أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة واشنطن للسيطرة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في مناطق أخرى ردود فعل غاضبة ورافضة من مختلف الأوساط الفلسطينية والعربية.
وقال ترامب في تصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يعتزم تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" عبر خطة تنموية تهدف إلى توفير آلاف الوظائف والمساكن للمواطنين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستتولى "ملكية طويلة الأمد" في القطاع.

إلا أن هذا الإعلان قوبل برفض قاطع من حركة حماس، التي اعتبرت أن الهدف الحقيقي للاحتلال هو تهجير الفلسطينيين من غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال يكافأ على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بدلاً من محاسبته، ووصفت حماس التصريحات الأمريكية بالعنصرية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته حتى تحقيق حريته واستقلاله. كما شددت الحركة على أن إعادة إعمار غزة يجب أن يتم مع بقاء السكان الأصليين في أرضهم، وليس من خلال تهجيرهم كما يروج له اليمين الإسرائيلي.

رفضت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرة أن ذلك يعكس غطرسة أميركية وتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان لها إن ترامب يتوهم أن تهجير الشعب الفلسطيني سيكون سهلاً، مذكّرةً بأن 15 شهراً من القصف المدمر بثمانين ألف طن من السلاح الأمريكي لم تنجح في تهجير الفلسطينيين من غزة، متسائلةً إذا كان يعتقد أن بعض التصريحات العنصرية ستحقق ما فشل فيه العدوان العسكري.

وأكدت الحركة أن خيار المقاومة هو الخيار الثابت لشعب فلسطين، الذي يناضل من أجل حريته واستقلاله منذ أكثر من قرن. وأضافت الحركة أن تصريحات ترامب تؤكد استمرار الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى جاهداً لتنفيذ سياسات تهجير قسري بحق الشعب الفلسطيني.

وفي رد غير مباشر على تصريحات ترامب بشأن عدم مطالبة السعودية بإقامة دولة فلسطينية، شددت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها على أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، وأن المملكة ترفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الاستيطان وضم الأراضي.

من جانب آخر، عبر مسؤولون عرب عن صدمتهم من تصريحات ترامب، وقالا إنها كانت "قاسية وصعبة الفهم"، محذرين من أنها قد تعرض اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس للخطر.
وفي واشنطن، وصف السناتور الديمقراطي كريس ميرفي تصريحات ترامب بأنها "فقدت صوابها"، محذراً من أن غزو غزة سيؤدي إلى مذبحة للجنود الأميركيين وحرب طويلة الأمد في المنطقة. من جانبه، اعتبر عضو مجلس النواب جيك أوشينكلوس المقترح "متهوراً وغير معقول"، وأشار إلى أن مثل هذه التصريحات تخدم مصالح شخصية لترامب وصهره جاريد كوشنر.