معلم ديني يتحدى أطماع الاحتلال

الاعتداء على "باب الرحمة".. "جس نبض" تمهيداً لتحويله بوابة لـ"الهيكل المزعوم"

 الاعتداء على
تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح:


عاد مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك إلى واجهة الأحداث من جديد، بعد إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلي على اقتحامه وتخريب محتوياته خلال أيام عيد الفطر وبعدها، بهدف فرض التقسيم المكاني بالأقصى عبر اقتطاع المصلى ومحيطه في الجهة الشرقية للمسجد، ومحاولتها لفصل باب الرحمة عن سائر المسجد.


وجدد جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، اقتحام مصلّى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، وصادروا هويات الموجودين فيه.


وكان أفراد من شرطة الاحتلال اعتدَوا أول أمس الإثنين، على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، وقطعوا أسلاك الكهرباء عنه للمرة الثانية، ومنعوا حراس الأقصى من الدخول إليه، وذلك بعد اقتحامه السبت الماضي في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، حيث خلعوا تمديدات الكهرباء والإضاءة والسماعات الموجودة فيه وتحطيمها.


يشار إلى أن شرطة الاحتلال في عام 2003، أغلقت مبنى باب الرحمة، حيث كان مقرًا للجنة التراث الإسلامي، واعتبرته سلطات الاحتلال أنه يستخدم لنشاطات سياسية، وفي عام 2017، أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا قضائيًا يقضي بإغلاق المبنى إلى إشعار آخر، بموجب "قانون مكافحة الإرهاب".


وفي يوليو(تموز) عام 2018 وضعت سلطات الاحتلال نقطة حراسة للشرطة أعلى المصلى، ثم وضعت قفلا على باب الرحمة بتاريخ 17 فبراير(شباط) من عام 2019، وهو الإجراء الذي فجّر الهبّة الشعبية التي عرفت بهبة باب الرحمة، التي انتهت بإعادة فتح المبنى أمام المصلين بعد إغلاقه 16 عاماً، باعتباره جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى.


وتوسطت الهبة زمنيا مع هبّة البوابات الإلكترونية "باب الأسباط" عام 2017، وهبّة 28 رمضان عام 2021 التي أفشلت اقتحام المستوطنين للمسجد.


محاولات "إسرائيلية" حثيثة
نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، ناجح بكيرات، حذر من محاولات إسرائيلية حثيثة لتغيير الواقع التاريخي والديني لمصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى.


وقال بكيرات لـ "الاستقلال" إن:" الاحتلال الإسرائيلي يصر على التقسيم المكاني لمصلى باب الرحمة، انطلاقا من الساحة الشرقية التي يقع فيها المصلى عبر تهميشها بدءا من عام 2000 بمراكمة الردم فيها، مرورا بإغلاقه بقرار قضائي بداية عام 2003، ثم التركيز عليه خلال اقتحامات المتطرفين ومنع المصلين من دخوله".


وأكد أن الاحتلال يسعى من خلال استهداف مصلى باب الرحمة، إلى الغاء الوجود الإسلامي والمقدسي بداخله، لإتاحة المجال أمام المستوطنين المتطرفين لاقتحامه، كذلك إعادة اغلاقه تدريجيا، ومحاولة فرض سيادته الإدارية عليه عدا عن الأمنية، حيث التدخل في شؤون ووظيفة الأوقاف، لكون هذا المكان يخضع لإدارتها، ولا يحق له الدخول إليه والى غيره من المصليات.


وأشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي والجمعيات الاستيطانية، يحاولان جعل مصلى باب الرحمة موطئ قدم للرواية اليهودية التي تدعي أنه أحد أبواب هيكلهم المزعوم.


ولفت إلى أن سيطرة الاحتلال على باب الرحمة يعني وضع قدم له داخل الأقصى، بما يُمهد للسيطرة على ساحاته، ومن ثم المصلى القبلي، وغيره من المصليات.


ووفقًا لبكيرات، فإن ما جرى على مدى الأيام الأخيرة من اقتحام للمصلى وأعمال تخريب واعتداء على محتوياته، بمثابة جس نبض لإعادة إغلاقه مجددًا، مستدركا:" لكن من المستحيل تحقيق ذلك، لأن الفلسطينيين والمقدسيين على أهبة الاستعداد للتصدي لهذا المخطط".
ودعا المقدسيين وكل من يستطيع الوصول للأقصى إلى الاعتكاف وتكثيف الرباط والتواجد في مصلى باب الرحمة، لإفشال مخططات الاحتلال ومساعيه لإنهاء الوجود المقدسي داخل الأقصى.


رأس الحربة
بدروه، أكد عضو لجنة حماة الأقصى صالح شويكي أن مصلى باب الرحمة جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغ 144 دونمًا، مشددا على أنه سيبقى مسجدًا إسلاميًا خالصًا لا يقبل القسمة ولا الشراكة وأنه ملك للمسلمين جميعًا. وشدد على أن أبناء الشعب الفلسطيني بفئاته كافة خاصة والأمتين الإسلامية والعربية عامة، هم "رأس الحربة"، حيث تقع عليهم مسؤولية حماية والدفاع عن المسجد الأقصى ومصلياته.


وأشار إلى أن جميع الإجراءات التي يتخذها أبناء الشعب الفلسطيني لحماية مسجدهم الأقصى ومصلياته، تأتي لإفشال ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعي شرم الشيخ والعقبة بين الأنظمة العربية والاحتلال الإسرائيلي.


وأكد أن الاحتلال يسعى لإنشاء مسار تلمودي، بتحويل مصلى باب الرحمة لكنيس يهودي، وإنشاء قطار هوائي عليه وعلى مقبرة باب الرحمة التي تقع بالقرب من باب الأسباط.


ولفت النظر إلى الدعوات التي انطلقت لأداء صلاتي المغرب والعشاء أول أمس الاثنين في مصلى باب الرحمة، هي جزء من الإجراءات والمخططات التي جاءت من أجل الدفاع عن المصلى وحمايته من مخططات الاحتلال والمستوطنين، مجددا الدعوات لمن يستطيع الوصول للأقصى والصلاة بمصلى باب الرحمة.


جزء من الأقصى
فيما، أكد مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس أن الانتهاكات والتصرفات العدوانية الصارخة التي تقوم بها شرطة الاحتلال بحق المسجد الاقصى المبارك وفي مصلى باب الرحمة على وجه الخصوص لها أهداف مبيته لن تتحقق بإذن الله تعالى.


وشدد المجلس في بيان، أن مصلى باب الرحمة هو جزء اصيل من المسجد الاقصى المبارك بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونماً، وسيبقى مسجدا اسلاميا خالصا بإذن الله تعالى لا يقبل القسمة ولا الشراكة وهو ملك للمسلمين جميعا.


ورفض المجلس التدخلات السافرة المستمرة من قبل شرطة الاحتلال وعرقلتها لأعمال اعمار المسجد الاقصى المبارك، وتخريبها المتعمد لما تقوم به دائرة الاوقاف الاسلامية من اعمال صيانة وترميم للمسجد الاقصى المبارك.

التعليقات : 0

إضافة تعليق