رأي الاستقلال (العدد 2761)

الفلسطينيون يواجهون سياسة العصف وفي انتظار البدء

الفلسطينيون يواجهون سياسة العصف وفي انتظار البدء
رأي الاستقلال

رأي الاستقلال ( 2761)

 

ترسيخ الاحتلال الصهيوني لواقع جديد في المسجد الأقصى المبارك, وتكثيف عمليات الاقتحام اليومية للمسجد الأقصى, من قبل قطعان المستوطنين الصهاينة, وتصعيد حكومة الصهيونية الدينية لعمليات التصفية والاغتيال والتهجير والاستيطان والتهويد, لم يمنع الفلسطينيين من الاستمرار في اعلى درجات الجهوزية والمواجهة مع الاحتلال, امس الجمعة أدى نحو مائة وثلاثين ألف مصلٍ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك, وذلك بالرغم من تضييقات الاحتلال على الحواجز والأبواب، حيث حلقت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال في سماء المسجد الأقصى تزامناً مع أداء صلاة الجمعة, واعتلت قوات الاحتلال اسطح البنايات الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك وانتشرت اعداد كبيرة من الشرطة الصهيونية وما يسمى بحرس الحدود خوفا من عمليات فدائية يتوقعها الاحتلال وفق تقديراته, ويحذر منها, ويستنفر بكل امكانياته لمواجهتها, رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري، قال إن مشهد الزحف المهيب في المسجد الأقصى، يغيظ الأعداء ويثلج صدور المسلمين, فرغم الحصار والقيود المشددة على المسجد الأقصى المبارك، زحف مئات الآلاف لأداء صلاة الجمعة في رحابه الطاهرة، وامام المشاهد الساخنة في الضفة والقدس المحتلة وعمليات المقاومة المتصاعدة ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن هناك خشية لدى أجهزة الأمن الصهيونية من اندماج عدة ساحات محيطة بكيان الاحتلال وهي غزة والضفة وإيران ولبنان في مواجهة واحدة وشاملة, وقال موقع واي نت العبري: إن الخشية تكمن بوجود علاقة بين هذه الساحات والخوف في المؤسسة الأمنية من توحدها في مواجهة شاملة, وأضاف الموقع إن الوضع في بداية شهر رمضان هو كالتالي: القيادة في إيران مُقتنعة بأن كيان الاحتلال الصهيوني يتجه نحو توجيه ضربة عسكرية لها».

 

الحكومة الصهيونية مشتتة بين ساحات عدة , في الضفة الغربية يحاول الجيش الصهيوني تهدئة المنطقة؛ لكن في مدينة القدس، تعمل الشرطة على زيادة التوتر بقيادة وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير، فيما لا يختلف الوضع كثيراً عنه في قطاع غزة», وعلى المستوى الصهيوني الداخلي أعلن منظمو الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطة إضعاف جهاز القضاء عن تصعيد خطواتهم الاحتجاجية خلال هذا الأسبوع في أعقاب تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، وتأكيده على مواصلة التشريعات من أجل «إصلاح القضاء», وجاء في رسالة منظمي الاحتجاجات، أن «الأسبوع القادم سيشهد أيام ’شلل قومي’ وخطوات احتجاجية أمام أعضاء كنيست ووزراء في الحكومة، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرة حاشدة في القدس», ودعا ما يسمى برئيس الوزراء الصهيوني نيامين نتنياهو المنظومة الأمنية لاتخاذ موقف حازم ضد العصيان العسكري، قائلا انه لا وجود للدولة بدون الجيش, بينما أعلنت وسائل إعلام عبرية أن نحو مائة طبيب عسكري أعلنوا أنهم لن يؤدوا خدمة الاحتياط من الآن فصاعداً, ما يدل عن صعوبة إدارة الوضع الداخلي الصهيوني في ظل إصرار نتنياهو على المضي بما اسماها الإصلاحات القضائية, فيما توقف الإسرائيليون مطولا عند خطاب أمين عام حزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، الذي امتاز بالغموض حول تفجير مجدّو، رغم أنه حمل تهديدا فعليا بالرد على أي استهداف إسرائيلي ضد لبنان؛ انتقامًا لهجوم مجدّو، فيما حذر مسؤول أمني صهيوني أنه «لا يجوز الانجرار خلف الحزب، بل يجب أن نتراجع، ونردّ في مكان وزمان يناسبنا بأكبر قدر ممكن، بحيث يكون مفهوما جيدا من الجانب الآخر» لقد باتت التحديات التي تواجه نتنياهو وحكومته لا تقتصر على الجبهات الخارجية, انما الجبهة الداخلية تعصف به عصفا.

 

 

أمام هذه الاحداث التي تشهدها الحكومة الصهيونية والتي تربك ساحتها وتهدد استقرارها, استمر تراجع شعبية ما تسمى بأحزاب الائتلاف الصهيوني الحاكم برئاسة بينيامين نتنياهو في الاستطلاعات، وفي حال جرت انتخابات للكنيست اليوم، ستخسر هذه الأحزاب ثمانية مقاعد من قوتها الحالية على خلفية خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء, وبحسب استطلاع نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» امس الجمعة، سيتراجع تمثيل أحزاب الائتلاف من 64 مقعدا حاليا إلى 56 مقعدا، وسيتراجع تمثيل حزب الليكود بقيادة رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، بأربعة مقاعد.

 

وبالمقابل، ستحصل الأحزاب في المعارضة الصهيونية الحالية على 64 مقعدا، وهذا يبرز حجم الازمة التي تعيشها حكومة نتنياهو، وان انسحاب وزراء او تكتلات من حكومته كفيل بأسقاطها الى الابد، وعدم عودة نتنياهو للمشهد السياسي مرة أخرى، لذلك هو يتمسك بمواقف وزراء حكومته، ويغامر بكل شيء لأجل عدم انهيارها, خوفا من الملاحقات القضائية على قضايا الفساد التي تتلبسه, حقيقة فان نتنياهو يمر بوضع غير مسبوق لا يحسد عليه, وهو يقود مغامرة سيدفع ثمنها عاجلا او اجلا, والاخطار تتهدده من كل جانب, وخطاب المقاومة يتصاعد بحق هذه الحكومة النازية, فهي لم تبق خيارا أمام الفلسطينيين سوى التصعيد والمواجهة, نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، أكد في تصريحات لقناة «الميادين»: قائلا «ان مصلحتنا المباشرة هي التصعيد في وجه الاحتلال ونرفض مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمرات التي تسعى إلى الهدوء»

 

وأضاف: «هناك كلام ولكن لا إجراءات أميركية أو أوروبية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائمه» الفلسطينيون يمسكون بزمام المبادرة بأيديهم, وايديهم على الزناد في انتظار «البدء».

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق