أهدافها انتقامية واستيطانية

"خطة الجنرالات"..تخبط "إسرائيلي" يصطدم بمقاومة وصمود فلسطيني

تقارير وحوارات

الاستقلال / معتز شاهين :

بات واضحاً من سلوك جيش الاحتلال الممارس على الأرض شمال قطاع غزة نيته تنفيذ ما يسمى "خطة الجنرالات" القاضية بتفريغ شمالي القطاع من سكانه وإجبارهم على النزوح جنوباً ومن ثم إعادة احتلال المنطقة الشمالية بما فيها مدينة غزة، على الرغم من نفيه تنفيذ الخطة.

 

وخلال الأيام الماضية، كثف جيش الاحتلال مجددا عملياته البرية والجوية في شمال غزة، حيث قامت قواته بتطويق مدينة جباليا وبعض المناطق المحيطة بها، مما أدى إلى تفاقم معاناة مئات آلاف من المدنيين العالقين هناك. حيث يواصل منذ 13 يومًا منع إدخال الطعام والماء والدواء.


وأصدرت "إسرائيل" أوامر إخلاء لنحو 400,000 من السكان المتبقين في شمال غزة، وطلبت منهم الذهاب إلى مناطق أبعد جنوبا مكتظة بالنازحين وما زالت تتعرض للقصف الإسرائيلي فيما خلفت الغارات الجوية عشرات الشهداء.

 

و"خطة الجنرالات" أعدها الرئيس السابق لما يسمى بـ "مجلس الأمن القومي الصهيوني"، "غيورا آيلاند"، ونال تأييد عشرات الضباط السابقين بجيش الاحتلال، وقُدم إلى رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، ووزارة جيش الحرب.

 

وقال إيلاند إن الخطة، التي قدمها للجنة الدفاع في الكنيست (البرلمان) الشهر الماضي، تهدف إلى زيادة الضغوط على المقاومة في غزة لإطلاق سراح 101 أسير إسرائيلي ما يزالون محتجزين في غزة. لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن هذه الخطة ستوقع المدنيين في مجاعة غير مسبوقة، وإن تنفيذ الخطة من شأنه أن ينتهك القانون الدولي.

 

واستبعد محللون في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، من نجاح الاحتلال في تنفيذ "خطة الجنرالات"، مستندين بذلك من الواقع الميداني وصمود المواطنين في شمال قطاع غزة، لكنهم حذروا من خطورة ما يجري في شمال قطاع غزة، واستمرار جرائم الإبادة "الإسرائيلية" والحصار الخانق.

 

فشل الخطة

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس أن "خطة الجنرالات" التي يسعى الاحتلال جاهداً إلى تنفيذها في شمال قطاع عزة تحمل أهدافاً انتقامية واستيطانية، وليس لها أية أهداف سياسية.

 

وقال أبو العدس لـ"الاستقلال"، امس الاربعاء، إن الاحتلال يسعى إلى إفراغ البيئة السكانية الداعمة للمقاومة في شمال قطاع غزة، لكون أن أي حركة مقاومة بحاجة إلى بيئة داعمة لها، وهذا هو هدفه من وراء "خطة الجنرالات".

 

وأضاف، أن الاحتلال يعمل على تطبيق خطته على مراحل واتخذ من مخيم "جباليا" نموذجاً لهذه الخطة، مشيراً إلى أنه إذا نجح بمسألة "جباليا" سيستمر لاحقا إلى بقية شمال قطاع غزة، وسيتعدى الامر إلى أن تصل لاحقا الضفة الغربية وبأشكال أخرى.

 

 واستبعد أبو العدس، نجاح الاحتلال في تنفيذ "خطة الجنرالات"، مستندا بذلك على الواقع الميداني وصمود المواطنين على البقاء في مخيم جباليا وإدراكهم لحقيقة الأمر بأن أي نزوح سيكون له تبعات أسوأ من الحالة التي هم فيها الآن، وأن الاحتلال سيتحكم بهم أكثر وأكثر من خلال المساعدات الإنسانية.

 

احتلال جديد

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، أن "خطة الجنرالات" محكومٌ عليها بالفشل وستتحطم كما تحطّمت كافة محاولات الاحتلال في تنفيذ أهداف حربه على غزة، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام.

 

أكد، عوض لـ "الاستقلال" أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه المعلنة من العدوان الواسع على غزة، لافتا إلى أن هذا ما دفعه للبحث عن إنجازات ميدانية (أُطلق عليها خطة الجنرالات) بحيث يتم تطويرها وتوسيعها لاحقًا بحسب الوضع الميداني والنجاحات على الأرض.

 

وقال "إن "خطة الجنرالات"، من شأنها اقامة منطقة عازلة لتأمين مستوطنات غلاف غزة، ومحاولة تطبيق فكرة هجرة الفلسطينيين، محذراً من أن نجاح الخطة سينعكس على جنوب وادي غزة.

 

وتابع: "إسرائيل ترغب في تأسيس احتلال جديد في قطاع غزة بطريقة مختلفة تتمثل باحتلال المكان ويبقى مدمراً لا يصلح للحياة، وفارغاً من السكان بهدف تحييد المنطقة لمدة طويلة من الزمن"، معتقداً أن ذلك يزيل أي تهديد قد يلحق بـ "إسرائيل".

 


وشدد عوض، أن صمود وثبات الفلسطينيين في شمال قطاع غزة لا يكفي لوحده، لإحباط محاولة تنفيذ "خطة الجنرالات"، الأمر الذي يتطلب تحريك الجماهير والنقابات في الدول العربية، لممارسة الضغط على أنظمتهم من أجل بذل جهود حقيقة لإرغام "إسرائيل" على وقف عدوانها في قتل وتهجير الفلسطينيين.

 

وحذر المحلل السياسي، من خطورة ما يجري في شمال قطاع غزة، واستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والحصار الخانق، على مخيم "جباليا" ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء، مشدداً على أن الحالة تتطلب تدخلا دوليا عاجلا لفك الحصار عن المخيم واداخل الغذاء والدواء.

التعليقات : 0

إضافة تعليق