رأي الاستقلال (2762)
يستطيع الفلسطينيون التعامل مع رغبات قادة الاحتلال الصهيوني وآمالهم وتطلعاتهم بالشكل الذي يليق، فما ان أعلن ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش «إنه يجب محو قرية حوارة من الوجود.. معتقدا أن على دولة (إسرائيل) القيام بذلك وليس أفرادًا» حتى جاء الرد مدويا من داخل بلدة حوارة الصامدة بعناد كبير في وجه الة القمع العدوانية الصهيونية، وفي وجه سياسة قطعان المستوطنين القائمة على القتل والحرق واراقة الدماء وازهاق الأرواح، والنهب والسرقة, جاءت عملية حوارة الثالثة لتكشف قوة الرد الفلسطيني على تهديدات الاحتلال الصهيوني, حيث أسفرت عملية إطلاق نار اول امس في بلدة حوارة جنوبي نابلس، عن إصابة عنصرين من قوات الاحتلال بجروح خطيرة ومتوسطة، وقام جيش الاحتلال الصهيوني، باستدعاء قوات معززة إلى المكان وشرعت بأعمال البحث عن منفذ العملية. وأقر جيش الاحتلال، في وقت لاحق، بإصابة اثنين من جنوده خلال تواجدهما على حاجز عسكري بحوارة، ما أسفر عن إصابة أحدهما بجروح خطيرة بينما وصفت حالة الآخر بالمتوسطة, وجاءت العملية في وقت لم يتوقعه جنود الاحتلال حيث تم استهدافهم وقت الإفطار, وهو الوقت الذي لا يتوقع فيه جنود الاحتلال تنفيذ عمليات لانشغال الفلسطينيين بلحظة الإفطار خلال رمضان, لكن مباغتة الموقع في هذه اللحظات اربكت الاحتلال, ودفعتهم للهرب والاحتماء خلف الجدران الامر الذي سمح للمنفذ للانسحاب من المكان, وقد فتح الجيش الصهيوني تحقيقا فوريا مع الجنود, ولماذا لم يستطيعوا الرد على المهاجمين, ولم يكونوا متأهبين للمواجهة, خاصة ان حوارة تشهد حالة غليان نتيجة هجمات المستوطنين عليها والاعتداء على أهلها, وتغول سموتريتش وبن غفير وقبلهم نتنياهو وحكومة النازية المتطرفة على سكان بلدة حوارة.
سياسة التخويف والردع التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني لا تؤتي اكلها مع الفلسطينيين, ولا يمكن ان تخيفهم, او تجعلهم يتراجعون امام هجمات قطعان المستوطنين, فهذه العملية البطولية تؤكد على تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية وأن الضفة كانت وستبقى خزانًا للمقاومة, وأن المقاومة هي خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني الذي بات يتحلى بثقافة المقاومة, ويعتبرها الخيار الانجع لانتزاع حقوقه من بين انياب الاحتلال, وهى تمثل الدرع والسيف المدافع عن شعبنا ومقدساتنا, وقوة الردع الأنسب للرد على جرائم الاحتلال, ودفاع الفلسطينيين عن انفسهم, لذلك توالت ردود الفعل الغاضبة لدى قادة الاحتلال في أعقاب عملية حوارة الفدائية، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن ما يسمى بـ « وزير الأمن القومي» بحكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير طالب رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الحرب يؤآف غالانت، كما طالب ما يسمى برئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي داغان، بالإيعاز لشن عملية عسكرية ضد السلطة الفلسطينية التي وصفها بـ «الإرهابية»، لجمع الأسلحة واستعادة الردع. كما أشارت القناة 12 العبرية الى أن عضو الكنيست من الليكود دافيد بيتان دعا إلى وقف التشريعات القضائية والالتفات الى التصعيد الفلسطيني في وجه «إسرائيل», واستمرت حملة التحريض ضد الفلسطينيين من مسؤولين صهاينة وحاخامات، وأقدم عدد من المستوطنين فجر امس الأحد على إحراق منزل المواطن ماهر عواشره في بلدة سنجل شمال رام الله, وكانت العائلة تتواجد داخل المنزل وتمكنت من المغادرة بصعوبة دون أن يصاب أحد بأذى, وتمكن الفلسطينيين من اخماد النيران, الامر الذي منع حدوث كارثة مجددا على يد قطعان المستوطنين ومجموعات ما تسمى «بتدفيع الثمن» الصهيونية المتطرفة .
فصائل المقاومة الفلسطينية حملت الاحتلال المسؤولية المباشرة عن احراق المنازل وتغول المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين العزل والاعتداء عليهم، واكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أن هذه الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى إرهاب وترويع المواطنين العزل للنيل من أبناء شعبنا ومن صموده وترحيله عن أرضه ستبوء بالفشل، لأن شعبنا متمسك بحقه وبأرضه حتى دحر الاحتلال. ودعت الحركة، إلى «رص الصفوف وتعزيز روح المقاومة والتصدي لقوات الاحتلال وإرهاب قطعان المستوطنين الذين يعيثون فساداً في أرضنا المحتلة», من خلال اقتحام الأقصى, وطرد المصلين المعتكفين من داخله, ليضع الاحتلال وصايته على عبادة المقدسيين في شهر رمضان المبارك, دون ان يحرك الاوصياء الذين عينوا انفسهم للوصاية على المسجد الأقصى ساكنا, فقد غاب موقف ملكي الأردن والمغرب, كما غاب موقف سلطة عباس التي تفاهمت مع الإسرائيليين في العقبة وشرم الشيخ, وقررت ان تقمع الفلسطينيين وتردعهم , وتمنع الفعل المقاوم, وتغض الطرف عن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين, وتكثف من التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني, مهما كان حجم الجرم الذي يرتكبه الاحتلال, لان التنسيق الأمني هو المبرر الوحيد لوجود السلطة الفلسطينية, وبقائها على الأرض, كما امتدت جرائم الاحتلال في ثالث أيام شهر رمضان المعظم الى مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم, بمحاصرة أحد المنازل، وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحين من كتيبة طولكرم, واعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين هناك, ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم نور شمس مع استمرار الاشتباكات, انها موجة تصعيد أرادها الاحتلال في شهر رمضان في محاولة يائسة لتقويض الفعل المقاوم, لكنها حتما ستبوء بالفشل لان المقاومة هي خيار شعبنا, وتحولت رغبة سموتريتش بمحو حوارة عن الوجود لحافز لتعزيز الفعل المقاوم.. في انتظار حوارة 4.
التعليقات : 0