الوصول للمستوطنات وأماكن التجمعات الاستيطانية ليس بالمسألة السهلة، ولا شك بأن هناك تعقيدات أمنية كبيرة تواجه المقاومين فى الوصول إلى تلك الأهداف الحساسة، وذلك بسبب الانتشار المكثف للجيش الإسرائيلي ووحداته الخاصة.
إضافة إلى التقنيات المتقدمة المتمثلة بالتكنولوجيا العسكرية وكاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان، والتى تراقب كل شيء على الأرض على مدار الساعة، إضافة إلى الحواجز الكبيرة التى تفصل الأحياء والمدن بعضها عن بعض، والطرق الالتفافية التي تؤدى للمستوطنات، إلا أن هذه الجهود الأمنية المستمرة تتحطم على صخرة إصرار المقاوم الفلسطيني؛ وهذا العمل الفدائي البطولي يؤكد على حالة التحدي الكبيرة في الوصول إلى الأهداف النوعية، وهنا تتجلى صورة المقاوم الفلسطيني العنيد.
وفي قراءة سريعة لعملية "تقوع" فإنه ما زال غياب المعلومة الأمنية المسبقة عن أية عملية فدائية يشكل حالة من الشلل فى كل جوانب ودوائر المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ويشكل حالة من الافتقار والعمى الأمني، الأمر الذى يصعب عليه معرفة ماهية وأين وكيف ومتى يكون العمل الفدائي القادم.
وإن استمرار العمليات التى تستهدف المناطق الاستيطانية يشكل حالة أمنية صعبة تعيق تنفيذ مشاريع البناء الاستيطاني.
ومن المثير معرفة أن 65% من تعداد الجيش النظامي الإسرائيلي المنتشر على امتداد الضفة الغربية لم يستطع توفير الأمن لا لنفسه ولا للمستوطنين، وبات هذا الأمر يشكل حالة من الاستنزاف البشري والعملياتي للجيش الإسرائيلي.
إن عملية "تقوع" تأتي في هذا الوقت لتؤكد من جديد بأن سياق المقاومة مستمر، وأن المقاومة باتت أمل الجمهور الفلسطيني بعدما أثبتت قدرتها على تحقيق إنجازات كبيرة فى فى معركة "بأس جنين" والعمليات التى رافقت هذا الانتصار في "كدوميم" ، و"تل أبيب"، وغيرها من العمليات البطولية، مما يثبت للجميع فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية وتفوق الإرادة الفلسطينية عليها.
عملية "تقوع" تؤكد من جديد بأن الحالة والتشكيلات العسكرية المقاومة التى هزمت الجيش الإسرائيلي فى مخيم جنين وعموم أنحاء الضفة ما زالت تشكل منعطفاً ودافعاً حقيقياً للعمل الفدائي بكافة أنواعه وأشكاله.
وعلى المدى القريب هناك تخوف استخباراتي إسرائيلي حقيقي من الجيل الشاب الذى يشكل ما يقارب 200 ألف فلسطيني فى الضفة؛ وذلك لاعتقادهم بأن هذا المخزون من الشباب سيُقبل على تنفيذ عمليات فدائية، وغالبية هؤلاء الشباب فى معظمهم خارج دائرة الحسابات الأمنية الإسرائيلية، بمعنى أنهم خارج شباك المراقبة والتوقع، وبالتالي فلا يتم الشك فى تحركاتهم او مراقبتهم، وهذا يساعدهم على الإقدام على تنفيذ عمليات عسكرية بكل أريحية.
التعليقات : 0