صحيفة "إسرائيلية": “دولة غزة”.. تجفيف البحر لإقامة نموذج دبي

صحيفة
أقلام وآراء

بقلم/سمير احمد

تناول الكاتب والمحلل السياسي الصهيوني، في صحيفة يديعوت أحرونوت، إيتان بن إلياهو، الأزمة الدائمة مع قطاع غزة، ويعتبر في مقال نشره يوم الخميس 1/6/2023، انه "لا يوجد حل للمواجهة بين "إسرائيل" والفلسطينيين. واستمرار هذا الوضع الذي أدى إلى إحساس بأنه “لا يوجد حل”، هو نوع من انعدام الوسيلة السياسية".

 

وأشار الكاتب إلى أنه "حين لا يوجد حل متفق عليه، يبقى الطريق هو – بصبر عظيم – إنعاش تشكل واقع يؤدي إلى حل. والمتاهة التي علقت فيها "إسرائيل" في غزة قد تنطوي على مسار محتمل واقع - دولة غزة-."

 

واضاف بن إلياهو، أن درس الحملات التي فرضت علينا مراراً حيال قطاع غزة تعلمنا:

 

  1. سلوك السكان في "إسرائيل" مع القبة الحديدية والتفوق التام الذي لسلاح الجو في هذه الساحة يضمن تفوقاً في كل جولة.
  2. تصبح حماس أكثر حذراً، وعندما تضطر إلى التصدي لتمرد منظمات لا تخضع لإمرتها فإنها تقبل كحاكم لقطاع في نهاية الأمر. وثمة دليل واضح على ذلك كان في حملة “درع ورمح” (ثأر الأحرار/ وفق تسمية الجهاد الإسلامي) التي امتنعت فيها حماس عن المشاركة في القتال.
  3. ضغط السكان في غزة لعيش حياة طبيعية يتزايد، وبدأوا يعانون من شدة قوة الجيش "الإسرائيلي" ويلقون بالمسؤولية على حكم حماس.
  4. كلما مر الوقت يرى سكان غزة أنفسهم وكأنهم يعيشون في دولة، هكذا أيضاً قيادة حماس وكل اللاعبين السياسيين في المنطقة. 5. لا أحد يقترح أن تعود "إسرائيل" لتحكم القطاع.

التاريخ والدروس يبينان أن ليس هناك سوى خطوة واحدة فقط بين الوضع الحالي في القطاع وبين غزة كدولة.

 

مساحة القطاع 362 كيلومتراً مربعاً فقط، ويسكن فيه مليونا نسمة. معدل الولادة عال على نحو خاص. صحيح، أنه من الصعب ومن غير الواقعي إقامة دولة مزدهرة في ظروف اكتظاظ كهذه، لكن ثمة معطيات تعزز إمكانية إقامة دولة في غزة؛ فالقطاع مفتوح على البحر، ويمكن زيادة مساحته بتجفيف أراضٍ من البحر أمام الشاطئ، ويمكن أن يقام على مناطق يابسة في البحر مطار لا تعرقل الحركة منه وإليه مسارات الطيران من وإلى "إسرائيل". وسيكون ميناء تجاري يقام على شواطئ القطاع يخدم حركة بضائع إلى سيناء وباتجاه البحر الأحمر.

 

لكن لا تكفي الظروف الجغرافية من أجل تسريع المسيرة إلى دولة في قطاع غزة، إذ من الضروري أن تكون هناك دافعية سياسية. من هذه الناحية، مصر لاعب مركزي، والمواجهات بين "إسرائيل" وحماس تعرض مصر للمخاطر. وعليه، ستعمل مصر على زيادة مساحة القطاع على حساب أراضي سيناء، بتوسيع قد يصل حتى أطراف مدينة العريش، وذلك إن توفر الهدوء بالطبع.

 

يمكننا الابتعاد برؤيا دولة غزة: بين العريش وبورسعيد يوجد قاطع شاطئ ساحر – بحر البردويل – يمكنه أن يشكل بنية تحتية مثالية لإقامة مشروع عالمي لمركز مالي، وتجارة حرة، وترفيه وغيره، مثل دبي أو مكاو. مركز كهذا فضله في الموقع على شاطئ البحر المتوسط وهو مجاور وقريب جداً من العالم الغربي، سيخلق مئات آلاف فرص العمل، ومصدر رزق لمصر وللغزيين، ومصدر دخل للحكومة المصرية.

 

مشروع ضخم بمثل هذا الحجم لن يقوم إلا بمساعدة حكومات تثور فيها رغبة ورؤية لمستقبل اقتصادي وسياسي أفضل في الشرق الأوسط، وكذا بمساعدة مال عالمي تكون دوافعه تجارية ولعلها خيرية أيضاً.

 

هذه رؤية بعيدة مشكوك في تحققها، ولكن تفوقها في أنها تخلق واقعاً دون حاجة إلى اتفاق، وتنطوي على شعاع قد يوقظ المنطقة إلى أفكار جديدة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق