نيويورك تايمز: تحوّل مواقف الدول الكبرى يكشف تزايد عزلة إسرائيل في ملف غزة

نيويورك تايمز: تحوّل مواقف الدول الكبرى يكشف تزايد عزلة إسرائيل في ملف غزة
فلسطينيات

القدس/ الاستقلال

أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن "إسرائيل" تلقت خلال أكثر من 18 شهرًا من الحرب في قطاع غزة انتقادات شديدة من قادة أجانب ومنظمات إغاثة، لكنها نادرًا ما واجهت إدانة علنية مستمرة أو عواقب ملموسة من حلفائها المقربين.

وفي تقرير لباتريك كينغسلي، رئيس مكتب الصحيفة في القدس، ذكرت الصحيفة أن شركاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أصبحوا في الأسابيع الأخيرة أكثر استعدادًا لممارسة ضغوط علنية عليها، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد إلى تهدئة الحرب.

وقال ترامب للصحفيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة: "إسرائيل، تحدثنا معهم، ونريد أن نرى هل بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن". ويأتي هذا التعليق متناقضًا مع الموقف العلني الذي اتخذه عند توليه منصبه، حيث ألقى باللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدلاً من إسرائيل في استمرار الحرب، وأظهر وحدته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء تعليق ترامب قبل ساعات من تعبير الحكومة الألمانية، الداعمة عادة لإسرائيل، عن انتقادها الشديد للهجمات الإسرائيلية الموسعة على غزة، حيث قال المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس: "ما الذي يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الآن؟ بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين".

ويأتي هذا التحول بعد تدخل مماثل من الحكومة الإيطالية اليمينية، حليف آخر لإسرائيل، التي تجنبت سابقًا توجيه إدانة شديدة لها، حيث قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني: "يجب على نتنياهو وقف الغارات على غزة. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين".

وكانت دول بريطانيا وكندا وفرنسا قد بادرت بجهود منسقة انتقدت خلالها قرار إسرائيل توسيع عملياتها في غزة، وأوضحت في بيان مشترك أن هذا التوسع "غير متناسب على الإطلاق"، محذرة من عواقب وخيمة إذا لم تغير إسرائيل مسارها.

وقد علقت بريطانيا مفاوضاتها التجارية مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على المتطرفين الإسرائيليين الذين يقودون جهودًا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة، بينما تسعى فرنسا لتنظيم مؤتمر في يونيو المقبل بالشراكة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة إقامة دولة فلسطينية.

ومع ذلك، تواصل هذه الدول دعم إسرائيل بطرق عملية عدة، بحسب الصحيفة، من خلال شراكات عسكرية واقتصادية واستخباراتية، إذ تزود الولايات المتحدة إسرائيل بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تسهم في استمرار العمليات في غزة، كما ساعدت بريطانيا وفرنسا في حمايتها من الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومن المرجح أن تفعلا ذلك مجددًا.

غير أن التحول في نبرة هذه الدول ورسائلها، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يشير إلى أن أقوى شركاء إسرائيل بدأوا يفقدون صبرهم تجاه نتنياهو، الذي لم يظهر حتى الآن أي تغيير في مواقفه، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده ستتخذ "إجراءات أحادية الجانب" إذا اتخذت دول أخرى خطوات ضده.

ومع إصرار نتنياهو على موقفه واتّهامه لبريطانيا وكندا وفرنسا بتشجيع حماس، اعتبر بعض المراقبين داخل إسرائيل أن هذه الخطوات تدفع البلاد نحو العزلة الدبلوماسية، وكتب إيتامار آيخنر، المراسل الدبلوماسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن إسرائيل وصلت إلى أدنى مستوياتها الدبلوماسية بعد 593 يومًا من الحرب، وتحولت إلى دولة منبوذة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق