رأي الاستقلال (العدد 2837)

صمود الضفة في مواجهة جبروت الاحتلال

صمود الضفة في مواجهة جبروت الاحتلال
رأي الاستقلال

بقلم رئيس التحرير / خالد صادق

نفذ المقاومون الفلسطينيون والشباب الثائر في الضفة الغربية المحتلة، 20 عملاً مقاوماً، خلال الـ24 ساعة الماضية، ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” 20 عملًا مقاوماً بالضفة، أبرزها 9 عمليات إطلاق نار، وإلقاء عبوات ناسفة، أدّت لإصابات في صفوف الاحتلال ومستوطنيه. وأصيب 5 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب حاجز الريحان قرب جنين، فيما أطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال خلال اقتحام جنين، وألقوا عبوات ناسفة وأطلقوا النار على قوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة يعبد في جنين. واشتبك المقاومون مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة في نابلس، كما استهدف المقاومون قوات الاحتلال في شارع القدس وحي المخفية وعبر حاجز بيت فوريك، وأصيب جندي "إسرائيلي" في حارة الحشاشين بنابلس. وأطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال في معسكر تياسير في طوباس، هذا الفعل الفلسطيني المقاوم يأتي لافشال مخطط صهيوني معلن بتقسيم الضفة، ففي خطوة تمهد لإسدال الستار على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات إقليم متصل، سيشرع الاحتلال الصهيوني في خطوات أولية تهدف إلى تدشين مشروع استيطاني يفصل شمالي الضفة الغربية عن جنوبيها. وذكر موقع "والا" العبري أنّ الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال قررت عقد اجتماع لمناقشة تدشين مشروع "E1"، الذي يربط مدينة القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم" التي تقع شمال شرق المدينة وتعد المستوطنة الأكبر في الضفة. وأضاف الموقع أنّ إنجاز هذا المشروع الاستيطاني يعني تقسيم الضفة الغربية إلى منطقتين منفصلتين، ما يعني أنه لن يكون بالإمكان تدشين دولة فلسطينية ذات إقليم متصل في أي تسوية سياسية للصراع، وبما ان "إسرائيل" تمضي بمخططها هذا في ظل غياب كامل للسلطة، وتواطؤ امريكي ودولي، وفي ظل صمت عربي رسمي مريب، قررت المقاومة ان ترد بأسلوبها وتوصل رسائلها للاحتلال بالدم لعله يرتدع.

 

ولمواجهة حالة الغضب التي تسيطر على الشارع الفلسطيني، وتحديدا في الضفة، شنت قوات الاحتلال فجر أمس الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تركزت في محافظات جنين وطولكرم والقدس. ومنعت قوات الاحتلال "الصهيوني أمس الأربعاء، طلبة الثانوية العامة والمراقبين من الوصول لقاعات امتحان التوجيهي، في بلدة يعبد بجنين بالضفة المحتلة، حيث قامت قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي بحصار بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى جنوب غرب جنين، إضافة إلى إغلاق حاجزي برطعة و"دوتان" العسكريين. ووفقاً لمصادر محلية، فإن قوات الاحتلال منعت الطلبة ومراقبي الثانوية العامة من الدخول لبلدة يعبد, ويبدو ان "إسرائيل" تمهد لمجزرة جديدة في اعقاب إصابة مستوطن وخمسة جنود بالأمس قرب جنين برصاص المقاومة الفلسطينية, وهل تدرك حالة الغضب والغليان لدى المستوطنين الذين يقيمون في الضفة, حيث يشعرون بالخطر الشديد على ارواحهم, في اعقاب العمليات الفدائية البطولية التي تستهدفهم وتلاحقهم من مكان الى مكان, والتي خلقت فجوة كبيرة وحالة عدم ثقة بينهم وبين حكومتهم النازية وجيشهم الذي كانوا يظنون انه لا يقهر, وهناك تراشق كبير واتهامات من المستوطنين الى الجيش وحكومتهم النازية,  حركة "السلام الآن" الإسرائيلية علقت على توجهات الحكومة بشأن مشروع تقسيم الضفة قائلة "الحكومة الأكثر تطرفاً وخطورة في تاريخ الدولة تصفي كل أمل في مستقبل أفضل  ونقل الموقع عن الحركة قولها إنّ حكومة نتنياهو تقدم على كل هذه الخطوات من أجل استرضاء قادة المستوطنين في الضفة حلفاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يقود حركة "الصهيونية الدينية", لم يعد شعبنا الفلسطيني امام كل هذا الانكار لحقوقه الا ان يدافع عن نفسه, ويحمي ارضه من المستعمر, ويقود ثورته ضد الاحتلال مهما كان حجم الثمن.

 

انه ووفقا لمنظمة "السلام الآن"، فإن "إسرائيل" بنت منذ سنة 1967 أكثر من 130 مستوطنة (وساعدت في بناء حوالي 140 بؤرة استيطانية) في الضفة الغربية. ويعيش اليوم قرابة 700 ألف مستوطن إسرائيلي في المنطقة، حوالي 230 ألف منهم في القدس الشرقية، في سنة 2017، قام حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو بتمرير قرار يطلب من نائبيه "متابعة" الضم الكامل للضفة الغربية. لكن كان من الواضح لأولئك الذين صوّتوا لصالح القرار أنه لا يتمتع إلا بوضع إعلاني ولا يمكن تنفيذه على الفور بسبب التحفظّات الدولية، وفي الفترة التي سبقت انتخابات "إسرائيل" لسنة 2019 وظهور "صفقة القرن" الأمريكية للرئيس دونالد ترامب، التي نصّت على ضم "إسرائيل" بشكل جزئي للضفة الغربية، أعلن نتنياهو في مقابلات إعلامية أنه سيروّج التطبيق "التدريجي" للسيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وأضاف نتنياهو أنه ناقش "الضمّ بموافقة" الولايات المتحدة - مع إدارة ترامب, لذلك كان لا بد من خطوات فلسطينية تصعيدية بعد ان تخلى الجميع عن واجباته تجاه القضية الفلسطينية, واصبح الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني معلن ولا يخفى على احد, ولم تستطع السلطة الفلسطينية ان تقوم بدورها في الحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني التي تحققت بالتضحيات الجسام, فاختار الشعب ان ينحاز لمقاومته دفاعا هن حقوقه, والتحم معها في مشهد مهيب يدل على حالة انسجام كاملة بين الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة, ولا زال الرهان قائما على مقاومتنا وحاضنته الشعبية في احباط كل مخططات الاحتلال الصهيوني العدوانية التوسعية في الضفة المحتلة, انه الخيار الاصوب الذي لا بديل عنه.

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق