"توزيعات الحجاج".. ابتكارات جديدة تنثر الفرح وتفتح أبواب الرزق للعاطلين

تقارير وحوارات

غزة/ ولاء جبريل:

ما أن تنتهي مناسك الحج في كل عام، يعود الحجيج إلى بلادهم حاملين معهم الهدايا من الديار الحجازية، ليهدوها إلى عائلاتهم وأصدقائهم وأقاربهم، كذكرى من بلاد تركوا قلوبهم معلقة بها.

 

على الجانب الآخر، يستعد أهالي الحجاج لاستقبالهم بتزيين البيوت وخط عبارات التهنئة على الجدران وتحضير مكان الضيافة، غير أن عادة جديدة بدأت تظهر بالسنوات الأخيرة تتمثل في تجهيز "توزيعات" خاصة لإهدائها للزوار المهنئين.

 

و"التوزيعات" عبارة عن قصاصات ورقية يتم تجهيزها على شكل صندوق صغير للحلوى بألوان وأشكال عديدة، يتم تزيينه برسومات وكتابة كلمات تعبر عن المناسبة التي يراد توزيعها خلالها، فمنها توزيعات الأعراس والمواليد والأعياد والحجاج. ووصل، فجر اليوم الاثنين، الفوج الأول من الحجاج إلى قطاع غزة، قادما من الديار الحجازية، بعد وصولهم أمس الاحد مطار القاهرة الدولي.

 

موسم رزق

موسم الحج يعتبر فرصة بالنسبة للعاملات والعاملين في صناعة الاشغال اليدوية، الذين لجأوا إلى هذه الفكرة وصنعوا منها ما يتناسب مع كل مناسبة في محاولة منهم لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

 

الشابة حلا حرودة (20 عاماً) تتفنن في اعداد "التوزيعات" بأشكال مختلفة، ضمن عملها في مجال صناعة المشغولات اليدوية، والتي تعتبر مصدر رزقها الذي ينتعش من مناسبة إلى أخرى كمناسبة عودة الحجاج.

 

وتقول "حرودة" لـ"الاستقلال"، إن موسم الحج يعد من أهم مواسم الرزق، بسبب كثرة اقبال الزبائن على شراء التوزيعات المبهجة، مشيرًة إلى أن عملها يرتبط بشكل مباشر في المواسم الدينية كاستقبال شهر رمضان، وعيد الفطر، والأضحى، إلى جانب الحج والعمرة.

 

وتشير "حرودة" إلى زيادة الاقبال على شراء "التوزيعات" في قطاع غزة، في المناسبات الخاصة، لتميزها عن الضيافات التقليدية.

 

ويُعتبر العمل في المشغولات اليدوية بمختلف أصنافها ومكوناتها واحدة من المهن التي انتشرت في الآونة الأخيرة؛ لخلق فرص عمل ومصدر دخل يُعين على توفير متطلبات الحياة اليومية.

 

أشكال متعددة

وتعمل "حرودة" على تجهيز "توزيعات" استقبال الحجاج بأشكال متنوعة وألوان مبهجة، تنثر الفرح وتسر الحاضرين، لكونها تحمل أسماء الحجاج، وحلوى متنوعة بداخلها.

 

وأوضحت "حرودة" أن، توزيعات وقصاصات الحُجاج تتعدد أشكالها، منها "مجسم الكعبة" الذي يُوضع بداخله الحلوى، والمجسمات الصغيرة الخاصة بتوزيعات الحلوى بشكل فردي، وآخر خاص بالمناديل الورقية. وتسوق "حرودة" أعمالها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتستقبل الطلبات من زبائنها وترسلها لهم من خلال مكاتب التوصيل المنتشرة في غزة.

 

وعن أسعار "التوزيعات" تقول "حرودة" إنها في متناول الأيادي، مراعاةً للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة، وذلك باختلاف الحجم والشكل المطلوب والموصي به.

 

قيمة خاصة

المواطنة إلهام جاسر تعبر عن اعجابها بفكرة " التوزيعات" باعتبارها شكلًا عصريًا يواكب الموضة، ويلفت  نظر الكبار والصغار، ويمكن الاحتفاظ فيه للذكرى، غير أن له قيمة خاصة من شخص عزيز.  وتقول جاسر لـ"الاستقلال" إنها طلبت عدداً من المجسمات والأشكال في إحدى المناسبات ولن تتردد في الطلب مرة أخرى لكونها لاقت اعجاب الضيوف وشعرت بتميز ضيافتها.

 

أما سعيد قديح فيقول "أحب الهدايا المعمولة باليد، أشعر أنها أطول عمرًا في ذاكرتي مما تحكيه آلات المصانع، فاليد التي تسهر وتتعب تتبع قلبًا؛ لذلك كل هدية من صنع اليّد لها وقع فريد على نفسي، تسري عميقًا في روحي ووجداني، ومثله المكتوب بخط اليّد".

التعليقات : 0

إضافة تعليق