القاهرة/ الاستقلال

انطلقت وفود شعبية وسياسية من العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الجمعة، متجهة إلى معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، في تجمع شعبي واسع يهدف إلى رفض محاولات تهجير الفلسطينيين والتأكيد على دعم مصر للقضية الفلسطينية.

وأعربت الوفود المصرية المحتشدة أمام معبر رفح عن رفضها القاطع لدعوات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددة على دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية في مواجهة هذه المخططات، التي وصفوها بأنها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

وكان رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فريد زهران، قد أعلن عن هذا التحرك الشعبي، مؤكدًا اكتمال الترتيبات لانطلاق الوفد فجر الجمعة، داعيًا مختلف القوى السياسية والنقابات والمواطنين المصريين للمشاركة في هذا الحدث التضامني. وأوضح أن هذا التحرك لا يتبع أي حزب أو تيار سياسي، بل يمثل إرادة الشعب المصري بمختلف أطيافه، حيث لن تُرفع سوى أعلام مصر وفلسطين ولافتات تؤكد التضامن مع الفلسطينيين ورفض التهجير القسري.

وأظهرت الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أعدادًا كبيرة من المشاركين متوجهين إلى معبر رفح، رافعين شعارات مثل "لا لتهجير الشعب الفلسطيني" و"لا لتصفية القضية الفلسطينية"، وسط مشاركة واسعة من قِبَل أحزاب سياسية ونقابات مهنية، استجابةً لدعوات شعبية للاحتجاج أمام المعبر.

وفي هذا السياق، كتب المؤثر المصري محمد نور، يوم الخميس، أن جزءًا من الشعب المصري سيحتشد أمام معبر رفح يوم الجمعة، ليؤكدوا رفضهم لمخطط التهجير ويدعموا الرئيس السيسي في مواجهة أي تهديدات محتملة.

وتوالت المواقف المصرية الرافضة لتهجير الفلسطينيين، خاصة بعد اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يوم السبت، نقل سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بحجة عدم توفر أماكن صالحة للسكن في القطاع المدمر جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا.

ورفضت مصر رسميًا هذا المقترح بشكل قاطع، كما جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد، بالإضافة إلى تصريحات رئيس مجلس النواب حنفي جبالي يوم الاثنين، وكلمة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان يوم الثلاثاء، فضلاً عن رفض مماثل صدر عن الأردن، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، أن مصر لن تشارك في أي خطط لترحيل الفلسطينيين، مشددًا على أن تهجير الفلسطينيين "ظلم لن نشارك فيه"، وأن الحل الوحيد هو حل الدولتين.

وحظيت تصريحات السيسي بتأييد واسع في الأوساط المصرية، حيث أيدتها الأحزاب السياسية والنقابات المهنية، وأكدت جميعها دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته المستقلة.