الأخرس لـ "الاستقلال": على الاحتلال أن يتجهزَّ لطوفان من ردود المقاومة حال استمر تصعيده في الأقصى

الأخرس لـ
تقارير وحوارات

الاستقلال / قاسم الأغا:

أكَّد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ماهر الأخرس، أنَّ على الاحتلال "الإسرائيلي" وقُطعان مستوطنيه المتطرّفين التجّهز لطوفان من الرُّدود الموجعة، حال استمرت اعتداءاتهم الخطيرة على المسجد الأقصى المبارك، وشعبنا الفلسطيني في كل جغرافيا فلسطين التاريخيَّة المحتلَّة.

 

وقال القيادي الأخرس في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، يوم الإثنين، إنَّ حرب الإبادة الشاملة التي يتعرَّض لها شعبنا ومقدساته وأرضه التي يسعى الاحتلال استكمال اغتصابها وتهويدها؛ تدفع نحو الانفجار الميداني الشامل في كل الأرض المحتلَّة.

 

وأضاف: "كيان الاحتلال وحكومته الصهيونية الأكثر فاشيةً وعدوانية وتطرّفًا تدفع بالأوضاع نحو التصعيد غير المسبوق"، محملًّا الكيان عواقب تجاوزه الخطير للخطوط الحمر، خصوصًا مواصلة المساس بالمسجد الأقصى، في محاولة يائسة لتهويده وفرض واقع جديد فيه.

 

وتابع: "المقاومة الفلسطينية في كل مكان لن تتراجع، وستظلّ توجه الضربات المؤلمة والقاتلة للاحتلال ومستوطنيه"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى "تطوّر كبير في العمليات الفدائية التي تنفذها كتائب المقاومة وأبطالها، بالضفة الفلسطينيَّة المحتلة".

 

ولفت القيادي بالجهاد الإسلامي إلى أنَّه رغم القبضة الأمنية والملاحقة "المزدوجة" للمقاومين بالضفة المحتلَّة من قوات الاحتلال والمتعاونين معهم؛ إلَّا أنَّ المقاومين لم يضعفوا أو يستكينوا أو يتراجعوا عن توسيع دائرة المشاغلة والاشتباك مع الاحتلال.   

     

وجدَّد التأكيد على أنَّ تصعيد الاحتلال من اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء الوحشي على المصلين والمرابطين والمعتكفين فيه يضع المنطقة بأكملها على حافَّة الانفجار.

 

وأضاف: "على العدوّ الصهيوني وسوائب مستوطنيه الكفّ عن سياساتهم العدوانية؛ إذ دون ذلك ستشهد الأرض الفلسطينية المحتلّة والمنطقة ردود فعل أقوى مما يتخيّل ويتوَّقع هذا العدوّ المجرم".  

 

وأمام رفع الاحتلال سقف تهديداته للمقاومة على خلفية تصاعد العمليات الفدائية بالضفَّة المحتلة؛ نبَّه إلى أنَّ هذه "التهديدات لا تخشاها المقاومة؛ لكن يجب أخذها على محمل الجدّ".

 

وأشار إلى أنَّ على "المقاومة ألَّا تأمن غدر الاحتلال، الذي لا يوفر فرصة لإيذاء شعبنا ومقاوميه، والإفساد في كل مكان".

 

في المقابل، أكَّد القيادي "الأخرس" أنَّ الاحتلال وساحته الداخلية تشهد تآكلًا خصوصًا في قوّة الرَّدع، لذلك ستكون لديه الخشية من التفكير أو الانزلاق لأيَّة حروب، لا سيَّما بعد رسائل النَّار وردود المقاومة المنطلقة مؤخَّرًا من غزة ولبنان وسوريا".

 

وشدَّد على أنَّ المقاومة وعلى رأسها "الجهاد الإسلامي" لن تصمت أمام جرائم الاحتلال الدمويَّة ضد شعبنا في مختلف الساحات وحربه الاستيطانية والتهويديَّة المستعرة على المسجد الأقصى والقدس وكل الأرض المحتلَّة، والأسرى داخل السجون".

 

ولم يستبعد انخراط قوى المقاومة في المنطقة ضمن معادلة "توحيد الساحات والجبهات"، حال زاد التغوّل الصهيوني على المسجد الأقصى والدم الفلسطيني.

 

وصباح اليوم، اقتحم مئات المستوطنين المُجرمين المسجد الأقصى المبارك، من "باب المغاربة"، بحراسة مشدَّدة من قوَّات الاحتلال، في خامس أيام ما يسمى "عيد الفصح اليهودي".

 

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أنَّ "1407 مستوطنين، اقتحموا المسجد المبارك، على شكل مجموعات، ونفَّذوا جولات تدنيسيَّة في باحاته، وأدَّوا (طقوسًا تلمودية) في المنطقة الشرقية منه، بحماية قُوَّات الاحتلال".

 

وأوضحت "أوقاف القدس" في بيان، وصل "الاستقلال"، أنَّ عناصر قوات الاحتلال شدَّدوا إجراءاتهم التضييقيَّة على أبواب المسجد الأقصى، ومنعوا الشُّبَّان من الدخول لأداء صلاة الفجر، كما اعتلى العناصر سطح مصلى النساء بالمسجد".

 

وأشار البيان إلى، أنَّ "قوَّات الاحتلال وتزامنًا مع اقتحامات المستوطنين أخرجت عددًا من الشُّبَّان وفتاة من باحات المسجد المبارك، من بينهم أحد سدنة الأقصى أثناء عمله في تنظيف الساحات".

 

في المقابل، واجه المرابطون والمعتكفون بالصلوات والتكبير والهتافات اقتحامات المستوطنين، الذين أدُّوا ما يعرف بـ "السجود الملحمي" و"طقوسًا تلموديَّة" عند بابيّ "السلسلة" و"الملك فيصل".

 

يأتي ذلك في وقتٍ تتواصل فيه الدعوات الفلسطينية للحشد والرِّباط في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه؛ للتصدي لاقتحامات المستوطنين وإفشال مخططات الاحتلال التهويديَّة، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة عليه، وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.  

 

ومنذ الأيام القليلة الماضية، يتعرَّض المسجد الأقصى لاعتداءات أكثر حشية من قوات الاحتلال التي اقتحمته واستهدفت المصلِّين والمعتكفين داخل المصلي القبلي جلّهم من النساء، ضربًا بالهراوات وإطلاق الأعيرة المطاطيَّة والقنابل الصوتية والغاز؛ ما أدى لوقوع مئات الإصابات، واعتقال نحو 500 منهم، وإلحاق أضرار ماديَّة فادحة في المصلى وعيادة الأقصى.

التعليقات : 0

إضافة تعليق