تم بمشاركة قادة المستوطنين

تشغيل "المصعد الكهربائي" في الحرم الإبراهيمي.. خطوة عمليّة على طريق التهويد

تشغيل
تقارير وحوارات

غزة - الخليل/ خالد داود:

تتواصل مخططات الاحتلال التهويدية للأماكن الإسلامية المقدسة، وتحديداً في المسجد الأقصى بمدينة القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل، في محاولة لتغيير معالمها، وإضفاء صبغة "يهودية" مزعومة عليها والادعاء بوجود حق لهم فيها.

 

وفي أحدث تلك المخططات، افتتحت سلطات الاحتلال الخميس، بمشاركة عدد من المستوطنين وقياداتهم "المصعد الكهربائي" داخل الحرم الإبراهيمي بعد أكثر من عامين على تجهيزه ضمن مشروع تهويدي، يهدف لتسهيل الاقتحامات المتكررة للمستوطنين لباحة المسجد، وسعياً إلى تهويد الحرم، وتغيير ملامحه التاريخية والحضارية.

 

وشرعت قوات الاحتلال في شهر أغسطس من عام 2021، بتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل حديقة توراتية وتركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، إذ تم تخصيص 2 مليون شيكل لتمويله.

 

ويهدد هذا المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.

 

وفي وقت سابق، قامت سلطات الاحتلال بقص درج الحرم الإبراهيمي، في خطوة تهدف إلى تغيير معالم هذا الموروث التاريخي والحضاري المدرج منذ عام 2017 على لائحة التراث العالمي.

 

ويسعى الاحتلال بشكل متواصل لإفراغ الحرم من المصلين، من خلال الإجراءات القمعية والتعسفية بحق المصلين، وإغلاق البوابات الإلكترونية ومنع إقامة الأذان فيه وعرقلة حركة المواطنين على الحواجز العسكرية واحتجازهم.

تزوير للهوية

واعتبر خطيب مسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل، الشيخ ماهر مسودة، أن افتتاح المصعد الكهربائي في الحرم الإبراهيمي محاولة "إسرائيلية" لتزوير هوية الحرم وملكيته الخالصة للمسلمين والفلسطينيين.

 

وأضاف الشيخ مسودة في حديثه لـ "الاستقلال" الخميس، أنّ سلطات الاحتلال وعبر جماعات المستوطنين تحاول منذ سنوات بعيدة تغيير ملامح الحرم الإبراهيمي التاريخية والحضارية، وارتكبت في سبيل ذلك العديد من الجرائم والانتهاكات.

 

وبيّن خطيب الحرم الإبراهيمي أن الاحتلال يدعي من خلال تركيب هذا المصعد بأنه خاص بالمعاقين، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً، وهي تغيير معالم الحرم الإبراهيمي، والعبث بتاريخ وحاضر الحرم ومحاولة لتهويد المسجد الإبراهيمي والسيطرة عليه بشكل كامل، وتحويله وكأنه ثكنة عسكرية.

 

وأشار إلى أن الاحتلال يقوم بإجراء تغييرات داخل الحرم دون إذن رسمي من الأوقاف، مع العلم بأنها الجهة الوحيدة المخولة بأعمال الترميم والإصلاح، وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية، التي يضرب بها الاحتلال عرض الحائط.

 

ولفت إلى أن قوات الاحتلال، منعت في وقت سابق لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم لأحد المباني في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف، في إطار مساعي الاحتلال المستمرة لتفريغ المدينة من أهلها وتكثيف التواجد الاستيطاني الذي يدعم وجوده ويوفر له كل سبل الحماية والدعم، مقابل الاعتداء على الفلسطينيين لترحيلهم.

 

ودعا مسودة إلى تكثيف التواجد في الحرم الإبراهيمي والصلاة فيه باستمرار وتحديداً صلاة الجمعة، لدحض مخططات الاحتلال التهويدية وإفشالها، وللتأكيد على حقنا في هذا المسجد المقدس.

 

وبيّن أن تمسك أهل الخليل بالمسجد الإبراهيمي كفيل بحمايته من كل المخططات التهويدية ومساعي الاحتلال لسرقته والسيطرة عليه.

تعدٍ خطير

في السياق ذاته، أدان مدير عام أوقاف الخليل نضال الجعبري، افتتاح المصعد الكهربائي الاحتلالي في الحرم الإبراهيمي، معتبراً أنه تعدٍ سافر على قدسية ورمزية الحرم.

 

وأكد الجعبري في تصريح صحفي عبر الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية "فيس بوك"، أن الإعمار والإصلاح في الحرم الإبراهيمي الشريف هو من اختصاص الأوقاف حسب الاتفاقيات والقوانين الدولية، مشيراً إلى أنها منذ البداية تحارب على جميع الأصعدة هذا المصعد الاحتلالي.

 

ودعا الجعبري، المؤسسات المحلية والعربية والدولية الوقوف عند مسؤولياتها، إذ إن هذا العمل تعدٍ على تاريخ الحرم الإبراهيمي الشريف، وأن الاحتلال في هذه الآونة يزيد من تصعيده تجاه الحرم ومحيطه للمحاولة لتغيير المعالم الإسلامية الفلسطينية للسيطرة عليه بشكل كامل.

 

يذكر بأن الحرم الإبراهيمي يتعرض لسلسلة متواصلة من جرائم الاحتلال ومخططاته التهويدية، حيث منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان فيه 613 وقتاً وأغلقته 10 أيام، خلال العام المنصرم 2022 وفقاً لتقرير وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

 

وفي العام ذاته، ارتكب الاحتلال ضد الحرم الإبراهيمي أكثر من 175 اعتداءً بأشكال متنوعة، منها: مواصلة بناء المصعد الكهربائي والمسار السياحي للمصعد، والحفريات بساحاته واقتحامه غير مرة، ورفع الأعلام والشمعدان على سطحه، وأقام الحفلات الصاخبة في باحاته، وتدخل بشؤونه، وواصل حصاره، ومنع أعمال الترميم، كما نفّذ عديد الإجراءات التي ترمي إلى تهويده.

التعليقات : 0

إضافة تعليق