تحولت إلى مزارات عائلية

في حظائر العجول.. الأطفال يكملون أجواء فرحة العيد

في حظائر العجول.. الأطفال  يكملون أجواء فرحة العيد
تقارير وحوارات

غزة/ أسيل السردي:

تهمسُ الطفلة أمل "11 عامًا" في أذن والدها، وهي تقف أمام قضبان حماية حظيرة عجول وخراف بعدما احتارت في معرفة العجل الذي اشترك به والدها وتاهت بين الألوان البنية رغم زيارتها معه ثلاث مرات سابقة: "وين العجل تعبنا!؟"، وبعدما حدد لها مكانه أمسكت دلوًا ملأته بالشعير والعلف، والتفت حول قضبان الحظيرة الزرقاء ووضعت له الطعام.

 

ونحو خمس دقائق بقيت الطفلة تراقب العجل الذي يبلغ وزنه قرابة 600 كغم وهي تكتف يديها وتشع من عينيها ابتسامة فرح وتارة تمسح بيديها على رأس العجل بلمسات حانية، وعلامات الفرح ترتسم على محياها، لتغمرها فرحة كبيرة مع حلول عيد الأضحى المبارك، هي وعشرات الأطفال الذين تواجدوا في الحظيرة لحظة وصولنا.

 

على جانب آخر، كان الشقيقان أحمد (9 سنوات) وعلي (8 سنوات) يتسابقان ركضًا من مدخل الحديقة الكبير يحاول كل منهم الوصول للعجل قبل الآخر، والظفر في السباق في الوصول أولاً، في حين وضع أبو أحمد طفله الصغير على ظهر أحد الخراف وبدأ يلهو به قليلا وسط تصفيق وركض من إخوته الصغار حوله في مشهد تشع منه البهجة والسرور.

 

هذا جزء من مشاهد عديدة داخل حظيرة عجول وخراف، والتي تحولت قبيل اقتراب عيد الأضحى المبارك إلى مزارات للأطفال والعائلات، عبر العديد من الأطفال الذين قابلناهم عن فرحتهم بحلول العيد وبشراء الأضحية.

فرحة وبهجة

"الأعياد فرحة وبهجة للمسلمين خاصة عيد الأضحى فتبدأ أجواؤه قبل حلول أيام العيد حيث يبدأ توافد من يرغب بالتضحية برفقة أطفاله إلى تلك المزارع لشراء الأضحية لتطبيق سنة الذبح والاحتفال بعيد الأضحى المبارك وسط أجواء دينية واجتماعية" قال "أبو تيسير" وهو يقف هو وأطفاله أمام باب الحظيرة.

 

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، إلا أن هذا الرجل كما غيره من الناس لا زالوا متمسكين بسنة الذبح وإهداء اللحوم للمحتاجين، مقرًا: "قبل أعوام لم أستطع التضحية بسبب الوضع المادي، لكنني لم أكن أحرم أولادي من هذه الأجواء، فكنت أصطحبهم عند أقاربي ليشاهدوا تلك الأجواء". وتبدأ التجهيزات لاستقبال مراسم العيد قبل عدة أيام بشحذ السكاكين و"السواطير" والمظاريف لتعبئة اللحوم والميزان، وهي أشياء لم يغفل "أبو تيسير" عن تجهيزها، قائلاً: "أجواء العيد لا تحلو إلا بالأضحية، وتجمع الأهل للمساعدة في تقطيع اللحوم وتوزيعها على الجيران، فيتولى الصغار هذه المهمة وبعدها يتم التوزيع على الأقارب".

 

يتجه بنظره نحو طفله محمد "8 أعوام" الذي يلهو قرب العجول مع عدة أطفال وأناس يتجمعون أمام قضبانها، عائدًا بذاكرته للوراء قليلا: "من قبل أن تبدأ أيام ذي الحجة وأنا أحضر ابني معي على المزارع، لأجل شراء الأضحية. تفاجأت من شجاعته وفرحه بالأضحية والعجل". تقفز من فم الأب ضحكة عفوية: "طبعًا ما خلا حدا إلا حكاله هدا عجلنا". ويتمم: "الأطفال يحبون الأعياد، بالتأكيد ستكتمل فرحة أولادي هذا العيد بأنني سأضحي، فهذا الشيء يجعلهم يشعرون باكتمال العيد".

غض الطرف

ورغم فرحة الأطفال داخل الحظائر، إلا أن صاحب المزرعة محمد عايد البطنيجي، لا يخفي أن الامر يؤثر على عملهم داخل المزرعة، نظرا لاستخدام أدوات حادة داخل المزرعة وهذا يشكل خطرا على الأطفال، مع بعض المرونة بالسماح بقدومهم قبل العيد وإعطائهم مجالا كبيرا ولكن بحذر أثناء توزين العجول مع الأخذ ببعض الإجراءات لحمايتهم ومنها الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن التوزيع والمشاهدة.

 

ولم تسجل مزرعة البطنيجي أي إصابات سواء للأطفال أو ذويهم، مضيفا بنبرة صوت ممزوجة بالرضا: "تواجد الأطفال تقريبا دائم في المزرعة لشعورهم بالبهجة عند مشاهدة العجول".

 

"والله الأجواء تحلو بوجود الأطفال أصلا. يمرحون أثناء توزين العجول" ويعتبر إضافة لما قاله أن وجود الأطفال دليل على لحمة العائلات ومشاركتهم بفرحة العيد.

 

 

التعليقات : 0

إضافة تعليق