تدمير الاحتلال الآليات الثقيلة.. يقطع حبل النجاة الوحيد للمصابين

تدمير الاحتلال الآليات الثقيلة.. يقطع حبل النجاة الوحيد للمصابين
القدس واللاجئين

غزة/سماح المبحوح:
يقف أبو شادي على أعتاب منزل ابنته المدمر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يراقب المتطوعين الذين يواصلون البحث عن جثمانها وأبنائها المفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر، وعيناه دامعتان، وقلبه يحترق على أمل أن يُعثروا على جثامينهم ليتمكن أخيرًا من مواراتهم الثرى.
وبعد يومين من البحث المضني بأدوات بسيطة، لم يحالف أبو شادي الحظ في العثور على جثمان ابنته وأحفاده، بسبب قلة الإمكانات.
وحاول أبو شادي استئجار جرافة صغيرة للمساعدة في إزالة الركام، وانتشال جثامينهم، لكن حجم الدمار كان أكبر من أن تتمكن من التعامل معه، وكل ساعة تقضيها في إزالة الركام تحتاج نحو ألف شيقل، وهو مبلغ كبير جدًا يفوق قدرته المالية.
وأوضح أن جهاز الدفاع المدني حاول بعد قصف المنزل قبل عدة أيام، من إزالة الركام وانتشال عدد من الشهداء، مستعينا في تلك المهام بمعدات البلدية، لكنه اضطر للتوقف بسبب الضغط الهائل على طواقمه وقلة إمكاناته، وما زاد "الطين بلة" قصف الاحتلال لها.
وباتت مهمة إنقاذ أرواح من يعلق بين الركام شبه مستحيلة، بعد تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي للمعدات الثقيلة التي تساهم في إزالة أطنان من الإسمنت عن أجسادهم التي تمزقت وأطرافهم التي بترت مع كل دقيقة تمر دون اخراجهم من تحتها.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، مقر بلدية جباليا النزلة بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث كانت تتواجد بداخله عددًا من المعدات الثقيلة ، حيث أُحرقت بالكامل بعدما اندلعت فيها النيران جراء الاستهداف.
بالتزامن مع ذلك قصفت طائرات الاحتلال أيضا عددا من المعدات الثقيلة
وتمنع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دخول الآليات والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، باستثناء الآليات التي جرى إدخالها عبر اللجنة القطرية المصرية، وذلك رغم المناشدات المتعددة التي أطلقتها منظمات حقوقية وحكومية من أجل انتشال جثث الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة.

مهمة شبه متوقفة
سعدي دبور مدير العلاقات العامة في بلدية جباليا شمال القطاع، أكد صعوبة قيام جهاز الدفاع المدني بمهمات إنقاظ الجرحى وانتشال الشهداء من تحت أنقاض المباني المدمرة، بعد تدمير طائرات الاحتلال المعدات الثقيلة الخاصة بالبلدية.
وقال دبور لـ "الاستقلال" إن جهاز الدفاع المدني كان يستعين بالمعدات الثقيلة الخاصة بالبلدية؛ لإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المباني المدمرة بعد قصفها بطائرات الاحتلال".
وأضاف:" مهمة إنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء بالمعدات الثقيلة باتت مهمة شبه متوقفة، بعد تدمير واحراق عدد كبير منها، حيث أصبحت المهمة تعتمد على الأدوات البسيطة اليدوية".
وحذر من وقوع مكاره بيئية وصحية بسبب تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي 9معدات ثقيلة من نوع caterpillar
وهي كاسحة لمياه الصرف الصحي وصهريج نقل مياه، ومركبات جمع وترحيل النفايات وأخرى خاصة بإزالة الركام وفتح الطرقات، وخدمات الإنقاض والطوارئ.

وأوضح أن 70-90% من خدمات البلدية توقفت عن العمل نتيجة الاستهداف المتعمد والمباشر للمعدات التي كانت تساهم في التخفيف من المكاره البيئية والصحية التي ستلحق بالمواطنين شمال القطاع.
وأشار إلى أن البلدية باتت في الوقت الراهن تعتمد على الموارد البشرية وبعض الأدوات البسيطة التي يمتلكها عمال النظافة، كعربات الكارو التي يجرها حيوان في جمع وترحل النفايات، وأدوات تسليك بالوعات الصرف الصحي.
وناشد مدير العلاقات العامة المؤسسات الدولية داخل وخارج قطاع غزة لإمدادهم بالمعدات اللازمة بعملهم، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
تستخدم في المهام الإنسانية
واستنكرت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة بشدة تدمير قوات الاحتلال لـ(9كباشات) باستهدافها داخل مقر بلدية جباليا النزلة شمال القطاع.
وأوضحت المديرية في بيان صدر عنها أول أمس، أنها استخدمت الكباشات بالتعاون مع البلديات في المهمات الإنسانية لإزالة الركام وانتشال الشهداء.
ونقل البيان عن مدير الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير قوله إن " الكباشات التسعة تم إدخالها عبر اللجنة القطرية المصرية على دفعتين خلال فترة وقف إطلاق النار الأخيرة في شهر يناير الماضي".
يذكر أنه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة خاصة حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42يوماً، لكن الاحتلال عرقل استمرارها ويعرقل الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية.
وأشار إلى أن الآليات ضمت 5 كباشات
CAT 950B
CAT 950Eو3 كباشات
وكباشًا واحدًا

CAT 972
وأكد المغير أن طواقم الدفاع المدني استخدمت تلك الآليات في انتشال جثامين ورفات الشهداء من الشوارع وتحت الأنقاض، وفي عمليات فتح الطرق لتحسين سرعة الاستجابة خاصة بمحافظتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وتابع "الآليات المستهدفة استفادت منها بلدية محافظة الشمال في تسوية الأراضي لإنشاء مخيمات إيواء النازحين، وفي عمليات نقل جثامين الشهداء من المقابر الجماعية في محيط مستشفى كمال عدوان".
ولفت المغير إلى أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهذه الكباشات مخالفة صريحة للملحق الإضافي لعام 1977، الخاص بأجهزة التدخل الإنساني الخاص بحماية معدات ومركبات الدفاع المدني.

توقف جهود الإنقاذ
بدورها، أكَّدَت الأمم المتحدة تضاؤل آمال عائلات قطاع غزة في العثور على أحبائها المدفونين تحت أنقاض المنازل المدمَّرة، نتيجة تدمير الغارات الجوية الإسرائيلية المعدات الثقيلة الرئيسة؛ ما أدّى إلى توقف جهود الإنقاذ والانتشال، مما زاد صعوبة الوصول إلى ما يقدّر بنحو 11 ألف جثة لا تزال عالقةً تحت الأنقاض.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان ؛ في مؤتمر صحفي، أن الغارات الإسرائيلية تسبّبت في وقف جميع عمليات إزالة النفايات الصلبة الأنقاض، بعد تدميرها الجرّافات والمعدات الثقيلة .

التعليقات : 0

إضافة تعليق