشعبية في الضفة المحتلة".
انْتصار جنين
ووصف رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا ما شهدته جنين ومخيمها من عدوان عسكري واسع من قوات الاحتلال بـ "الإرهابي"، مشددا على أنَّ هذا العدوان فشل في تحقيق أهدافه بإنهاء المقاومة أو الحدّ منها، بل فاقم الأزمة الداخلية في الكيان.
وأشاد بصمود المقاومة في معركة "بأس جنين"، مشيرًا إلى أنَّ كمين جنين البطولي، الذي سبق عدوان الاحتلال على المدينة ومخيَّمها بنحو أسبوعين، وما أحدثه من إصابات محققة في صفوف الجيش وإعطاب لآلياته العسكريَّة المتوغلة؛ شكل تغيرا فارقًا في تطور المقاومة وأدائها ووسائلها بالضفَّة.
وقال إنَّ المقاومة خلال المعركة استطاعت أن تردع الاحتلال بقوة، وتجبره على الهروب من جنين ومخيمها، فضلًا عن أنَّها أفشلت كل أهدافه المُعلنة من وراء هذا العدوان الدمويّ.
تواطُؤ دولي
وانْتقد البروفيسور "حواش" تواطؤ المجتمع الدولي، ولا سيَّما الولايات المتحدة وبريطانيا في تأييد عدوان الاحتلال على جنين، والقول: "إن لـ (إسرائيل) الحق في الدفاع عن نفسها رغم أنها قوة قائمة بالاحتلال"، مشيرا إلى أن "سياسة ازْدواجية المعايير الدوليَّة شجَّع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة انتهاك واخْتراق القانون الدولي وحقوق الإنسان".
وتابع شاجبًا: "لم يتحرّك أحد من تلك الدول بشكل جديّ، بل لم نسمع حتَّى شجبًا منها على ما تعرَّض له شعبنا الفلسطيني في جنين ومخيّمها، وتهجير الآلاف منهم قسرًا إبَّان عدوان الاحتلال الأخير".
وفي السياق ذاته، انْتقد تقاعس السلطة الفلسطينية في حماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال وإرهابه في كل الأرض المحتلَّة، مضيفًا: "السلطة تقول عن نفسها إنَّها (دولة)، وبالتالي مهمَّة أي دولة حماية مواطنيها".
وأردف: "يجب على أجهزة أمن السلطة أن تُسخِّر نفسها لمهمَّة حماية شعبنا من جرائم قوات الاحتلال، وإرهاب المستوطنين الدمويّ"، معربًا عن أسفه لمواصلة السُّلطة الاعتقالات السياسية في الضفَّة المحتلَّة.
وأضاف رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا أنَّه يجب أن تعود السلطة وقيادتها الحالية إلى الشَّعب، وتكفّ عن كل الخطوات التي تخدم الاحتلال وتُحقِّق أهدافه.
كما عبَّر عن استنكاره للدور الرسمي العربي، وعلى رأسه الأنظمة التي اندفعت لتوقيع اتّفاقيات تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال.
وتساءل: "ما فائدة هذه الاتفاقيَّات حال انتهجت هذه الأنظمة أسلوبًا مشابها للغرب كالشجب والاستنكار فقط، دون تقديم حماية حقيقيَّة للشعب الفلسطيني".
ونوَّه إلى أنَّ "ذلك كلَّه يضع الفلسطيني أمام حقيقة واحدة، تتمثَّل بضرورة التمسك بالمقاومة بكل أشكالها والانطلاق نحوها باستراتيجيَّة موحَّدة بين القوى الوطنيَّة كافَّة وفي كل ساحات جغرافيا فلسطين المحتلة".
التعليقات : 0