"الجهاد الإسلامي تبذل جهودًا حثيثة لوقف إطلاق النَّار"

المدلَّل لـ"الاستقلال": كيان الاحتلال "المحرِّك الأساس" للأحداث الدَّامية بـ "عين الحلوة"

المدلَّل لـ
تقارير وحوارات

بيروت – غَزَّة/ قاسم الأغا:

أكَّدَ عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل، على ضرورة الإسراع في وقف الاشتباكات المسلَّحة والأحداث الدامية التي تجدَّدت في مخيم "عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنَّ حركته تبذل جهودًا حثيثة على المستويات كافَّة؛ للدَّفع نحو الالتزام الكامل باتِّفاق وقف إطلاق النَّار، وحقن دماء أبناء شعبنا وحماية أرواحهم وممتلكاتهم.

 

وقال المدلَّل في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، أمس الأحد، إنَّ إعادة المخيَّم لدوامة الاشتباكات المسلَّحة والأحداث الدَّامية؛ يهدف إلى تدمير القضية الفلسطينية، ولا سيَّما أنَّ المخيَّم يُعدُّ عاصمة الشَّتات الفلسطيني، بعد مخيَّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السوريَّة دمشق.

تصفية القضيَّة

وأضاف أنَّ إعادة نزيف الدِّماء إلى مخيَّم عين الحلوة يعني تنفيذ المخطَّطات الصهيونيَّة الرامية لتصفية قضية شعبنا الفلسطيني، عبر شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وإنهائها، مؤكِّدًا أن كيان الاحتلال الصهيونيّ ليس بعيدًا عمَّا يحدث بالمخيَّم، وهو المحرِّك الأساس لها. 

 

ومنذ الخميس الفائت، وبعد نحو شهر من توقيع اتِّفاق وقف إطلاق النَّار مطلع أغسطس/ آب الماضي، تتجددَّ الاشتباكات بمخيَّم "عين الحلوة" بين عناصر من حركة "فتح" ومجموعة تُطلق على نفسها اسم "الشَّباب المسلم"؛ ما أدَّى إلى سقوط قتلى وجرحى.

 

وأفادت وسائل إعلام لبنانيَّة أمس السبت بـ"سقوط قتيلين على الأقلّ وعشرات الجرحى؛ بعد تصاعد حدَّة الاشتباكات على جبهة حطِّين في المخيَّم"، مشيرة إلى "استخدام أسلحة رشَّاشة، وقذائف صاروخية، وأسلحة قنص خلال الاشتباكات".

 

وعلى إثر ذلك؛ نزحت مئات العوائل من "عين الحلوة" نحو المساجد والسَّاحات العامة ومبنى بلدية "صيدا"، إذ لم تتح لغالبيتهم حتَّى فرصة إحضار أوراقهم الثبوتية ومتعلِّقاتهم الشَّخصيَّة.

 

وهنا، أردف عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي أنَّ تلك الأحداث لا تصبّ إلَّا في مصلحة الكيان الصهيونيّ العدوّ المركزي لشعبنا الفلسطيني وقضيتَّه ومن معه من الأعداء، ولا يمكن أنْ تجلب لأيِّ طرف من الأطراف الفلسطينيَّة أيَّة انتصارات؛ لذا لا بدّ من وقف الاشتباكات فورًا وإعادة الاستقرار الأمني للمخيَّم ومحيطه اللبنانيّ، "وهذا ما يمليه منطق العقل والانتماء لقضيَّة فلسطين"، بحسب المدلَّل.  

 

وبالتركيز على دور "الجهاد الإسلامي" واتَّصالاتها وجهودها السِّياسيَّة لوقف نزيف الدِّماء في "عين الحلوة"، أشار إلى أنَّ "الحركة ومعها كل المخلصين، تعمل بجهد لا ينقطع؛ من أجل وقف هذا النَّزيف الذي يزيد من البؤس والمأساة والمعاناة التي يعيشها اللَّاجئون الفلسطينيون في الشَّتات".

 

وقال: "حركة الجهاد الإسلامي ومنذ اللَّحظات الأولى من عودة الأحداث والاشتباكات للمخيَّم؛ حضرت بكل ثقلها في الميدان وتواصل اللَّيل بالنَّهار؛ لجهة رأبْ الصَّدع بين طرفيّ الاقتتال، ولا يمكن أنْ نظلّ صامتين أمام هذا النَّزيف الفلسطيني، بل إنَّنا سنعمل لتضميده؛ كونه يلحق ضررًا فادحًا بقضيتنا وشعبنا". 

 

وفي وقتٍ سابق، عُقد اجتماع بمنزل أمين سرِّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العرادات؛ لمتابعة تطبيق قرارات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، "وعلى رأسها التزام تثبيت وقف إطلاق النَّار، وصولاً إلى آليَّة تسليم المطلوبين في قضية اغتيال قائد قُوَّات الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، وتمكين القوة المشتركة لجلبهم بصيغة تضمن عدم استمرار الإضرار بأمن وأمان المخيَّم والجوار وتحقيق بند إخلاء المسلَّحين من مدارس أونروا".

انتهاك صارخ

بدوره، قال منسِّق الأمم المتحدة للشُّؤون الإنسانيَّة في لبنان "عمران ريزا" إنَّ "استمرار الاشتباكات بمخيم عين الحلوة والاستيلاء على 8 مدارس تابعة لوكالة الأونروا؛ يمنع وصول ما يقرب من 6 آلاف طفل إلى مدارسهم مع بدء العام الدِّراسي".

 

وشدَّد "ريزا" في بيان صحفي، اطَّلعت عليه "الاستقلال" على أنَّ "استخدام المجموعات المسلَّحة للمدارس انْتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي"، مطالبًا المسلَّحين "بوقف القتال بالمخيَّم وإخلاء المدارس فورًا، وتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية لتوفير الحماية والمساعدة لكل الأسر المحتاجة في عين الحلوة".

 

ومخيَّم "عين الحلوة" الذي أسسته اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر إبَّان نكبة فلسطين منذ 1948، يُعدُّ من أكبر مخيَّمات اللَّاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ يضم نحو 70 ألف لاجئ فلسطيني، على مساحة لا تزيد عن كيلومتر مربع واحد.

 

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجَّلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني في 12 مخيَّمًا، و156 تجمعًا، منهم 200 ألف على الأقل يتلقون المساعدات التي تشمل المعونة الغذائيَّة والتَّعليم والرِّعاية الصحيَّة من الوكالة الأمميَّة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق