بقلم / رئيس التحرير أ. خالد صادق
بات من الواضح ان هناك قضايا ثلاث لا يمكن لحماس ان تساوم عليها وهى اولا التعهد بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة من خلال تصريح واضح وتعهد من الادارة الامريكية بالعمل على وقف العدوان وان ترعى امريكا اي اتفاقية موقعة بين حماس والاحتلال .
ثانيا تسليم حماس سلاحها الامر الذي تصر عليه اسرائيل وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع ورفضه واكد عليه الدكتور خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة معتبرا ان هذا حلم بعيد المنال لن تنعم به اسرائيل ما بقى الاحتلال قائما.
ثالثا ان تعلن حماس استسلامها ورفع الراية البيضاء الامر الذي يطالب به نتنياهو مرارا وتكرارا حتى يكمل مشهد النصر الذي ينشده ليحفظ ماء وجهه امام الاسرائيليين ويقول انه حقق اهداف العدوان على غزة وانه انتصر في معركته في القطاع. الجولة الجديدة من المباحثات الجارية في القاهرة وفق المقترح المصري يجب ان تراعي هذه القضايا الثلاث اذا كانت هناك نوايا حقيقية لانجاز اتفاق ينهي العدوان على غزة ونتنياهو يبحث عن المستحيل ليعقد الامور وهو ليس معنيا بوقف حرب الابادة على غزة ودائما ما يضع العقبات في وجه اي اتفاق محتمل قد ينهي العدوان على قطاع غزة نتنياهو يحاول ان يتجاوز الضغوطات التي يتعرض لها رغم انها ضغوطات ناعمة وغير ملزمة وذلك من خلال تعقيد الامور وتأزيم المواقف من خلال طرح شروط يعلم تماما ان حماس والمقاومة الفلسطينية لن تقبل بها .
نتنياهو لم يعد يعنيه حجم الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها العديد من دول العالم والمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة ولم يعد يعنية ابراز صورة الجيش الصهيوني الذي كان يصفه زورا وبهتانا انه الاكثر اخلاقيا في العالم وهو يقتل الاطفال ويعدم الرجال ويحرقهم احياء ويقطع الرؤوس فهو يعتبر ان كل شيء مبرر فعله امام خطر فناء اسرائيل واندثارها فهو يعتبر ان هذه المعركة معركة وجود وان انكسار اسرائيل فيها سيعجل بزوالها ومن اجل عدم حدوث ذلك يمكن ان يفعل اي شىء. الحديث عن منح الر ئيس الامريكي دونالد ترامب اسبوعين او ثلاثة لانهاء العدوان العسكري الصهيوني على قطاع غزة لا يمكن الرهان عليه لان نتنياهو يستطيع ان يخلق اي مبرر لاستمرار العدوان على قطاع غزة واسراىيل لديها رصيد كافي لدى الادارة الامريكية لاقناعها باستمرار العدوان لاطول فترة ممكنة لكن ما يقلق نتنياهو فعلا هى الاوضاع الداخلية وتعدد اوجه الانتقادات والمعارضة لنتنياهو وتعدد اوجه قضايا الفساد التي يحاكم عليها.
الاخطر لدى نتنياهو الان هو اتساع قاعدة المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة من ضباط في سلاح الجو والبحرية الاسرائيلية والجيش والتباين الشديد في المواقف مع المعارضة الصهيونية والتلويح بالعصيان المدني والحرب الاهلية فرئيس الوزراء الاسبق ايهود اولمرت قال ان اسرائيل على شفا حرب اهليه بفعل سياسة نتنياهو الخرقاء وهناك تخوف حقيقي بعدد وصول تهديدات لوزراء في حكومة نتنياهو واعضاء كنيست بمظاريف تحمل مواد سامة حسب مواقع عبرية لا زالت اسرائيل تفحصها وتتبين ما فيها.
ما يسعى اليه نتنياهو اليوم هدنة مؤقتة للافراج عن المزيد من الاسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية دون ان يلتزم نتنياهو بوقف العدوان خوفا من انهيار حكومته لكن ربما يكون للادارة الامريكية اولوية اخرى لتمرير صفقة القرن ولو على حساب وقف العدوان على غزة لفترة طويلة نسبيا والتطبيع مع السعودية فالمرحلة القادمة تحمل اوجه عديدة ولا ندري في اي محطة يمكن ان ترسو الاوضاع لاننا نمر بمرحلة تشوبها قاعدة اسمها سمك .. لبن .. تمر هندي.. فكل شيء مباح ومستباح.
التعليقات : 0