الاستقلال - متابعة

مع بدء الحرب الكونية على قطاع غزة، التي تقودها الإدارة الأمريكية وأعوانها الغربيين، بدا واضحاً أن قادة العدو الصهيوني، وبضوء أخضر أمريكي أوروبي ينفذون حرب إبادة في القطاع، مستهدفين بغاراتهم وصواريخهم البشر والحجر، ولا سيما الأطفال والشيوخ والنساء، وتدمير أكبر قدر ممكن من الأحياء السكنية والمؤسسات التجارية وصولا الى دور العبادة والمستشفيات والمراكز الصحية، وملاحق المدنيين في أماكن نزوحهم..

وقد ترافقت هذه الجرائم الوحشية والمجازر المتنقلة التي لم يشهد العالم مثيلاً لها، مع دعوة قادة العدو الصهيوني، لنزوح الغزيين إلى صحراء سيناء... وبدأ الحديث يدور في السر والعلن حول توطين أهالي القطاع في سيناء، وهو ما تم رفضه من قبل الغزيين الذين أعلنوا تمسكهم بالبقاء في أرضهم، وعدم تكرار ما جرى في نكبة العام 48 وهزيمة العام 67.

وبهذا الخصوص كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم (31/10/2023) عن خطة جديدة تدرسها تل أبيب لإقناع مصر باستقبال جميع سكان غزة وتوطينهم في أراضيها، مقابل شطب كافة ديون مصر أمام البنك الدولي.

وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل" تحاول بكل قوة الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقبول اللاجئين من قطاع غزة.

وأشارت إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أجرى محادثات مع زعماء العالم وطلب منهم محاولة إقناع مصر بهذه الخطة، حيث ستعمل تل أبيب على إقناع البنك الدولي بشطب دين مالي كبير على القاهرة مقابل ذلك.

وأكدت أن مصر تخشى من جانبها أن تحاول أعداد كبيرة من اللاجئين عبور معبر رفح واختراقه.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الوضع في قطاع غزة وأكد خلال الاتصال أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية .

وكان السيسي قد صرح قبل أسبوعين بأن الشعب المصري سيعارض بشدة وصول اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء... محذراً من أن مثل هذه الخطوة ستحول سيناء إلى مركز تنطلق منه الهجمات ضد "إسرائيل"، وستتحول مصر إلى قاعدة للعمليات المسلحة مما قد يجر مصر لحرب مع "إسرائيل".

في هذا السياق، نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مصادرها، أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو "يسعى إلى إقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من قطاع غزة".

وذكرت مصادر "مطلعة على المناقشات" لصحيفة "فاينانشال تايمز"، أن "مقترح نتنياهو جرى تقديمه من خلال عدة دول، بينها التشيك والنمسا، في مناقشات خاصة خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة".

وأضافت الصحيفة أن "الدول الأوروبية الرئيسية، ولاسيما فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، رفضت هذا الاقتراح ووصفته بأنه "غير واقعي"، مشيرة إلى "مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة، حتى على أساس مؤقت".

هذا وكشف الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عرض على السلطات المصرية فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ضمن "صفقة القرن"، ولكن الرئيس السيسي رفض هذا الأمر تمامًا لأن من حق الأشقاء أن يعيشوا على أرضهم.

وأضاف بكري، خلال استضافته في قناة روسيا اليوم، مساء السبت، أنه تجري مباحثات منذ فترة من جهات غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لمقايضة القاهرة بسداد ديونها كاملةً وإعطائها مبلغ يفوق مديوناتها الأجنبية، والقاهرة رفضت هذا الكلام جملة وتفصيلاً وقالت لن نقايض ذرة من تراب مصر ولن يسمح بحل القضية الفلسطينية على حساب مصر، وأن القيادة السياسية اعتبرت أن سيناء خط أحمر.