بقلم / رئيس التحرير أ. خالد صادق

في الوقت الذي يحاصر فيه الموت والخراب والدمار والجوع والعطش والاوبئة قطاع غزة من كل جانب لا زالت المقترحات تنصب فوق رؤوسنا من كل حدب وصوب لايجاد صيغية توافقية لابرام صفقة تهدئة وادخال مساعدات الى قطاع غزة المقترح الذي طرحته مصر بداية بعد تنصل اسرائيل من الدخول في الجولة الثانية من المحادثات التي تم التوافق عليها والمقترح كان يقضي بالافراج عن خمسة من الاسرائيليين لدى المقاومة والدخول في الجولة الثانية من المفاوضات وصولا الى وقف العدوان اسرائيل لم تقبل بهذا المقترح ورفضته واصرت على المضي بحرب الابادة على غزة. وقد تبع هذا المقترح ما سمى بمقترح ويتكوف وهو مقترح اسرائيلي تبنته الادارة الامريكية وروجت له على انها مقترحها ويقضي بالافراج عن احد عشر معتقلا اسرائيليا لدى المقاومة ثم الدخول في مفاوضات حول وقف اطلاق النار بشروط جديدة.

تبعه مقترح مصري قطري معدل بالافراج عن ثمانية اسرى اسرائيليين لدى المقاومة ثم الدخول في جولة تفاوض حول وقف العدوان على غزة. هذا المقترح تم رفضه اسرائيليا وطالبت اسرائيل بالافراج عن عشرة من الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة والدخول بعدها في جولة تفاوض حول وقف العدوان بشروط جديدة.

ثم جاء مقترح الرئيس الفرنسي كاميرون بوقف الحرب وحل الدولتين وتمكين السلطة من الحكم وتسليم حماس والمقاومة لسلاحها الامر الذي رفضته اسرائيل من باب ان حل الدولتين لم يعد قائما وانه حلم فلسطيني انتهى الى غير رجعه وقد هاجمت اسراىيل الرئيس الفرنسى الذي لوح بالاعتراف بدولة فلسطينية الامر الذي اغضب نتنياهو وجعلة ينتقد سياسة كاميرون ويوجه له انتقادات لاذعه.

واخيرا جاء المقترح الاسرائيلي وهو مقترح يقدم لاول مرة بلا غطاء امريكي بمعنى انه مقترح مباشر من اسرائيل الى فصائل المقاومة ان هذه هى شروطنا لانهاء العدوان على غزة وعليكم ان تقبلوا به اذا اردتم بالفعل انهاء الحرب وهو مقترح يحمل طابع الاستسلام ورفع الراية البيضاء وتسليم سلاح المقاومة وهو تعجيزي ويريد ان يعطي نصرا واضحا وصريحا للاحتلال لان هذا هو المخرج الوحيد لنتنياهو كي يعلن انتصاره في قطاع غزة وينهى العدوان وقد هددت اسرائيل ان البديل سيكون صعبا حيث ستحتل اسرائيل نصف مساحة قطاع غزة وتوسع المنطقة الامنية العازلة وتستمر في استهداف المطلوبين اليها وتمنع الغذاء والدواء والماء عن القطاع وتزيد من الام وعذابات الناس بشكل اكبر.

حماس لم ترد بعد على المقترح الاسرائيلي ولكنها وصفته على لسان العديد من قادتها على انه مقترح استسلامي وتعجيزي وكأنها تلمح الى رفضه تماما معتبرة ان سلاح المقاومة خط احمر ولا يجوز الحديث عن بأي حال من الاحوال فهو خارج دائرة النقاش الامر الذي اكدت عليه ايضا حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين على لسان امينها العام القائد زياد النخالة .

ان بوادر انهاء العدوان على غزة باتت بعيدة ولكنها ليست مستحيلة لو ارادت الادارة الامريكية وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة خاصة ان حماس والمقاومة ابدت مرونة في التعاطي مع المبادرات المطروحة ولكنها يجب ان تكون مقبولة بما يضمن وقف العدوان وانسحاب الجيش من القطاع حتى يكتب لها النجاح فالدماء لا زالت تنزف بغزارة والمقترحات بطعم المرارة لانها تملى على الفلسطينيين املاءا وبمنطق القوة العسكرية كسبيل للقبول بها .