الواقع الديموغرافي في فلسطين صعب

خليلية: سرطان الاستيطان يتمدد وتخلي "إسرائيل" عن مناطق بالضفة مستبعد

خليلية: سرطان الاستيطان يتمدد وتخلي
تقارير وحوارات

غزة/ سماح المبحوح:

حذر مدير وحدة مراقبة الاستيطان بمعهد "أريج" سهيل خليلية، من بدء سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بتنفيذ حملة لمضاعفة عدد المستوطنين بمدن الضفة الغربية المحتلة لمليون، وفق مخطط الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

 

وكان وزير المالية والوزير في وزارة الحرب، سموتريتش، أصدر أمراً في تاريخ أيار 18 مايو الماضي لممثلي الوزارات الحكومية للاستعداد لاستيعاب نصف مليون مستوطن آخر في الضفة الغربية، وأيضاً تحسين البنى التحتية في المستوطنات.

 

وذكر موقع صحيفة "هآرتس" حينها، أن سموتريتش، الذي يشغل أيضا منصب "الوزير المسؤول عن الاستيطان في وزارة الأمن"، أمر بإعداد مخطط واسع يضمن تطوير البنى التحتية في المستوطنات، وضمنها البؤر الاستيطانية التي دشنت دون الحصول على إذن حكومة وجيش الاحتلال، بتكلفة مالية تقدر بمليارات الشواكل.

 

وقال خليلية في حديثه لـ "الاستقلال" السبت، إن مشروع مضاعفة عدد المستوطنين بالضفة لمليون مستوطن ليس جديداً، إذ تخطط سلطات الاحتلال لتنفيذه منذ سنوات طويلة، أما الجديد فهو الحصول على موافقات لتطبيقه تدريجيا".

 

وأضاف:" مؤشرات عديدة باتت واضحة تدل على البدء بتنفيذ المشروع، منها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وتطوير شبكة الطرق الاستيطانية لتتلاءم مع الأعداد المرتقبة، عدا عن توسيع الشوارع الالتفافية، وإمداد بنى تحتية بالماء والكهرباء وشبكة صرف صحي، بمناطق الضفة".

 

وأشار خليلية إلى وجود مخطط لإنشاء عدد إضافي من المناطق الصناعية والتجارية بمختلف مدن الضفة يصل لـ 35 منطقة، ليصبح العدد الإجمالي 58 منطقة، بدلاً من 23 منطقة حالياً.

 

ولفت إلى الحديث الدائر عن بناء أكثر من 4500 وحدة استيطانية بالضفة الغربية، بعد أيام قليلة من إعلان سلطات الاحتلال تجميد إجراءات المصادقة على إقامة المشروع الاستيطاني "إي1" المثير للجدل بضغوط أميركية، مؤكداً أن ما حدث ليس ضغط حقيقي، والوحدات الاستيطانية المخطط بناؤها جزء من المشروع.

 

وشدد على أن فكرة تخلي "إسرائيل" عن مناطق بالضفة المحتلة، من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة، فكرة مستبعدة، فالاحتلال يسعى لتقويض إنشائها كما يحلم الفلسطينيون.

 

وبعد ساعات على طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي بينها "عدم تقويض آفاق قيام دولة فلسطينية"، جاء الإعلان الإسرائيلي بتجميد المضي بالمشروع ".

افتعال أزمة

وأوضح مدير وحدة مراقبة الاستيطان أن سلطات الاحتلال ومجالس المستوطنات يفتعلون أزمة لدى المستوطنين، إذ تعمل على طرح شقق سكنية خلف ما يسمى "الخط الأخضر" بثمن باهظ جدا، وتقدم لها امتيازات اقتصادية وتسهيلات بنكية واعفاءات ضريبية وغيرها لتحقيق ذات الهدف، لدفعهم للسكن بمستوطنات الضفة المحتلة.

 

وأكد على الخطر الذي يشكله "سموتريتش" بعد توليه صلاحيات بالإدارة المدنية، من ناحية قيامه بالمصادقة على بناء الوحدات الاستيطانية والتطوير فيها، دون موافقة رئيس وزراء حكومته، كذلك دفع المخططات العالقة نحو التنفيذ مع توفير الميزانيات اللازمة لذلك.

الواقع الديموغرافي

وشدد على أن الواقع الديموغرافي في فلسطين صعب، فهناك ما يقارب المساواة في عدد اليهود والفلسطينيين على أرض فلسطين، حيث يبلغ عدد الفلسطينيين 7.2 مليون وعدد اليهود 7.1 مليون.

 

وأضح أن عدد الفلسطينيين في الوطن مثل عددهم في الشتات تقريبا، كما أن عدد الفلسطينيين في الداخل 1.7 مليون، وغزة 2.2 مليون والضفة بما فيها القدس 3.3 مليون (القدس حوالي 400 ألف).

 

وبين أن العدد الإجمالي للمستوطنين هو 880 ألفا، منهم 380 ألفا في القدس ونصف مليون في بقية مناطق الضفة، مشيرا إلى وصول نسبة المستوطنين خارج حدود 67 (لا يشمل الجولان) إلى 21% من مجمل السكان، وفي الضفة دون القدس تصل هذه النسبة إلى 15%.

 

واعتبر أن المعطيات السابقة، تدل على وجود ارتفاع حاد مقارنة لما كانت عليه الأوضاع قبل اتفاق "أوسلو"، الذي لم يعق مشروع الاستيطان قيد أنملة، بل سهّل، بحكم النتيجة، تنفيذ مشاريع الاستعمار الاستيطاني في مناطق الضفة والقدس.

ما تبقى من الضفة 39 % فقط

وأكد خليلية أن ما تبقى للفلسطينيين بالضفة الغربية للتوسع والبناء هو ما نسبته 39% فقط من أراضيهم، وتمثل مدن جنين وطولكرم ونابلس ورام الله والبيرة وأريحا وسلفيت والخليل وبيت لحم بضواحيها وقلقيلة.

 

وأوضح أن الاحتلال يسيطر على 61% من أراضي الضفة بشكل مطلق، من أجل البناء الاستيطاني والبؤر ومناطق يخصصها لقواعده العسكرية ومناطق للتدريب وأخرى تحت مسمى محميات طبيعية.

 

وشدد على أن المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال، هي مصادر مهمة للثروة الحيوانية والمائية والصناعية ومناطق عبور للدول المجاورة، وذلك بهدف عرقة بناء وإقامة دولة فلسطينية.

التعليقات : 0

إضافة تعليق