بعثت برسالة تحدٍ قوية لكيان الاحتلال

وحدة "الساحات والجبهات".. "كلمة السرّ" بقمَّة المقاومة الثلاثيَّة في بيروت

وحدة
تقارير وحوارات

الاستقلال/ قاسم الأغا:

رأى محلِّلان سياسيَّان فلسطينيان أنَّ القمّة الثلاثية التي جمعت القائد زياد النّخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، بالسيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني في العاصمة بيروت؛ تحمل دلالات مهمَّة واستثنائيَّة، وتبعث رسالة قويَّة لكيان الاحتلال "الإسرائيلي" عنوانها أنَّ ساحات المقاومة في جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلة وجبهاتها بالخارج ستكون موحَّدة ومتكاملة أمام أي تصعيد أو عدوان يرتكبه الكيان المتأزّم داخليًّا.

 

واتَّفق المحلّلان في مقابلتَين منفصلتين مع صحيفة "الاستقلال أمس السبت، على أنَّ اللقاء الثلاثي لقادة المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان يعكس تنسيقًا عالي المستوى فيما بينها، خصوصًا في هذه المرحلة التي ترتفع فيها "نبرة" تهديد الاحتلال ووعيده للمقاومة؛ بفعل تنامي العمليات الفدائية بالضفة المحتلة، ما يراكم على الكيان تحدَّياته "الصعبة والمعقَّدة" من الجوانب كافَّة.

 

واستقبلَ السيِّد "نصر الله"، أمس، القائد "النَّخالة"، و"العاروري"، حيث استعرض ثلاثتهم آخر المستجدات ‏والتطورات في فلسطين المحتلة ولبنان، مؤكِّدين الموقف الثابت لكل قُوى محور المقاومة في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" وغطرسته.

 

وأجرى القادة الثلاثة بحسب بيان مشترك في ختام الاجتماع، "تقييمًا للوضع في الضفة الفلسطينية المحتلة وتصاعد عمليات المقاومة فيها، وكذلك التَّهديدات الصهيونية الأخيرة"، مشدِّدين على ضرورة "رفع مستوى التَّنسيق والتَّواصل اليومي والدائم بين حركات ‏المقاومة؛ لمتابعة كلّ المستجدات السياسية والأمنية ‏والعسكرية واتِّخاذ القرار المناسب".

لقاء بالغ الأهمية

الكاتب والمحلل في الشأن السياسي والعسكريّ أحمد عبد الرحمن من غزة، وصف لقاء قمَّة المقاومة الثلاثيَّة في ضاحية بيروت بأنَّه "بالغ الأهميَّة"، وتحديدًا من ناحية توقيتها، مشيرًا إلى أنّ اللقاء "سيشكّل كابحًا لمخطَّطات الاحتلال التي يتوعّد بها؛ ردًّا على عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة".

 

وقال عبد الرحمن في مقابلة مع "الاستقلال": "إن هذا اللقاء يضع الكيان الصهيوني أمام تحدٍّ صعب ومعقّد للغاية؛ لأنه من الواضح أنَّ هنالك تنسيق عالي المستوى بين أطراف محور المقاومة، سواء التي حضرت اللقاء، أو تلك التي تتابعه عن قرب، وتشارك في صياغة القرارات والتوجّهات بطريقة وبأخرى".

 

وأشار إلى أنَّ "كيان الاحتلال المتأزّم والمفكّك داخليًّا، والمهدَّد خارجيًّا على أكثر من مستوى سيواجه معركة متعدّدة الجبهات والسَّاحات؛ حال انزلاقه نحو التَّصعيد أو شنّ أيّ عدوان".

ترابط وتوافُق

من جهته، قال الكاتب والمحلل في الشَّأن السِّياسي ياسر الخواجا من غزة، إنَّ "الاجتماع الثُّلاثي، رفيع المستوى، الذي جمع بين القائد النَّخالة والسيّد نصر الله والقائد العاروري في بيروت يمثِّل عملية تقييم مُستفاضة للتطورات الميدانية والأمنية، والمشهد المتعلِّق بالكيان الصهيوني من النواحي كافَّة".

 

وأضاف الخواجا في مقابلة مع "الاستقلال": أن "الاجتماع بهذا المستوى والتَّوقيت؛ يدلِّل على حالة كبيرة من الجهوزية والاستعداد لدى محور المقاومة، وهو يتزامن مع سلسلة اللقاءات التي يجريها مسؤولي الكيان في وزارة الحرب والكابينيت".

 

وتابع: "كذلك تُظهر قمّة المقاومة الثلاثيَّة مستوى عالٍ من الحضور والتَّرابط والتَّوافق بين قادة المقاومة حول رؤية المواجهة"، لافتًا إلى أنَّ "الكيان ينظر إلى ذلك بحالة كبيرة من القلق والتوجس؛ الأمر الذي سيعقِّد من المشهد لديه، ويصعِّب عليه خياراته في المواجهة والرَّد، مقابل الجهوزية والاستعداد المبني على حالة الثِّقة العالية والتَّوازن الكبيرة لدى محور المقاومة".

 

وبالتركيز على الرسالة الأبرز للقاء الثلاثيّ؛ بيَّن الكاتب والمحلِّل المختصّ في الشأن السياسي أنَّها "الاستعداد والجهوزيَّة لخوض المواجهة حال اندلاعها والثِّقة الكبيرة بالانتصار على الكيان وإلحاق هزيمة فادحة به، انطلاقًا من قناعة تامّة بحالة العجز وتآكل الرّدع لدى العدوّ في ظلّ تسارع العمل المقاوم بالضفة، ونتيجة التفكك الداخلي والشامل بالكيان".

 

وسبقَ لقاء قمِّة المقاومة بين القائد زياد النَّخالة والسيد حسن نصر الله والشيخ صالح العاروري، لقاء جمع وزير الخارجية الإيرانيّ حسين أمير عبد اللَّهيان، بقيادتيّ حركتيّ "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، الخميس الماضي، في العاصمة اللبنانية.

 

ونقلت وسائل إعلام لبنانيَّة عن الوزير "عبد اللّهيان" تشديده لقيادتيّ الحركتين على موقف "الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة استمرار دعمها للمقاومة بقوة، ولا سيمَّا في الضفة المحتلَّة".

 

وتأتي تلك اللقاءات في وقتٍ تتصاعد فيه الانتفاضة المسلَّحة التي تشهدها الضفة الفلسطينية وأسفرت عن مقتل جنود ومستوطنين صهاينة، واتِّهام رئيس حكومة كيان الاحتلال "بنيامين نتنياهو" "الجهاد الإسلامي" و"حماس" ومن يدعمهما بالوقوف خلفها.

 

وقبل نحو أسبوع، خوَّل "كابينت" الاحتلال، "نتنياهو"، ووزير حربه "يوآف غالانت"، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و"مرسليهم"؛ ردًّا على تصاعد العمليَّات الفدائية بالضفَّة المحتلَّة، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار "ضوء أخضر"؛ للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة في فلسطين المحتلة والخارج.

 

يأتي ذلك بينما تتجهَّز فيه منظومة الكيان الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار "نوعيَّة وقاتلة" ضد أهداف لقُوَّات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق