غزة/ ولاء جبريل:
أكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس محمد الشقاقي، أن الأسرى الفلسطينيين يعانون ظروفًا صعبة وقاسية للغاية، في ظل موجات الحر المتصاعدة التي تضرب المنطقة هذه الأيام، ما يجعل السجون أشبه بالأفران الحارة.
وقال الشقاقي لـ"الاستقلال"، إن الاحتلال يستغل فصل الصيف، كأداة ضغط وسلاح؛ لمعاقبة الأسرى داخل السجون والتنغيص عليهم، إذ يزيد من اجراءاته التعسفية والقمعية بحقهم، من خلال حرمانهم من الأجهزة الكهربائية وعدم توفير المياه الباردة سواء كان للاستحمام أو الشرب".
وأشار الشقاقي إلى، أن الأسرى يعانون من انتشار القوارض والحشرات، خاصة في السجون التي تقع في المناطق الجنوبية، كسجن "ايشيل" وسجن النقب، وأكثرها صعوبة ما يُعرف بسجن ومسلخ "الرملة"، وسجن "نفحة".
وذكر الشقاقي، أن من الأمور الصعبة على الأسرى داخل السجون في الصيف، ما يُعرف بسيارة (البوسطة)، المصنوعة من الصفيح والحديد السميك، ذات المقاعد الحديدية، التي يتم نقل الأسرى من خلالها إلى المحاكم، أو السجون الأخرى، أو نقل الأسرى المرضى إلى عيادة السجن".
ولفت إلى، أن رائحة الرطوبة القوية داخل البوسطة، تسبب للأسرى ضيقاً في التنفس، وتورثهم الأمراض التنفسية، لافتقارها إلى فتحات التهوية.
معاناة مضاعفة
وتحدث الشقاقي، عن معاناة الأسرى الجُدد، الذين يتم نقلهم إلى سجن عوفر، حيث يتعمد الاحتلال تركهم في (معبار السجن)، تلك المساحة الضيقة، التي لا تتسع سوى لـ10 أشخاص، إلا أنه يُضاعف العدد إلى 20 أسيراً، ويتركهم فترات طويلة فيه، كواحدة من أدوات التنكيل والقمع بحق الأسرى، في هذا الجو الحار.
وأشار إلى، أن الاحتلال يقوم بحرمان الأسرى الجُدد، من ملابسهم الداخلية، ويمنع دخولها ووصولها إليهم بأي شكلٍ كان، ما يجعلهم عُرضة للأمراض الجلدية، الأمر الذي يضطر فيه الأسرى القُدامى لتقديم غياراتهم الداخلية وملابسهم للأسرى الجُدد.
وأوضح الشقاقي، أنه رغم محاولة الأسرى الفلسطينيين التعايش مع هذه الموجات، الا أن ما يعايشونه هناك لا يُمكن للإنسان الطبيعي أن يحتمله، مهما استخدموا من أدوات بسيطة للتخفيف عليهم، حيث إن فتحات التهوية صغيرة جدًا، و لا تتجاوز الـ 30 سم، مؤكدًا أن كل هذه الاجراءات يتخذها الاحتلال لقتل الأسرى ببطء داخل ما يسمى بمقابر الأحياء.
وبين الشقاقي، أن الاحتلال يتسبب بإصابة الأسرى بالأمراض، جراء استخدامه للمبيدات الحشرية التي يقوم برشها في محيط السجون؛ لمنع وصول القوارض، إلا أنها تعتبر واحدة من الأدوات القمعية التي تسبب للأسرى الأمراض المزمنة.
وأضاف" أن، أكثر من يعاني من هذه الظاهرة، هم أصحاب الأمراض التنفسية والمزمنة، الذين لا يكون لديهم القدرة على تحمل الروائح الكريهة؛ مما يفاقم من وضعهم الصحي"، مبينا أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسط اكتظاظ السجون، تكون هناك فرصة لوصول الفيروسات المعدية بين صفوف الأسرى، والتي تساهم في انتشار الأمراض الجلدية بينهم.
مخالفة للمعايير الدولية
وأشار إلى أن، المساحات الخاصة بكل أسير داخل السجن، منافية لكل المعايير الإنسانية، والدولية التي وُضِعت للسجون، حيث يرفض الاحتلال تطبيق المعايير الدولية التي تم تحديدها وفقًا للقانون الدولي، والدولي الإنساني.
وذكر أن الاحتلال يسمح للأسرى استخدام بعض الأدوات الكهربائية كالبلاطة أو (الكُمكُم)، وبعض المراوح، ولكن سرعان ما يقوم الاحتلال بمصادرتها تحت أي ذريعة يقوم باختلاقها لمعاقبتهم وحرمانهم منها في كثير من الأحيان".
وطالب الشقاقي بضرورة التحرك على المستويات كافة من أجل الوقوف بجانب الأسرى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها داخل السجون، منبهاً إلى حالة التقاعس من قِبل المؤسسات الدولية، لاسيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي هي شاهدة على كل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى داخل السجون.
التعليقات : 0