بقلم  /السفير د. عبدالله الأشعل

لا شك أن إسرائيل بلغت حد التوحش والفحش السلوكى ولكن الواقع أن ضغط الأمور فى غزة وفى ربوع فلسطين هو الذى كشف زيفها فهذه من طبيعة اللصوص الذين أستولوا على أرض غيرهم ثم اخترعوا أكاذيب لتبرير وجودهم وللاسف الشديد فإن بعض العرب تساهل فى أبسط الحالات مع المشروع الصهيونى الذى يقضى بالانفراد بفلسطين ثم اتخاذها منطلقا للانقضاض على مصر وسوريا ولبنان والأردن ثم التطبيغ مع السعودية وأنا أحذر من هذه الخطوة لأن السعودية ليست كغيرها من الدول ففى المدينة تاريخ طويل لليهود الحقيقيين قبل أن يطردهم الرسول الكريم من المدينة بأمر إلهى ولذلك أحذر السعودية من التطبيع مع إسرائيل لانها ببساطة سوف تطالب بالتعويض عن أملاك اليهود فى المدينة وإذا فعلت السعودية ذلك فإن نهايتها مرهونة بهذا السلوك وقد حفظها الله بدعوة ابراهيم واغدق عليها من كل الثمرات فتنة واختبارا فأن لم تحترم ما جاء فى كتاب الله فالله سيرفع الغطاء عنهم ويعذبهم بيد إسرائيل .

بقى أن نورد الأسباب لتفسير توحش إسرائيل واستخفافها بكل القيم وقد سبق أن أوضحنا أن سكان إسرائيل صهاينة وليسو يهودا وحتى التوراة المحرفة لديهم تحترم النفس البشرية ولكن الاغيار يذهبون إلى الجحيم وأن هذه التوراه تكافئ من يقتل  الاغيار بالتوبة والمغفرة والأجر العظيم من الله الذين ذكر القرآن الكريم أنهم لهم أله خاص وانهم يفترون على الله بغير الحق وهم ينظرون .

وهناك خمسة أسباب لتوحش إسرائيل:

السبب الأول هو أن قواعد هذه العضابة تبرر لهم ابادة الفلسطينيين والعرب عموما فهم فى نظرهم حيوانات بشرية فهذا التوحش من طبيعة الصهيونية اللصوصية ولا علاقة لها باليهودية بأى معنى .

السبب الثانى هو تمسك الولايات المتحدة والغرب بإسرائيل ووكالتها عنهم فى استمرار اخضاع العرب لهم وهى مرحلة جديدة بعد زوال الاستعمار ولذلك يتسابق المرشحون الامريكيون على دعم إسرائيل ودعم جرائمها وتأملوا الشعارات الانتخابية التى يطلقها بايدن وترامب الذى اعتبر شعار حملته الانتخابية قمع حرية التعبير عندما يتعلق الامر بإسرائيل فالمسموح به  هو التعبير تضامنا مع جرائم  إسرائيل واستجاب الله لدعائي بنجاح ترامب حتى يقضى على الولايات المتحدة فى سنواته  الاولى فنشأة الولايات المتحدة كنشأة إسرائيل التى تريد أن تسير على خطى الامريكان فى ابادة سكان البلاد الاصليين ولكن ملحمة غزة كشفت المستور.

السبب الثالث هو أن البيئة العربية بيئة رخوة لينة لا تماثلها بيئة اخرى قابلة للاستعمار والتبعية منذ تخلى العرب عن الإسلام فتخلى الله عنهم .

السبب الرابع أن واشنطن خلقت مسافة بين مصالح الوطن ومصالح كرسى الحكم بحيث يتناقض الطرفان فى معظم القضايا وقد اقامت واشنطن علاقات مباشرة مع كل العواصم العربية  بحيث لم تترك شيئا للعمل العريى المشترك  تمهيدا للقضاء على العروبة والزمن العربى والتبشير بالزمن الصهيونى وتسيد الباطل على الحق وهو ما رسم صورته الرئيس بيريز فى كتابه الشرق الأوسط الجديد فهناك تناقض تاريخى واخلاقى بين الشرق الاوسط والعالم العربى فتريد واشنطن ان تزيل العالم العربى وتثبت الشرق الاوسط .

السبب الخامس هو وجود الثروات العربية تحت سيطرة امريكا بحيث ينفق العرب من اموالهم ما تسمح به امريكا فكأن مشكلة العرب هى الهيمنة الامريكية وهى مصدر قوة اسرائيل وقد راينا تطبيقا لذلك فى ملحمة غزة عندما افترق العرب على مستوى الحكام بينما الشعوب العربية كان قلبها على ضحايا الابادة فى فلسطين .

فإذا اردنا أن نوقف توحش إسرائيل قيجب أن تنعامل مع هذه الاسباب الخمسة ولن يكون ذلك ممكنا الا اذا انصلحت العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى المنطقة العربية فليس هناك سبب للتناحر التاريخى بين الحاكم والمحكوم الذى يدفع فاتورته هو الوطن نفسه فهم أجيال الشعب ولذلك لابد من أن يتصدى رجال هذا العصر لهذه المهمة ولو استغرقت  اجيالا كامله .