غزة/سماح المبحوح:
أكد مختصون في الشأن الحقوقي والدولي أن تصريحات عضو الكونغرس الأمريكي راندي فاين تتناغم بشكل كبير مع رؤية اليمين المتطرف الإسرائيلي تفتح شهية نتنياهو وتزيد من رغبته في استمرار الإبادة الجماعية والقتل والتشريد والتجويع التي يمارسها ضد قطاع غزة لأكثر من عام ونصف.
ودعا عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري راندي فاين، الجمعة، إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وذلك ردًا على مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن قبل أيام.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (خاصة)، أن فاين، قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ردًا على سؤال حول فرص التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وهجوم واشنطن: "يجب قصف غزة نوويًا كما فعلنا مع اليابان"، في إشارة إلى قصف هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي 21 مايو/ أيار الجاري، قتل موظفان بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن إثر إطلاق نار بواشنطن، حيث ردد منفذ الهجوم ويدعى إلياس رودريغيز (30 عامًا) شعارات مؤيدة لفلسطين، منها "فلسطين حرة"، أثناء اعتقاله.
وتعتبر تصريحات "فاين" ليست المرة الأولى التي يتم الدعوة فيها إلى قصف غزة بسلاح نووي، حيث دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، في نوفمبر/ تشرين ثاني 2023، إلى استخدام السلاح النووي ضد غزة.
وينتمي إلياهو لحزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو حزب يؤيد بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على القطاع، ويتبنى أفكارا متطرفة.
يأتي ذلك فيما تواصل "إسرائيل" بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
وخلّفت هذه الإبادة أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
مشاركة في الإبادة
صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" دان التصريحات العنصرية التي أطلقها عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري "فاين"، والتي دعا فيها إلى قصف قطاع غزة بالأسلحة النووية.
وقال عبد العاطي لـ "الاستقلال" إن التصريحات الفاشية والعنصرية التي أطلقها عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري راندي فاين، والتي دعا فيها إلى قصف قطاع غزة بالأسلحة النووية، تنتهك بصورة صارخة قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقات جنيف".
وشدد على أن التصريحات تتناقض مع اتفاقية حظر استخدام الأسلحة النووية، خاصة ضد المدنيين، وتشكل تحريضاً صريحاً ومشاركة في ارتكاب جرائم الابادة الجماعية.
وطالب المجتمع الدولي بإدانة واضحة لتصريحات عضو الكونغرس الأمريكي، ومحاسبته أمام القضاء في أمريكا ومحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض لاستخدام الأسلحة النووية، وفق القوانين المعمول بها في الولايات المتحدة والاتفاقات الدولية الخاصة بتهمة التحريض على الابادة الجماعية.
تصريحات سياسية لا منطقية
بدوره، اعتبر د. رائد أبو بدوية أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بالجامعة العربية أن تصريحات عضو الكونغرس الأميركي فاين، سياسية مجازية أكتر ما تكون فعلية، تندرج تحت التحريض الفردي.
ورأى بدوية لـ "الاستقلال" أنه من المستحيل ألقاء قنبلة نووية على قطاع غزة لأنه مساحة صغيرة وملاصق جغرافيا مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك لا يمكن تنفيذ رغبته.
وأوضح أن مثل هكذا تصريحات تتناغم بشكل كبير مع رؤية اليمين المتطرف الإسرائيلي وتزيد رغبة نتنياهو في استمرار الإبادة الجماعية والقتل والتشريد والتجويع التي يمارسها ضد قطاع غزة لأكثر من عام ونصف.
وبين أن العضو الأمريكي وغيره ممن يتبنون رؤيته يحاولوا من خلال تصريحاتهم إرضاء جهات أمريكية داعمة للكيان الصهيوني ومتشددين داخل الحزب الجمهوري.
وأشار إلى أن اليمين الإسرائيلي يحاول التأثير على أعضاء الكونغرس الأمريكي لدعم سياسته ضد الفلسطينيين، متوقعا أن تشهد الفترة القادمة ضغوط إسرائيلية على أعضاء الكونغرس حتى يضغطوا على إدارة ترامب للاستجابة لمتطلبات الحكومة الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة والاستمرار في ادارتها وحصاره ومواصلة الحملة العسكرية ضدها.
ولفت إلى أن توجهات الإدارة الأمريكية تتباين وتختلف مع مصالح نتنياهو في المنطقة، خاصة بعد عقد صفقة مع الحوثيين في اليمن والدخول في مفاوضات مع إيران وفتح خط مباشر مع حماس، والدعوة لإنهاء الحرب.
التعليقات : 0