اتفاق وقف اطلاق النار.. هدنة دائمة ام تصعيد قادم؟

اتفاق وقف اطلاق النار.. هدنة دائمة ام تصعيد قادم؟
تقارير وحوارات

 غزة / معتز شاهين:

أثارت الأوضاع الأخيرة في قطاع غزة العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت "إسرائيل" ستعود إلى الحرب بعد توقفها المؤقت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار أم لا. وبينما يترقب الجميع تطورات الوضع في المنطقة، تزداد المخاوف من تصعيد جديد قد يؤدي إلى تصاعد العنف أو استمرار حالة الجمود السياسي التي تشهدها المنطقة، مما يضع مستقبل الاتفاقات الحالية موضع شك.

 

في هذا السياق، يقدم محللون سياسيون قراءتهم للموقف، معتقدين أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في العودة إلى الحرب كما كانت قبل وقف إطلاق النار، خاصة وأنه ليس في مصلحته.

 

واعتبر المحللون في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، أن المقاومة الفلسطينية لديها العديد من وسائل الضغط التي يمكن ابتكارها، وأن ساحة غزة ليست الوحيدة التي يمكن أن تشهد المواجهة في حال فشلت العودة إلى سكة العمل الدبلوماسي.

 

 ونشأت تحديات كبيرة في التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد انتهاء المرحلة الأولى، حيث اقترحت "إسرائيل" تمديدًا مؤقتًا للهدنة خلال فترتي رمضان وعيد الفصح، يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ومع ذلك، رفضت حركة حماس هذا المقترح، مطالبةً بانسحاب كامل لقوات الاحتلال وإنهاء الحرب قبل أي مفاوضات إضافية.

 

في أعقاب هذا الرفض، قررت "إسرائيل" تعليق إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، وأغلقت المعابر الحدودية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع. كما شهدت المنطقة تجددًا لعدوان الاحتلال على غزة، حيث أسفرت الهجمات عن استشهاد عدد من المواطنين بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

موانع التصعيد

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في العودة إلى الحرب كما كانت قبل وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه ليس في مصلحة "إسرائيل" أن تعلن هزيمتها عبر فشل التوصل إلى اتفاق يعيد أسراها من قطاع غزة.

 

وقال الصباح في حديثه مع "الاستقلال": "وقف الحرب دون تحقيق الأهداف يعني الهزيمة ليس فقط لدولة الاحتلال، بل أيضًا للولايات المتحدة التي تقف إلى جانبها، مؤكداً أن إسرائيل لا تملك خيارات أخرى من أجل استعادة الأسرى في غزة غير التوصل إلى اتفاق بينها وبين حركة حماس.

 

وأضاف أن "إسرائيل" تستخدم الحصار والتجويع كوسيلة ضغط رئيسية على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يهدف إلى إجبار المقاومة على القبول بمقترحاتها المختلفة، بما في ذلك مقترحات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو".

 

ولفت الصباح إلى أن المقاومة لا تستطيع التنازل عن ورقة الضغط الرئيسية الخاصة بها، والتي ستفقدها إذا ما قبلت بالتبادل الأصلي، ما سيؤدي إلى استمرار الحصار والتجويع.

 

واعتبر أن المقاومة الفلسطينية لديها العديد من وسائل الضغط التي يمكن ابتكارها للجم الاحتلال، مع إبقاء احتمالات التصعيد قائمة، موضحًا أن ساحة غزة ليست الوحيدة التي يمكن أن تشهد المواجهة في حال فشلت المفاوضات.

 

ودعا الصباح، إلى ضرورة التفكير خارج الصندوق من قبل الشعب الفلسطيني للضغط على الاحتلال، مشدداً على أن أحد الأسلحة الفعالة التي يمكن أن يواجه بها الفلسطينيون الاحتلال هو تحقيق وحدة وطنية حقيقية على الأرض.

 

واكد أن هذه الوحدة من شأنها أن تعزز التأثير السياسي الفلسطيني وتساهم في تشكيل جبهة سياسية داعمة على مستوى العالم، خاصة مع تزايد المعارضة للولايات المتحدة في العديد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

  حرب معلقّة

وأوضحت الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة، أن "إسرائيل" قد تستغل شهر رمضان كفرصة لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، من خلال إقناع الوسطاء بالتفاوض مع حركة حماس حول تمديد الهدنة الإنسانية.

 

وأضافت عودة لـ "الاستقلال"، أنه رغم محاولات إسرائيل، فإن حركة حماس قد ترفض ذلك، وتصر على بدء التفاوض في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

 

وحول احتمالية عودة "إسرائيل" إلى الحرب، قالت: "شهر رمضان قد يشهد حالة من الجمود السياسي، حيث لا يمكن تصنيفه كحالة حرب أو سلم"، مشيرة إلى أن الوضع سيبقى معلقًا حتى نهاية الشهر الفضيل، وفي حال فشل التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة، قد تلجأ "إسرائيل" إلى تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة كوسيلة ضغط على حماس.

 

وفيما يتعلق باستخدام إسرائيل للمساعدات الإنسانية كسلاح، أكدت المحللة السياسية أن "إسرائيل" تستخدم الجوع كوسيلة ضغط ضد قطاع غزة، وهو ما يعتبر انتهاكًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مضيفة أن تجويع الشعب الفلسطيني يُعد جريمة حرب، مشددة على ضرورة تحميل "إسرائيل" المسؤولية عن هذه الأفعال.

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق